عبد الاله الصائغ
- .فارق العمر الضئيل الغي بيننا مغثة الكبير المطاع والصغير المطيع.
- .كلانا ذاق اليتم قبل سن الابتدائية وذلك يعكس سر تعلقنا بوالدتنا الزرقاء بنت زعيم ال بو اصيبع وال بو زيارة وقتها.
- .كلانا ومنذ نعومة اظفارنا نكره التعصب حيثما يكون ونضيق بالخرافات كما نضيق بالتقاليد الاجتماعية التي تهدر الوقت والطاقة والثروة والعقل مهما كان عنوانها وطنيا او قوميا او امميا او دينيا او مذهبيا.
- .قد نكون من اوائل الطلبة الذين ارتدوا البطلون والجاكيت والحذاء (الزي الغربي) بدلا من الدشداشة والنعال ومن اوائل من ارتدى جاكيتا بفتحة من الخلف وقد نالنا من ذلك نصبا ذكرناه في مواضع سابقة.
- .عبد الاله كان يشعر بالغيرة من اخيه الصغير محمد ومن اخيه الكبير عبد الامير فهو الوسطاني في تسلسلنا نحن الثلاثة محمد بزر القعدة وبزر الشيب ولو حبيته ماكو عيب والكبير عبد الامير فتشة العين واول العنقود وعبد الاله هو الوسطاني دون عنوان.
- .من عجائب المفارقات ان عبد الاله ومحمد متضامنان في الهوايات والمواهب وربما الذنوب! كنا نحب جمال عبد الناصر معا ونعتده قائدا عبقريا الى ان جاءت نكسة 5 حزيران 1967 فخبت جذوة المحبة لكن احترامنا له لم ينقص.
- .بين محمد وبيني سنتان لكن ضخامة جسمي وضآلة جسمه وطوله وكونه اقصر مني جعل لكل منا اصدقاءه المناسبين لحجومنا ولكننا كسرنا الحاجز فصار اصدقاؤنا مشتركين وللمناسبة ان اصدقاء الطفولة المشتركين جلهم صاروا اعلاما مثل صادق سلمان الخاقاني راجح بلال وستار حميد بلال وعلي كناوي العريض ومحمد ناجي الحمداني وامير سيد جواد الحلو وعبد الاله النصراوي ومحمد هادي الحبوبي ومحمد علي الحبوبي وسعدي الكعبي ومعطي جبر ونوري الشريفي وعلي صالح معلة ورشاد الخوجة ورشاد علي عودة وجواد كاظم الشمس ومعطي الحاج هادي ورياض الحاج هادي وفؤاد حميد مرزة ومحمد كاظم العادلي وياسين كاظم العادلي وعبودي كاظم العادلي وسوادي المعمار ووفي عبد الغني البغدادي ومبدر كلو.
- .كنا نميل الى قراءة القصص وحضور مجالس الشعر والمطاردات الشعرية وكنا نشاطر اولاد المحلة اللعبات الشعبية مثل الختيلة ومرداد وشبي ياحيدة والطراد وكنا نكره لعبة الكعاب.
- .لم تنقطع الوشيجة بيننا ففي الكوفة كنا معا وفي النجف وفي بغداد وحين كنت معلما في سوق الشيوخ وكان محمد طالبا في الطب كان يستغل العطل والاجازات كي يزورني في سوق الشيوخ كأن المسافة بين بغداد وسوق الشيوخ مثل المسافة بين الكوفة والنجف.
- .نشانا والعلاقة منبتة بين امنا الزرقاء واختها قسمة وكانت بينهما عداوة بسبب الإرث ولكننا ودون علم امنا اقمنا امتن العلاقات مع خالتنا قسمة زوجة موسى بلال وبناتها واولادها ومن الصدف ان يكون الحاج حميد بلال والد الصديقين راجح وستار زوجا لابنة خالتي السيدة قدوة وان يكون هذان الصديقان ابنيهما! وترتب على ذلك عقد صلح تاريخي بين خالتنا السيدة قسمة ال بو اصيبع وجدتنا لامنا العلوية جلوة السيد حمد ال بو يوسف ضرة ام خالتي. لكن الزرقاء كانت على توادد مع اخت ام سعد (جلوة سيد حمد) الرائعة العلوية خشيفة ال بو يوسف وكانت تقيم في ريف الميهي بين جسر ام عباسيات والحلة وهي زوجة الحاج عبد عباس وام لفصيل من البنات والبنين وكانت اجمل ايامنا تلك التي نمضيها في زيارة بساتينهم الشاسعة ونقطن في بيت طيني واسع وفي النهارت نعدو بين الحقول.
- .لدينا ابتكاراتنا التي يحاكيها اترابنا مثل التخلي كل ممتلكاتي الطفولية لاخي محمد مقابل ان يتخلى هو عن ممتلكاته وكنا نجد في ذلك دهشة تشعرنا بالفرح! كان محمد الصائغ وعبد الاله الصائغ في الابتدائية يرسمان لوحات طفولية صغيرة بعضها ملون وبعضها بقلم الرصاص ثم يجيء يوم نفرغ غرفتنا المشتركة ونلصق اللوحات على جدران الغرفة ونفتح الباب للاطفال الزائرين وفي الختام يختار الاطفال الزائرون اي الاخوين هو الاقدر على التفوق ومرة يتفوق محمد ومرة يتفوق عبد الاله ولم نستشعر الحساسية بيننا!
- .كنا ومازلنا ربما حتى جاوزنا السبعين نعشق السباحة في شط الكوفة الذي كان يبتلع كل صيف عددا من الاطفال! ولم نعتمد على احد في تعلم السباحة بل غامرنا وتعلمنا وكان لنا اصدقاء خاصين في هواية السباحة.
- .حادث غريب جدا كنا نقطن الكوفة وصار العصر ثم المغرب ومحمد (سن الابتدائية) لم يعد الى البيت فساد الهرج والمرج في البيت وساعدنا اصدقاء العائلة في البحث عن محمد! وبعد يأس دونه البكاء علمنا ان محمد شاهد منائر النجف وهو في الكوفة فظن انه قادر على تجاوز المسافة البعيدة جدا عهد ذاك على قدميه ودون دليل او رفيق والنتيجة اننا علمنا انه وصل النجف وبذكائه المبكر عرف الطريق الى الشقيقتين الكبيرتين بدرية وحوري وكانتا تسكنان بيتا واحدا معتمدتين على الخياطة.
- .كلانا يعشق شقيقاتنا الثلاث رحمهن الله بدرية وحورية وحياة وبيننا روابط مودة تندر في هذا الزمان حياة كانت الصغرى وهي اقرب الى عقليتنا (محمد وعبد الاله) اما بدرية فكنا نعتدها معلمتنا الاولى وحورية كنا نجد الفرح في زيارتها ببيتها في الكوفة وبساتينها الغن في المحاجير وكانت حورية سخية معنا! وبدرية وحورية تبكيان على يتمي ويتم محمد وتنسيان يتمهما.
- .محمد الصائغ الدكتور انجز دراسته العليا قبلي وسافر الى فرنسا والمانيا وايطاليا وعدد من الدول وانا لم اكن قد غادرت العراق وعلاقاته مع اصدقائه نموذجية فهو لايختار الاصدقاء الخردة اما علاقاته بالعائلة فهي تصل درجة الحكمة ولهذه وسواها الكثير تراني فخورا باعتداد اخي الصغير دكتور محمد الصائغ معلمي بجدارة ومازلت حتى اليوم محتاجا الى نصائحه فليحرسه الله ولينهض من كبوته الصحية.