غفران حداد/ بيروت
تتنوع اسباب هذه الظاهرة تأخر الزواج للمغترب العراقي فمنها الاجتماعي ومنها الثقافي ومنها الاقتصادي، نرى الشباب اليوم محاصر في مجتمعه فهو أما عاطل عن العمل او من ذوي الدخل القليل ويعيش ظروفا اقتصادية صعبة مع ارتفاع المتزايد في الاسعار وارتفاع مستمر في مستوى المعيشة دون زيادة مساوية له في دخل وفي المقابل فإنه مطالب بمهور عالية وتوفير المسكن والملبس والمعيشة الكريمة للزوجة.
ارتفاع اسعار الذهب وغلاء المعيشة في لبنان، جعلا المغترب العراقي لا يستطيع شراء الذهب أثناء الخطوبة والذي يُعد شراء الذهب للعروس جزءا أساسيا من المهر لإتمام عملية الزواج.
جريدة "بانوراما" سلطت الضوء حول هذا الموضوع في سياق التقرير التالي.
السيد ميشيل حنا صاحب محل مجوهرات في بيروت يقول في حديثه لـ"بانوراما": أن ارتفاع أسعار الذهب سبب ركودا كبيرا في قطاع بيع المجوهرات في لبنان حيث يتعذر على الشاب شراء متطلبات خطيبته من الذهب خاصة وأن الدخل ثابت والأسعار متغيرة نحو الارتفاع، ويشير إلى أن شراء الذهب انحصر في الطبقة الغنية من المجتمع".
ويضيف "إن بعض الشباب يأتي للمحل قبل إحضار خطيبته وأهلها ويتفق معه على عرض القطع ذات الوزن الخفيف والرخيصة حتى لا يتعرض للإحراج".
مبيناً "ارتفاع سعر الدولار، والذهب، أدى إلى توقف حركة الأسواق، وتراجع الطلب على شراء الذهب، بالإضافة إلى الفضة". المغترب العراقي لؤي جاسم
يعمل معلم شاورما في احد مطاعم بيروت يقول في حديثه لـ"بانوراما": منذ كنت في بغداد وقبل الهجرة لم أستطع الإقدام على خطوة الزواج حيث غلاء المهور وتكاليف الزواج وكثرة متطلبات أهل العروس جعلتني ألغي هذه القرار في الوقت الحاضر".
ويضيف" للأسف طمع بعض الأولياء، وعدم إدراكهم لقيمة الزواج وأهدافه الرئيسية، بالإضافة إلى ما سيتحملونه من كثرة المصروفات والالتزامات التي يرون أنها ضرورية لذلك حتى لا ينسبوا للتقصير، لقد تغيرت النظرة إلى الزوج الكفء.. واختلاف الناس في فهم ذلك، بحيث تصبح عملية الزواج عملية بيع وشراء، الرابح فيها من يكسب المال الكثير ولا يهمه بعد ذلك لون النتائج وآثاره".
أما المواطنة العراقية منى قيس من منطقة الجناح في بيروت تقول في حديثها لـ"بانواما": أصبحت هجرة الشباب بسبب الأوضاع الاقتصادية حيث غلاء لمعيشة وارتفاع اسعار الذهب جعل الشاب العراقي لا يفكر سوى العمل لتأمين لقمة العيش وتسديد فواتير الكهرباء والماء والإيجار" مبينة "هنا الغلاء كبير جدا الأمر الذي دفع الكثيرين بترك هذا القرار حتى إشعار آخر من حياتهم "
على صعيد متصل تقول المعالجة النفسية الأستاذة سهى منير في حديثها لـ"بانوراما" تأخر قرار الزواج ليس مقتصرا على المغترب العراقي فحسب بل حتى اللبناني حيث غلاء المعيشة وازدياد معدلات البطالة، وعدم وجود فرص عمل حقيقية أمام الشباب، وانخفاض مستوى الدخل تظهر صعوبة الشاب في تحمل عبء الارتفاع الفعلي لتكاليف الزواج. كما أنّ أسعار الشقق السكنية مخيفة جدّا فهي تتراوح بين 400 ألف دولار و500 ألف دولار أميركي.
فكيف سيتمكن الشاب من الزواج؟"