نورالدين مدني/سيدني
أثبت الشباب في كل الفعاليات السودانية المجتمعية في أستراليا أنهم يملكون قدرات ومهارات طيبة في مختلف الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية، وقد نجحت تجربة مهرجان مواهب الشباب في صقل الكثير من القدرات الشبابية.
هذه الفعاليات أكدت أهمية دعم وتشجيع الشباب والصغار للمشاركة فيها، بما في ذلك القيام بأعباء تقديم البرامج التي نجحت فيها كوكبة من الشباب أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر فاطمة جمال ويقين محمد ونور بشرى ورحاب النيل وزينب محمد ادم ومريم اسكنر وايمان ادم وسند سعيد ووليد صالح.
للأسف تعثربرنامج مواهب الشباب بسبب تدخلات الكبار وخلافاتهم التي لا علاقة لها بمناشط الشباب، لكنها ألقت بظلالها السالبة عليها، فيما ظلت الجمعية السودانية بليفربول تتيح لهم/ن مساحة طيبة في فعالياتها. إن نجاح البرامج والعروض المصاحبة للإفطار الرمضاني الجماعي الذي درجت الجمعية السودانية بليفربول على تنظيمه خلال شهر رمضان من كل عام أكد وجود هذه المواهب والقدرات الإبداعية.
تكتسب مشاركة الشباب والأطفال في هذه الفعاليات أهمية خاصة ليس فقط في صقل وتطوير مواهبهم/ن وإنما في ربطهم/ن بصورة إيجابية بتراثهم/ن الخاص وتقديمه في المحيط الأسترالي ضمن الحراك المجتمعي المعبر عن الثقافات المتعددة. إن الذين يرهقون أنفسهم ويرهقون الاخرين في جدل لاينقطع حول ضرورة ربط الصغار والشباب بتراثهم السوداني عليهم أن يركزوا إهتماهم أكثر على تشجيع ودعم مثل هذه المناشط التي تحقق التوازن المطلوب بين إحتفاظ الأجيال الصاعدة بتراثهم الخاص وبين الإندماج في المجتمع المحيط بهم/ن، بعيداً عن أساليب الإكراه والتلقين القسري التي لم تعد مجدية مع هذه الأجيال الصاعدة.
هذه المعضلة التربوية ليست خاصة بالأسر السودانية التي تعيش في مجتمعات مختلفة بل في داخل السودان أيضاً، فالمتغيرات والمهددات المحيطة موجودة ومزدادة في السودان، هناك حاجة ماسة لمراجعة الأساليب التربوية مع إستصحاب الإيجابي منها لكسب ثقة هذه الأجيال الصاعدة وإسترداد العافية الأسرية والحفاظ على بناتنا وأولادنا من كل المهددات المحيطة بهم/ن في الحياة العامة.
تزداد الحاجة في ظل المتغيرات الكبيرة المتلاحقة لتشجيع الصغار والشباب والإهتمام بهم ومساعدتهم كي يساعدوا أنفسهم بأنفسهم، وإمنحوهم الفرصة لكشف مواهبهم وقدراتهم وتطويرها لتمكينهم من المشاركة في بناء المستقبل.