موفق الطائي/ الموصل
عرف فن الكاريكاتير على انه فنا ساخرا من فنون الرسم، ومن خصائصه الفنية المبالغة في إظهار وتحريف الملامح الطبيعية أو خصائص ومميزات شخص أو جسم ما، بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي أو السياسي أو الفني أو غيره، وفن الكاريكاتير له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحياناً. وهوفن ابداعي اخاذ يتعامل مع الحياة بمنظار خاص واسلوبية مميزة بذكاء يلتقط المواقف والافعال، ويثير الاسئلة، ويضع المشاهد امام جملة حقائق مؤطرة بجو ساخر مملؤة بالصور الحية المستقاة من حالات اجتماعية وسياسية وثقافية، تعكس مدى تلاحم رسام الكاريكاتير مع محيطه وتجسد تفاعلاته مع مستجداته.. ثقافة ووعي ومهارة رسام الكاريكاتير مقومات اساسية تكون ملامح هذا الفن الجميل، الذي يعتمد الفكرة المباشرة المركزة والمقننة، والمضمون الثري بالحالات الانسانية.. انه خاطب فني بسيط يضم بين ثناياه مجموعة هموم ومشاكل واحلام وتطلعات الانسان وهناك عدد من الخصائص التي يجب توافرها عند رسام الكاريكاتير نذكرمنها، ان يكون موهوباً في فن الرسم يجيد رسم الشخصيات والأشكال بكل مهارة واتقان ومرونة في الخطوط والمنحنيات. الى جانب معرفته بعلم (التشريح) وبخاصة فيما يتعلق برسم الوجوه والأجسام عند الإنسان والحيوان.
الى جانب امتلاكه القدرة العالية في التلوين والتظليل.. وهذه المميزات وجدنها في الفنان قاسم قبلان الذي امتازت رسوماته الكاريكاتيرية بأسلوب فني مميز، ومضامين استقاها من واقعنا العراقي وبكل ما يحمله من مشكلات انسانية واجتماعية وسياسية،تناولها بكل ذكاء وحرفية عالية واتقان. والفنان قاسم قبلان المولود في محافظة نينوى عام 1956رسام كاريكاتير، استطاع عبر جهد متواصل ان يمتلك خصوصية واضحة في شغله الفني، والذي ميزه عن اقرانه المشتغلين في هذا الفن الجميل.. حيث جاءت رسوماته تحمل البساطة في الاخراج الفني وعمق في المضمونها، فقد حملها رموزا ودلالات انسانية، اكسبتها ذاك التميز والتفرد، انه فنان يمتلك مجسات حساسة للكثير من الحوادث والمواقف الإنسانية والأجتماعية، ترجمها بمقدرة واتقان عبر خطوط رشيقة لينى، وتكوينات تشخيصية مبالغ في رسمها، ارد من خلالها توصيل خطابه الإنساني والفني.
الفنان قسم قبلان تميز بنشاطه الفني عبر مشاركاته الجماعية والشخصية، اقام (8) معارض شخصية.. اضافة الى مشاركاته في معارض مشتركة محليا وقطريا الدولية، وكان اخرها الفوز بإحدى الجوائز لمسابقة الزيتون الدولية في قبرص 2018.
وقد عزز الفنان قاسم موهبته الفنية بالدراسة في الكلية المفتوحة وحصوله على شهادة بكالوريوس تربية فنية، وحصوله ايضا على دبلوم فني رسم هندسي. الى جانب رسمه للكاريكاتير له مساهمات فنية اخرى مختلفة كالرسم التعبيري بالحبر الصيني والتخريم والاعمال النحاسية والنحت والسيراميك..
عضو نقابة الفنانين العراقيين، وعضو في العديد من جمعيات الكاريكاتير محليا وعربيا وعالميا.. يعمل مدرسا للتربية الفنية في احدى مدارس تربية نينوى.