موفق الطائي/ الموصل
للفن التشكيلي خصوصية مائزة على صعيد الإبداع الإنساني لما يمتلكه من قدرات فاعلة و مؤثرة في متلقيه..
والرسم عبر كل اتجاهاته الفنية، يمتلك هذه الخاصية الساحرة المدهشة التي تنطلق من موهبة وخبرة وإبداع فنانيه الذين يؤكدون حضورهم الفاعل عبر مسارات مختلفة تؤدي بالتالي الى منتج فنية يوثق حالات انسانية وجمالية.
والفنانة فرح اليوسف هي واحدة من هؤلاء الذين سخروا كل قدراتهم الفنية والإبداعية في تأكيد معالجاتها ،معتمدة على اسلوب فني حققت فيه معالجات رائعة لخصوصية انتمائها لمدينة تعشق. وثقتها بحجم الحب والانتماء الأصيل، تأثرت في بداية مشوارها الفني كما تقول:(تأثرت بالعديد من الفنانين التشكيلين امثال جواد سليم ونجيب يونس الذي ابدع في توثيق مشاهد كثيرة عن العراق بألوان زاهية ومشرقة..).
- ·وعن اسوبها الفني قالت فرح:
(تجربتي بدأت بالمدرسة الكلاسيكية التي تعتبر من اهم المدارس التي تؤسس الفنان بصورة صحيحة، ثم مررت بالمدرسة التعبيرية والتجريدية التي وجدت فيها حرية اكبر في توظيف الشكل واللون في اعمالي الفنية، ثم بعد ذلك عدت الى المدرسة الكلاسيكية بإمكانيات اعلى نتيجة لتلك التجربة والتي وجدت فيها نفسي بعد ان مررت بفترة عصيبة وانا اشاهد مدينتي وقد دمرتها نيران الحرب فلم اجد وسيلة لأعبر فيها عن رفضي للواقع سوى توثيق الماضي بكل تفاصيله ليبقى في ذاكرتي وذاكرة أبنائها ..) ، جاءت لوحاتها نابضة بالحيوية والجمال.
مدينة الموصل. مدينتها ومسقط رأسها والحضن الدافئ الذي احتضنها ومنها كانت انطلاقتها نحو فضاءات الخلق والإبداع كان لشغلها بالألوان المائية ميزة واضحة توشحت فيها لوحاتها التي سكبت على سطوحها العديد من مفردات هذا المدينة التي تعشق.. بكل ارثها الفلكلوري والتاريخي والجمالي.. لوحات تنبض بالحيوية والإدهاش والأناقة (مدينتي الموصل جزء من بلدي العراق الذي نشأت على ارضه اعظم الحضارات عشت فيها طفولتي: شوارعها، ازقتها، طبيعتها، مساجدها وكنائسها القديمة التي تعود لمئات السنين، وعشقت كل تفاصيلها ولااستطيع ان احلق بمخيلتي بعيداً عنها..).
- ·وعن شغلها بالألوان المائية وتفضيلها على الألوان الزيتية تقول:
(عشقت الألوان الزيتية والمائية في آن واحد ووجدت فيهم حريتي لأعبر عن ذاتي ونظرا لطول المدة الزمنية التي اقضيها في انتاج العمل الفني الزيتي والتي تستمر لعدة اشهر في بعض الأعمال اتوجه الى انتاج الأعمال المائية فهي سريعة الجفاف رغم صعوبتها وتكسبني جراءة في اللون والتخطيط ولاتقبل المعالجة لأي خطأ اثناء التنفيذ نظراً لطبيعة الخامات والشفافية في الألوان..) ولم تقتصر معالجاتها الفنية على رسم معالم مدينتها ،بل تناولت رسم البورتريت واللوحات الجمالي كرسم الزهور.. الفنانة التشكيلية فرح اليوسف من مواليد مدينة الموصل، درست في مدارسها حتى مرحلة الجامعة والتي تخرجت في كلية الفنون الجميلة/ جامعة الموصل وحصلت على شهادة بكالوريوس فنون جميلة قسم الرسم والتصوير عام 2005م ثم عملت مساعد باحث في نفس الكلية (2005-2006م)، بعدها انتقلت الى الأمارات العربية المتحدة (2007 -1013م) منسقة لمادة التربية الفنية، وفي (2014-2017م) اصبحت مسؤولة عن المرسم الجامعي في جامعة الشارقة..
ونقرأ في سيرتها الفنية العديد من المشاركات الفنية والفعاليات الإبداعية والتي حصلت فيها على جوائز متقدمة فيها، نذكر منها: مشاركتها في المعارض الجماعية التي اقيمت في فندق نينوى اوبروي الدولي 1998-1999م)، ومشاركتها في معرض ثنائي في المركز الطلابي في جامعة الموصل عام 2003م،ومشاركتها في معرض جماعي (رسم على الخزف)،في عام 2009م حصلت على المركز الاول في مسابقة موانئ دبي في ستيفال ستي عام 2011م في دبي ثم مشاركتها في معرض جماعي عام 2014م (سماء واحدة في ارت بلس جاليري) ثم اقامتها لمعرضها الشخصي الثاني عام 2013م في النادي الثقافي العربي وحصولها على المركز الأول في مسابقة تصميم اجمل ملصق عن اليوم الوطني (جمعية الامارات للفنون التشكيلية بالتعاون مع النادي الثقافي العربي) في عامي 2014و 2017م الى جانب مشاركاتها في مهرجان التشكيليين العرب عام 2015، وفي نفس العام شاركت في معرض جماعي (روح) في ارت بلس جاليري، ومعرض جماعي بمناسبة يوم الشهيد ومعرض جماعي (نون النسوة ) في مرسم مطربن لاحج ومعرض جماعي (ايفا) في ارت بلس جاليري ثم معرض جماعي (تعبيرات).
وفي عام 2016م شاركت في معرض جماعي (جماليات عربية) في ارت بلس جاليري وفي عام 2015 شاركت كعضوة تحكيم لمسابقة (يوم المرأة العالمي).. عملت في مجال التصميم الجرافيكي وصممت العديد من الكتب والمنشورات.