على قاعة Nineveh Reception يوم الأحد 17 / 9 اقام رفاق منظمة الحزب الشيوعي العراقي في استراليا، لقاء وامسية ثقافية للأحتفاء بتوقيع كتاب محطات في حياتي للرفيق النصير وردا البيلاتي، حضر الأمسية جمع كبير من بنات وابناء الجالية العراقية في سدني، الى جانب ممثلي الأحزاب السياسية والمؤسسات الثقافية والأجتماعية، ورؤساء تحرير الصحف العربية.
ادار الأمسية الأخ الأعلامي اميل غريب حيث رحب بالحضور بأسم منظمة الحزب في استراليا والضيف الكاتب، ثم الوقوف دقيقة صمت حداداً على ارواح شهداء حزبنا، شهداء الحركة الوطنية شهداء الحرية في كل مكان، واشار خلال وقفة الحداد الى رحيل القائد الأنصاري / د. صباح ياقو توماس الذي فارقنا عن عمر يناهز 75 يوم 13/ 9 في بلدته القوش اثر سكتة قلبية.
قرأ بعد ذلك برنامج الأمسية التي تضمن اربعة فقرات، ثم السيرة الذاتية للنصير الضيف عبر مراحل وضعها الزميل اميل غريب ضمن تواريخ من سنوات حياة الكاتب، منذ طفولته في مدينة صباه "كركوك" ومعاناته ايام الشباب، ثم مراحل التحاقه بالحركة الأنصارية في كردستان ثم الى انسحابه ليعود لاجئاً يبحث عن وطن.
ثم قدمت مداخلة بعنوان "قراءتي لمحطات في حياتي"، قدمها مارسيل فيليب اشار فيها الى محتوى الكتاب بوجهة نظر شخصية، واشار الى ان الكتاب ليس تقييم او بحث دراسي لحركة الأنصار الشيوعيين، بقدر ماهو مزيج من مذكرات احداث عاشها الكاتب وكتبها بطريقة السرد القصصي، واحياناً يطرح رأيه الشخصي في اسباب الأنتكاسات نتيجة اخطاء ذاتية وموضوعية، وانتقل بشكل مكثف وسريع في كل محطات النصير وردا، ابتداءً من مرحلة بدايات الوعي ثم انتمائه للحزب الشيوعي العراقي مروراً بايام الجبهة التي يصفها بالكابوس المخيف، وعن مرحلة وصوله ومجموعات الرفيقات والرفاق الى كردستان.
وعن محطته الأولى في نوازنك اذار 79، وعن الشهيدة البطلة ام لينا (رسمية جبر الوزني)، التي كانت اول رفيقة التحقت بحركة الكفاح المسلح قادمة من مدينة كربلاء، وعن محطته الموسومة بحملة الأنفال والأنسحاب الى الأراضي التركية، وهروبه مع بعض الرفاق وبينهم. د/ سعاد الى سوريا ثم التحاقه بزوجته وابنته ميسون، حتى اكمال دراسته في بلغاريا، ولجوئه الى بلده الثاني الدانمارك.
ثم اشار الرفيق الى ان شهادة الأنصار الذين خاضوا التجربة اصدق توثيقاً حتى لو كانت تعتمد على تقييم شخصي مِن مَن يكتب حول الحركة الأنصارية من خارج الحدث، ولذلك يرى ان محطات في حياتي كتاب يمكن ان يقيم كيوميات مدونة من الذاكرة لنصير عاش المرحلة وتفاصيلها بكل نجاحاتها وانتكاساتها، قدمها لنا روائياً كمشاعر فرح ومعاناة، لكن التجربة ما تزال بحاجة الى وصور وشهادات اخرى تساهم في اكمال تقييم ودراسة وافية للحركة الأنصارية المجيدة، لأبطالها وشهدائها لتُسجل في تاريخ النضال الوطني العراقي بحروف مضيئة.
بعد ذلك عرض جزء من فلم بيشمركة مرة اخرى بحوالي 15 دقيقة، ثم قدم النصير وردا البيلاتي مداخلة تناول فيها كيفية تبلور الفكرة لكتابة مذكراته "محطات في حياتي" وبمساعدة بعض الأصدقاء، وبعض مامر به ورفاقه في السرية الثالثة وركز بشكل مكثف عن دور المرأة العراقية في نضالها ضد النظام الفاشي السابق، وعن شجاعة وتضحية رفيقات اجترحوا بطولات فاقت قدرة المرأة على التحمل.
وذكر اسماء بعض النصيرات كان قريباً منهم في بعض العمليات، ثم اشاد بتضحيات النساء في كردستان وكيف كانوا يقومون بدعم قوات الأنصار والبشمركة بالمؤن والأمان في ايام الشدة، واعتبر انه لم يتم انصاف المرأة في الأقليم لحد اليوم متمنياً ان تنصف المرأة وتكافأ من قبل حكومة اقليم كردستان، ثم عاد مؤكداً على تضحيات وشجاعة النساء العراقيات من كل المكونات القومية امثال ماركريت جورج التي كانت اول فتاة اشورية التقت بحركة التحرر الكوردية في مرحلة الستينات ايام الراحل مصطفى البرزاني، والشهيدة البطلة عايدة ياسين والنصيرة موناليزا "انسام" وعميدة العذبي والشهيدتان ام لينا" رسمية جبر الوزني، وام ذكرى، والرفيقات روشن والشقيقتان ايمان وليليان، وام صباح وسلوى وام هيفاء، والدكتورة سعاد وكثيرات غيرهم، ولهن ننحني تحية اجلال، فهن من نحتوا نضالهم في الصخور وهن من اخجل سياط الجلاد دون خوف او وجل فتراجع الجلاد وتقهقر امام شموخهن.
بعدها اجاب الرفيق النصير على اسئلة الحاضرين لتختتم الأمسية بتوقيع نسخ من محطات في حياتي لضيوف الأمسية .