حاورها علاء الماجد / بغداد
فنانة تشكيلية لاتهتم بالاضواء كثيرا وقليلة الظهور في وسائل الاعلام، لكنها تمتاز بأسلوب مغاير حيث جسدت في اعمالها الفنية واقع المرأة في حركتها وجمال صورتها وعلاقتها بمحيطها وبيئتها الاجتماعية من خلال استخدام امثل للواقعية التعبيرية، وللواقعية الرمزية احيانا، معبرة عن صورة المرأةالبغدادية وعلاقتها التي لاتنصم عن بيئتها وهي ترسم الوجوه التي تبتكرها من الخيال او ربما هي وجوه موجودة في الواقع الحي المعاش، تجسد عظمة المرأة وهي التي كانت رمزا في الثقافتين السومرية والبابلية، انها تمهد الطريق للمتلقي لاستخدامها العناصر التي تتوافر فيها الصور والحركات الجمالية سواءا البغدادية او الريفية، الحضارية اوالراهنة، فنانة تحول الجمال الى فتنة، لقد اتقنت بشكل بارع حركة الجسد وجعلتها مزيجا من التشكيل والشعر والموسيقى.
فنانة تعتز وتفخر بمنجزها وبما تقدمه من فن تشكيلي، على صعيدي الرسم والخزف .
فنانة تسعى لتشق طريقها بإصرار وبخطى ثابتة، لترسخ اسمها في مجال الفن.
هذه الفنانة التشكيلية المبدعة التي ولدت في بغداد، وتخرجت من معهد الفنون الجميلة/ خزف عام 1995، وكلية الفنون الجميلة/ رسم عام 2002، واشتركت في معارض مهرجان بابل الدولي 1996 – 1998، معارض وزارة التربية 1996 – 2014 ، معرض الكرافيك / كلية الفنون 2001 – 2002، معرض المشرفات ورابطة التشكيليات 2003 ، معارض نظرات النساء وحكايا النساء/ المركز الثقافي الفرنسي، وشمس بغداد / وزارة الثقافة، معرض نقابة الفنانين، ودعم الطفولة ومعارض مشتركة أخرى. نالت تكريم نقابة الفنانين وشبكة الثقافة والاعلام.
ماهي الا الفنانة التشكيلية المبدعة نغم صالح وهي ضيفتنا في "بانوراما" في حوار عن رحلة ابداع وتميز :
- كيف كانت بدايتك الفنية، ومتى؟
- بدايتي الفعلية في مشوار الفن والرسم كانت عند دخولي لمعهد الفنون الجميلة في بغداد بداية التسعينات في قسم الفنون التشكيلية وكان للمعهد الدور الكبير في صقل موهبتي وزيادة حبي وشغفي للفن والرسم.
- لكل فنان أسلوب يمتاز به وأسلوب يمثله"، ما هي خاصيات أسلوب الفنانة التشكيلية نغم صالح؟
- كان اتجاهي واسلوبي في الرسم واقعي قريب للبيئة التي تحيط بنا وبعدها صار الذي يميز رسوماتي هي الأجواء البغدادية والعراقية في الأشكال والثيمات والرموز التي ادخلتها في لوحتي.
- بين الموهبة والخبرة اين تضعين نفسك في مساحة التشكيل العراقي؟
- للموهبة دور مهم ومع الوقت تتكون الخبرة في التعامل مع اللون واللوحة وأختيار المواضيع التي تميز أعمالي عن اعمال زملائي الفنانين.
واطمح للوصول إلى مستوى الاحتراف الحقيقي، الذي اتفرغ فيه لممارسة إبداعي، دون الانشغال بأعمال اخرى جانبية.
في العراق ليس هنالك فنانا تشكيليا متفرغا للتشكيل، وأن الجميع يعمل اما موظفا او مدرسا او اعمالا أخرى، الا عدد قليل يكون متفرغا بالكامل لمرسمه او مشغله الفني، سواء في الرسم او النحت او الخزف.
- من رافقك في رحلتك الفنية من الفنانات من جيلك؟
- هناك العديد من الأسماء ولكن القليل منهن من استمرت بالرسم وإنتاج الأعمال الفنية الناجحة، اما بسبب ظروفهن الاجتماعية، او لقصور في الموهبة، او الانشغال بالوظيفة ومتاعبها.
- ما أبرز الأعمال والمشاركات، داخل وخارج العراق؟
- مشاركاتي الأولى التي أعتز بها كانت على قاعات مركز الفنون في بغداد ومنها معارض مهرجان بابل من 1996 والسنوات التي اعقبتها وأيضا المعارض المشتركة لرابطة التشكيليات على قاعة المركز الثقافي الفرنسي في بغداد ومعارض وزارة الثقافة ووزارة التربية .
ومعرض على أرض مدينة بابل التأريخية. .
والعديد من معارض مشتركة مع جمعية كهرمانة وغيرها الكثير وهناك دعوات فنية عديدة للمغرب اليونان وفرنسا.
- من هوالفنان الذي ترك أثرا في حياتك كفنانة تشكيلية؟
- انا اعشق لوحات ورسوم الفنان عبد القادر الرسام. وكان سابقا لجناح الرواد وأعمالهم في الرسم والنحت والخزف تأثير كبير علي، منهم الأستاذ فائق حسن وجواد سليم ومحمد غني حكمت.
- أي الثقافات تميلين لها وتفضلين التعامل معها وتتبادلين معها الخبرات والمهارات؟
- كل الثقافات الإنسانية وتجاربها الثقافية والفنية والادبية تمنحني الكثير من الأفكار والابتكار والابداع. لكن بغداد تبقى الملهم الاول، الم تكن رائدة بكل صنوف الاداب والفنون، تأريخها وحضارتها تؤكدان ريادتها، للأسف انها الان لاتستوعب الانتاج الغزير للفنانين العراقيين.
- من وراء فنك، نجاحك، ابداعك، أي شعار تضعينه في حياتك الفنية والابداعية؟
- دعم العائلة لي وموافقتهم على اختياري دراسة الفن كان هو الأساس بنجاحي واستمراري بالرسم والفن. .وأما شعاري فهو بالفن نخلق توازن روحي وعقلي يمنحنا القدرة على العطاء والإبداع في الحياة.
- لوقيمنا الحركة التشكيلية الراهنة، هل يرتقي الفن بالعراق الى مستوى الفن في الدول العربية؟
- الفن التشكيلي العراقي له تأريخ عريق وكبير ومستوى رفيع ومميز ليس بين الدول العربية وحسب بل بالعالم أجمع والمنجز الفني والثقافي مازال حي ومؤثر من خلال الأعمال التشكيلية لفنانين معاصرين وأسماء لها ثقلها الفني والابداعي في الوطن العربي والعالم.
والجيل الجديد من التشكيليين العراقيين بدأ يحقق أحلامه ويصر على الاستمرار رغم إكراهات الواقع. وجميعنا نلاحظ التطور الذي شهده الفن التشكيلي في العراق بعد التغيير، وبروز عدد من الفنانين التشكيليين، ومشاركاتهم خارج البلد والتي باتت تحظى باهتمام كبير على الصعيد العالمي، لكن هذا الجيل من التشكيليين يعيش يوميات صعبة، تنعكس سلبًا على منجزه الفني الإبداعي.
ففي الوقت الذي يشيد فيه النقاد التشكيليون المتخصصون بهذا المنجز وبالتطور والحركية التي عرفها الفن التشكيلي العراقي في السنوات الأخيرة، إلا أن هنالك الكثير من الشباب لم يتمكنوا من تحقيق حلمهم الأكبر في عرض منجزهم الفني، ويواجهون صعوبات كثيرة في ذلك، ولعل أبرزها غياب قاعات العرض في بغداد والمحافظات، وعدم الاستفادة من العرض داخل اروقة وزارة الثقافة، الا ما ندر.
- هل استطاع النقد العراقي أداء مهمته في توطيد العلاقة بين الفنان والجمهور؟
- بالتأكيد لا ، حالياً ﻻيوجد نقد حقيقي وبناء ومؤثر على تقويم المنجز الابداعي في العراق وليس لدينا أسماء لها تأثير كبير في مجال النقد. الاختصاصيون في مجال النقد التشكيلي قليلون جدًا، واغلب الذين يكتبون النقد في هذا المجال هم أناس لا يمتون للفن التشكيلي بصلة، ولا يملكون نظرة واسعة ومتفحصة للفن. استثني من ذلك نقاد تشكيليون اعتمدوا المدارس الحديثة في النقد، ولكنهم على عدد أصابع اليد. ولابد من تفعيل دور النقاد التشكيليين، حتى يعاد لهذا الفن الرائع اعتباره .
- بعد التغيير، هل استطاع المنجز الابداعي ان يؤثر في الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي في العراق؟
- في ظل الانفتاح الثقافي والمعرفي في زمن التكنولوجيا الحديثة والتواصل الإجتماعي أصبح الفن بكل صوره له تأثير بنقد وتشخيص الحالات الاجتماعية والسياسية والثقافية. وأصبح يؤثر ويتأثر بالواقع العراقي بكل جوانبه.
- ماهي المساحة التي تشغلها المرأة في اعمالك الفنية؟
المرأة هي في أغلب الأحيان تكون محور أساسي في لوحاتي وهي أيقونة الجمال التي تسرد في كل لوحة قصصها وحكاياتها، المرأة في العراق في العصر الحديث اضعف وأقل حيلة، بعد ان كانت رمزا في الثقافتين السومرية والبابلية.
أعتقد ان المرأة تمثل نصف هذه الحياة لكنها محرومة من ممارسة دورها الإنساني والثقافي، هي تشعر بالغربة وسط مجتمع ذكوري يتعمد التقصير اتجاه هذا الكائن الجميل او محاولات وئد كل ابداعها ونجاحها تحت حجج وذرائع شتى.
أن المرأة تعاني من التهميش وتواجه الصعوبات بسبب الثقافة الذكورية التي سادت في المجتمع، حيث ينظر للمرأة بدونية في جميع الميادين، رغم أنها تبرهن كل يوم على إمكاناتها الإبداعية التي تضاهي الرجل في كل مجالات الحياة.
- ماذا يعني لك تكريم مؤسسة الشبكة للثقافة والاعلام؟
-التكريم بدرع الإبداع ووسام الإبداع هو شيء معنوي وبالتأكيد يسعدني أن يكون هناك جهات فنية ومؤسسات تدعم الفنانين والمبدعين بكل مجاﻻت الثقافة والفنون والآداب وتقييم المنجز الفني والابداعي لهم من خلال التكريم أو الاحتفاء بهم وبمنجزهم لعام كامل.
- هل هناك طموح لاكمال دراستك الاكاديمية؟
-هناك طموح نعم للبحث عن مايضيف لي في مجال الرسم فأذا كانت بالدراسات العليا مايضيف فسأسعى لها بالتأكيد حتى لو كانت في بلد آخر.
- الخزف ام الرسم، هو من يحرك فيك ذروة الابداع على اجمل صورها؟
- لكل منهما سحره ففي الخزف مساحة واسعة للابتكار والتعبير والخيال التجريدي ..
وأما الرسم الحرية فيه أكثر وتعدد الخامات يمنح متعة للتجربة والإبداع.
- نود ان تحدثينا عن مجالات ابداعك الاخرى، وهواياتك؟
- قبل دخولي للمعهد كنت مولعة بتصميم الاكسسوارات وصناعة الزهور وتنسيقها..
أما الهوايات ركوب الدراجات الهوائية، وقراءة الشعر العربي والرويات.
- هل من كلمة اخيرة تودين قولها للقراء؟
- أود ان اشكر صحيفتكم الرائعة واهتمامها بالفنون والثقافة.