مجيد الدليمي
قبل ايّام اعترض الشبيحة سيّء الصيت الذي يدعى قحطان جثير في مقر الاتحاد ببغداد الاخ علي عزيز عضو الهيئة الإدارية والرئيس السابق لنادي السماوة على خلفية مشادة كلامية جاءت اثر ملابسات استبعاد اللاعب العراقي المغترب في استراليا سعد مجيد عزيز من دون ان يخضع لأي اختبارات كبقية اللاعبين الآخرين ، وتبين ان هذا الرجل يحمل في داخله عقد وامراض نفسية .
الى هنا والخبر عادي ولا يثير اي نوعا غير عادي من الاهتمام ولا يستحق التوقف عنده كثيرا ، فالاتحاد العراقي ساحة مفتوحة لكل شيء بلا قانون، وبعض أعضائه المتعددة والمتناقضة تتصارع فيما بينها بلا أهداف ولا رؤية او برنامج ، ولاءاتها ليست للوطن ولا الجغرافيا والتاريخ والسيادة والحريّة كما نسمع ونقرأ من خلال الصخب والصراخ والضجيج الذي يمارس من على منابر مقر الاتحاد وتباشر القنوات الإعلامية التي تلبس ألوان الأحزاب والتيارات ودكاكين الأيدلوجيا العقائدية الدينية والسياسية، وكل شيء فيه مباح بفضل فائض الحريات بما فيها حرية الشتم والسباب والاقصاء والقتل والخطف والاحتجاج كما حدث في الانتخابات السابقة من استبعاد رموز رياضية مشرفة تترسخ في وجدانها ومفاهيمها وقناعاتها فكرة ان المعرفة هي مدماك التطور والنماء.
فلا وطن بمقدوره السير في دروب التطور والتألق والدخول في دائرة التاريخ والوصول الى قمم المجد الا عبر ثقافة معرفية تسيج وثباته وتحصن منجزه وتتيح الفرصة للأفكار الطموحة ان تنمو وتعطي بسخاء وسط بيئة معرفية وارفة بمناخها النفسي والعملي .
كان ابعادهم من مقر الاتحاد الذي يخضع للسيطرة الكاملة لعبد الخالق مسعود ورفاقه وهو المكان الذي تتم فيه عقد الصفقات والتسويات وعمليات الرشوة والتزوير وإعداد من يتقنون فن المكر والاحتيال .
خبر الاعتراض والضجيج والصراخ ليس خبر غير عادي في بلد كالعراق بحيث يأخذ ابعادا تطفو على الحياة الرياضية، بل ان محاولة ابعاد النخب الرياضية والفكرية والعلمية هي اخطر بكثير من هذا الحدث ، فمن شأن هذا الأبعاد والاقصاء ان يحث زلزالا مخيفا لن تتعافى رياضة الوطن من ويلاته وتداعياته المستقبلية.
ربما كان هذا هو الهدف الحقيقي الذي يعمل من اجله المخططون في داخل مقر الاتحاد . ان ما يستدعي التوقف عنده هو الكلام البذيء واللا مسؤول الذي أطلقه ابن كثير في مقر الاتحاد الذي ساق اتهاماته الرخيصة لشخصية رياضية مرموقة في الوطن . ممارساته هذه تمثل البذاءة في أحط اساليبها وقد أتى من مدرسة الكذب والدجل والخرافة والتضليل والعهر الاخلاقي في التعامل مع رموز محترمة . فهو لا يرى تداعيات الاعمال التي ارتكبها في الرشوة والتزوير ولا يرى طموح ورفاه الشباب الواعد في الاستحقاق لتكون تحت رحمته وسوء ادارته والتي يدفع ثمنها شبابنا الرياضي .
المؤلم ان يطلق هذه البذاءات من منبر مقر الاتحاد ثم لا تجد استنكارا من احد ولا يُستدعى من رئيس الاتحاد او رئيس اللجنة الفنية الشاهد على كل ما حدث لتوبيخه لأنه اساء الى رمز رياضي وصديق وشقيق لكل الرياضيين كي تلفت نظره بمراعاة الأصول والقواعد لعمل الأعضاء وكيفية التعاطي مع الرموز . وحده عضو الاتحاد كامل زغير الرجل الذي يتمتع بحكمة الكبار استنكر هذا العمل ورفض الاساءة الى رجل وقف مع الاتحاد والوطن في سرائه وضرائه.
انتهت مساحة المقال، الحديث لم ينته، سنتواصل في الأسبوع القادم .