ترى أن المشهد الثقافي مخيف
التشكيليـة إنتصـار الميالـي لا تشبـه أحـدا
حاورها: عدنان الفضلي
هي لا تشبه أحداً،
يصفها كثيرون بأنها أكثر من أنثى،
كونها تمتلك كثيراً من المواهب الأدبية والفنية، فضلاً عن توافر صفات أخرى أبرزها الشجاعة والحس الوطني العالي، وهي الشاعرة والكاتبة والاعلامية والتشكيلية، ولها إشتغالات كثيرة في مجالي الإعلام والتشكيل.
ففي هذين الحقلين برزت ونشطت، عبر منجز موثق، كما أنها ناشطة إنسانية ومدنية، تدافع عن حقوق العراقيين المظلومين، بدلالة تواجدها الدائم في التظاهرات المطالبة بالإصلاح.
تلك هي الفنانة التشكيلية انتصار الميالي
وحتى نتعرف عليها أكثر كان لنا معها حوار كانت هذه حصيلته.
قالت: موهبة الرسم عندي بدأت منذ سنوات طفولتي الصغيرة لكنها ظهرت في السن الرابعة تحديدا عندما تحولت الى ممارسة على حيطان البيت والغرف بشكل ملفت جعل الآخرين يكتشفون موهبتي في التخطيط والرسم. وكانت المرحلة الدراسية هي أجمل مرحلة في حياة الانسان ودراستي في معهد الفنون الجميلة كانت زاخرة بالعلم والمعرفة بالامور والمواضيع الهادفة والمتعلقة بتاريخ الفن القديم والحديث.
وكان من حسن حظي ان ألتقي أساتذة مختصين في مراحل دراستي الثلاث الاولى.
ورغم التحديات والصعوبات والكثير من المواقف التي تواجه أي طالبة وطالب مدركين لحقوقهم استطعت أن أحصد النجاح وضمن الاوائل طوال مراحلي الدراسية الخمس، كنت اتمنى أن تطول سنوات الدراسة لو كانت الحياة الدراسية أفضل من حيث الاحتياجات والبيئة التدريسية والتعليمية لكنّ هناك ظروفا خاصة أقوى وواقع عام يحتاج للكثير والكثير من الاهتمام فيما يتعلق بالتعليم والفن.
وتوضح إنتصار الميالي:
أنها اشتركت بمعدل 8 معارض داخل المعهد والاخر بعد تخرجها خارج المعهد.
وتقول:
في كل مرة أشعر انني أفضل لكنني تميزت في أحد المعارض عندما خرجت عن المألوف في رسم لوحة لجسد عارٍ هي كانت جزءا من أعمالنا اليومية واختارها الاستاذ للمشاركة لكنني تفاجأت أنها تعرضت للتشويه فقط لإرضاء رغبة المسؤول الزائر للمعرض وقد اضطررت لسحبها من المشاركة في الأيام المتتالية للعرض.
وعن الكتابة الصحفية قالت الميالي:
كانت البداية في اواخر 2003 عندما لمست بُعد الاعلام عن هموم الناس وتحديداً قضايا التوعية بالحقوق وفعاليات المنظمات النسوية وأنشطتها والغاية منها، اكتشفت وقتها أن الاعلام لا يأتي لتغطية الحدث ونقل الرسالة المطلوبة ويتوجه للمسؤول المشارك في الحدث وأخذ تصريحات بعيدة تماما عن القضية والموضوع الرئيسي، كانت مؤلمة بالنسبة لي ان ألمس عدم مهنية البعض من الإعلاميين والصحفيين، فاخترت أن أخوض هذه التجربة معتمدة على التطوير والتعليم الذاتي والقراءة الكثيرة والمتابعة للكثير من الاقلام الصحفية المميزة.
وفعلا ان الكتابة الصحفية هي مهنة متعبة وخطرة بنفس الوقت لغياب الحماية القانونية في وقتنا الحالي، ولأنه ممكن بأي لحظة يتم الترويج لتقريرك الصحفي أو الفهم الخاطئ لما مكتوب بطريقة أخرى وعكسية تماماً يساء فهمها بالمقلوب، فكنت حذرة في اختيار المفردات وكتابة التقارير الاخبارية والصحفية معتمدة على الدقة في التفاصيل والمعلومات وحتى الاسلوب في الكتابة.
وعن تواجدها في ساحة التحرير
ترى أنه جزء من قضية عامة وخاصة وجزء بسيط من حقوقي في حرية التعبير عن الرأي، وهو امر مرتبط بحجم التغيير والاصلاح المطلوب ومرتبط بتوفير الخدمات الاساسية للناس بواقع النساء المرير والكثير من الصور مثل الاطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين التي تحتاج الى الرعاية والاهتمام الذي تضمنها الدستور وكفلها لكل العراقيين، هو امر مرتبط بالاجراءات الحكومية المتخذة قولاً وفعلاً، بلا تصريحات اعلامية ومزايدات رخيصة على حساب مصلحة الشعب والبلد.
ترى إنتصار الميالي أن المشهد الثقافي،
مشهد مخيف لما يعانيه من خلل وتراجع وضعف أحيانا، حتى مثقفينا اليوم هم في تراجع عن الكثير من المواقف في حين يتطلب دور اكبر لهم، لأنهم الطبقة التي يعول عليها.
الثقافة في العراق تكاد ان تكون دعاية اكثر منها ثقافة.
في مرحلة تحتاج للاهتمام بموروثنا الثقافي بالترويج له بطريقة صحيحة بتعريف الاجيال ما هي الثقافة؟ ومن هو المثقف الحقيقي؟
وماهي أدوارهم؟
نحتاج لثقافة تنشر رسائل المحبة والتسامح والاحترام، ثقافة رافضة للعنف للإرهاب.
ثقافتنا مرتبطة بواقعنا نعم على ان لا تتأثر به بل تكون سلاحا إيجابيا في مواجهة الكثير من المصاعب.