وداد فرحان-سيدني
الهدوء والهروب من الأضواء سمتان تزينان شهرزاد سيدني التي اتختارت ان تكون حكاياتها لشهريار منحصرة في العمل المضني خدمة للجالية العراقية في المغترب الأسترالي.
توشحت ألوان العراق في المحافل والتجمعات والانشطة المجتمعية تثبت أن العراقيين موجودون في القارة البعيدة، جاؤا يحملون ثقافتهم وحضارة عمقها آلاف السنين.
حرصها على تشجيع الكفاءات الفنية والثقافية في الدخول بمعتركات التنافس المتنوع ثقافيا وفنيا كان له الدور في اضاءة الطرق للكثير من أبناء الجالية في سيدني.
قلما تتغيب عن نشاط يهم الجالية، وغالبا ما تجدها بهيبة شهرزاد في المحافل العربية والأسترالية التي تسعى الى انصهار الثقافات في خدمة التعددية في استراليا.
شهرزاد لم تسهر لتحكي الروايات لشهريار، بل الروايات كانت تحكى عنها وهي تعمل بصمت لاتبحث عن بهرجة الأضواء ولا زروقة الأسماء، إنها العراقية التي تعمل من أجل الغير بلاثمن، بل بثمن واحد قيمته لاتنافس، ألا هو رفعة العراق وتسليط الضوء عليه في كل جزء يتيسر لها وجود فيه.
السيدة ليلى ناجي، مهندسة، حملت أدواتها لتخطيط بنيان يرتكز على أسس المحبة والتآلف لأجل رفع مساحاته شاهقا ينصب فوق هامته علم العراق الذي مازال مشروعا للتضحيات. عرفتها من قرب ومدت خطوتها معي تسابق الريح في العام 2008 لتسجيل بانوراما رسميا في استراليا، أمسكت شهرزاد بيدي وهبت كالريح تلاقح النبت البعيد كي يجهز للاثمار.
معها رسمت على جفون الحب كحل بانوراما الجلي بصرها، ومازالت تجلب لي الروايات لتحكيها لي حتى يصيح الديك، انه الوطن بين كفينا نهدهد له من بعيد كي تغفو مقله "دللوش يالولد يا ابني دللوش".
عشقت الخط العربي ووظفته في أعمالها الفنية وكان قصيدة حب من الخطوط الجميلة تغزلت بشهرزاد لوحة تصدرت المعارض الفنية ونالت الاعجاب.
لقد أدخلت الجمهور الأسترالي من بوابة لوحتها الى عالم جميل من التاريخ الأزلي لبلاد الرافدين واختزلت آلاف السنين بشهرزاد الحروفية الجميلة التي كلما نظرت اليها تجسدت ليلى ناجي بقامتها الباسقة التي تشمخ عزة ومكانة للمرأة العراقية.
شهرزاد سيدني حريصة على إشراك كل الشهرزادات في المجتمع الاسترالي، وتهوى تعريفهن مفتخرة بهن، واينما وجدت فرصة لمهرجان أو اعلان، سارعت بتوسيم ذلك الحدث بشعار بانوراما مفتخرة بعراقية الصحيفة، تقول "نحن هنا"، لم أسمع أنها تقول "أنا هنا" انه التجرد عن الذات خدمة للذات الأكبر، العراق العظيم.
لتنزيل الصفحة كما نشرت في العدد السنوي بصفة pdf اضغط هنا