نورالدين مدني/سيدني
أحسنت صنعاً صحيفتنا الرائدة "بانوراما" وهي تفرد مساحة مقدرة من الصفحة الأولى في عدد الخميس الماضي لنشر مناشدة إنسانية لوزير الهجرة من أجل وقف ترحيل أسرة بسبب خطأ في الطلب.
في الصفحة الرابعة من ذات العدد أثارت بانوراما قضية اللاجئة التي إعترضت سلطات ناورو نقلها للعلاج بأستراليا رغم قرار المحكمة الأسترالية نقلها لتلقي العلاج بأستراليا لأنها تعاني من حالة إكتئاب حادة. كتبتُ قبل ذلك عن حالات المنتظرين في المعسكرات خارج أستراليا بحجة وصولهم إلى الشواطئ الأسترالية بطريقة غير شرعية، مستنداً فيما كتبت إلى إعتبارات إنسانية دفعتهم لركوب البحر، بعضهم دفع حياته ثمناً لذلك ومنهم من ينتظرفي المعسكرات المعزولة تحت ضغط الظروف الطاردة في بلادهم.
للأسف مثل هذه المواقف التي لاتشبه القيم الأسترالية تهدد التعايش الإيجابي الذي ميز النسيج المجتمعي الأسترالي المتعدد الثقافات والأعراق، وتعزز مواقف دعاة كراهية الاخر ومحاولة إقصائه وحرمانه من حقوق المواطنة والحياة الحرة الكريمة. أعود لحالة الأسرة التي نشرتها بانوراما من تصريحات السيدة رفاء الخالدي التي بثها راديو 24SBS عربي التي ذكرت فيها أنها هاجرت لأستراليا عام 2010م عبر منظمة الهجرة وبعد وصولها بعشرة أشهر تعرضت لحالة من الإكتئاب نظراً لعدم قدرتها على لم شمل أسرتها. أوضحت السيدة الخالدي أن إبنتها ريم وأسرتها قرروا القدوم لأستراليا عبر تأشيرة سياحية، ولم يكن لديها علم بوجوب التقديم للجوء خلال 45 يوماً، وعندما تقدمت بطلب اللجوء كان الخطأ الذي بسببه رفضت إدارة الهجرة طلبها.
في مركز الشباب بميرلاندز تعرفنا على قضية السيدة رفاء الخالدي التي كانت ضمن المشاركين في دورة درجت على تنظيمها منظمة CMRC، وقد وقع عدد من المشاركين في الدورة على مذكرة لدائرة الهجرة مساندة وتضامن مع حالتها لمراعاة ظروفها الإنسانية ومعالجة اوضاع أسرتها.
تذكرت هذه الواقعة عند مطالعتي للمناشدة الإنسانية التي نشرتها بانوراما لوزير الهجرة، ووجدت أن الواجب الاخلاقي الذي لا يميز بين بني البشر يدفعني دفعاً لمساندة هذه المناشدة الإنسانية على أمل ان تجد أُذناً صاغية حتى لا يعالج الخطأ بخطأ أفدح.
إن التشديد في إجراءات منح حق اللجوء مطلوب حسب القوانين واللوائح خاصة تجاه المشتبه فيهم، دون المساس بحق المقهورين الذين تضطرهم الضغوط الطاردة في بلادهم للجوء إلى أستراليا بحثاً عن السلام والأمان والإستقرار والحياة الكريمة في هذه الدولة الرحيبة.