نورالدين مدني/سيدني
خصص منتدى سوداناب مساء السبت الماضي الموافق يوم الفاتح من سبتمبر الجاري بقاعة بحنين المنيا بأوبرن منبره الدوري للإستماع إلى علي الجلاد وفاطمة يوسف ويقين محمد من الشباب الأسترالي السوداني بسدني للحديث عن التحديات التي تواجههم في المجتمع الأسترالي.
أدارت المنتدى ياسمين إبراهيم التي طرحت على الشباب أسئلة مفتاحية حول موقفهم مما يجري لهم وحولهم في أسرهم وفي حياتهم الأكاديمية والمجتمعية وعن تطلعاتهم المستقبلسة، إضافة لرأيهم في الحراك السوداني الأسترالي في سدني.
لست هنا بصدد تلخيص إفادات الشباب في المنتدى رغم أهميتها في تجسير الهوة المعرفية بينهم وبين الاباء والامهات، لكن لابد من التوقف عند بعض النقاط المتعلقة بالفرق بين مناهج التعليم في أستراليا ومناهج التعليم في السودان، وبين تطلعات الاباء والأمهات التقليدية تجاه مستقبل الشباب وبين تطلعاتهم وخباراتهم المتاحة التي يجدونها في نظام التعليم الاكاديمي في أستراليا. من التحديات التي أشاروا لها بحياء كيفية التعايش مع الاخرين في المجتمع الأسترالي المتعدد الثقافات والأعراق، وكيفية تجاوز نظرة الاباء والأمهات المادية تجاه الوظيفة والعائد المالي، وكيفية تحقيق التوازن المطلوب بين الحفاظ على ثقافتهم الموروثة والثقافة الأسترالية السائدة. لم يسلم الاباء والأمهات من نقد نتيجة محاولتهم فرض تطلعتاهم الخاصة عليهم، وإعترفوا ببعض الجوانب الإيجابية في علاقاتات الكبار مع بعضهم لكنهم إنتقدوا حصر الأنشطة المجتمعية السودانية في المناسبات والأعياد الدينية، كما إنتقدوا ظاهرة خلافات الكبار الأمر الذي تسبب في عدم قيام كيان أسترالي سوداني وفاعل في سدني.
أدى غياب الكيان السوداني الواحد إلى عدم إستفادتهم من البرامج والمشروعات المجتمعية التي تبتدرها المجالس الأسترالية للمكونات المجتمعية في النسيج الأسترالي، وإلى عدم الإتفاق حول طبيعة الهوية السودانية نتيجة لهذه الخلافات الفوقية المصطنعة. مداخلات الاباء والأمهات والشباب الحضور أثرت المنتدى ودعت بعض الأصوات الشباب لأخذ زمام المبادرة ووضع خطط وبرامج والعمل على بلورة رؤية إستراتيجية لمستقبلهم، وتنظيم ورش عمل وتعزيز التواصل مع المكونات المجتمعية الأسترالية الأخرى، وتفعيل مناشط الشباب وتشجيعهم لقيادة الحراك الأسترالي السوداني في المستقبل.
*رغم ضعف الحضور للمنتدى وحديث المتحدثين باللغة الإنجليزية مع قدرتهم على المخاطبة باللغة العربية، أكد المنتدى أن لدى الشباب ما يستحق ان يستمع إليه الاباء والامهات وأن يجتهدوا أكثر في مساعدتهم على تجاوز التحديات التي تواجههم في حياتهم الجدية بالمزيد من الرعاية والإهتمام والمشاركة الإيجابية معهم لتفهم همومهم وتطلعاتهم ودفعها برفق وحكمة لحمايتهم من كل أنواع الإنحراف السلوكي والفكري.