غفران حداد/ بيروت
في كل مرة يعّول فيها أصحاب المؤسسات السياحية والفنادق والمطاعم على موسم سياحيّ مزدهر أفضل من العام الذي سبقه، تأتي الملفات الأمنية والسياسية الضاغطة لتنسف كل الوعود والآمال، فهل من عامل مشجع بعد أمام السائح يدفعه للقدوم إلى لبنان ، الذي يأتي عادةً إلى البلد للسياحة وطلب الهدوء والإطمئنان؟
فرغم الخسائر التي منيّ بها هذا القطاع منذ العام 2010، يأتي مشهد "تزيين" شوارع بيروت وضاحيتها وبعض مناطق جبل لبنان ب "جبال النفايات" ليزيد الطينة بلة، في حالة ينفرد بها لبنان مقارنة بدول العالم في ذروة الموسم السياحي .
جريدة "بانوراما" سلطت الضوء على المشكلة التي ماتزال لم تحل الى اليوم في سياق التقرير التالي.
المدير العام لشركة اللؤلؤة السياحية اللبنانية السيد عباس الحسيني يقول في حديثهِ": كانت نسبة الإشغال في فنادق لبنان خلال الموسم السياحي إلى 100% ، أما اليوم فلم تتجاوز هذه النسبة 40-45%، في حين ترتفع نسبة الإشغال خارج العاصمة لا سيما في المناطق الشمالية إلى 65%، حيث الهدوء والطمأنينة بعيداً عن المناكفات السياسية وإقفال الطرقات، وطبعاً مشهد النفايات “المقزز“ .أمّا نسبة الإشغال في المناطق الجبلية مثل عاليه وصوفر وبحمدون فهي متدنية جداً كونها تعتمد بشكل أساسي على السائح الخليجي".ويضيف "النفايات ليست بمشكلة كما يصورها الواقع اللبناني، فالنفايات هي ملف موجود في كل دول العالم إلا إنه مشكلة في لبنان فقط حيث يسعى البعض لإختراع الحلول أو الحل الأنسب "لأزمة النفايات"،. من هنا ما من داعي لإختراع الحلول وما يمكن أن نفعله هو إنتقاء الحل الأنسب للبنان من بين التجارب القائمة في الدول الأوروبية.
مشكلة وطن
”وبيّن الحسيني" أزمة النفايات مشكلة وطن يجب أن تُحل، حيث أن قطاع المعارض والمؤتمرات أو ما يعرف "بسياحة الأعمال"، هو من أكثر القطاعات تضرراً نظراً لما تشهده الساحة اللبنانية من تجاذبات سياسية وفق ما يؤكد رزق، بعدما ألغيت عشرات الموتمرات والمعارض مؤخراً على أثر تفشي أزمة النفايات، والخسائر تقدر بالمليارات. من هنا تبرز حجم الكارثة، إذ يساهم هذا القطاع بحوالى 500 مليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي “ لكن بإمكانه أن يلعب دوراً أكبر في حال إقناع الشركات الدولية بالمشاركة من جديد في المؤتمرات والمعارض الدولية التي تقام في لبنان، ففي حين، تؤمن سياحة الأعمال في دبي نسبة إشغال فندقية تصل إلى 120% على مدار السنة، لا تتعد هذه النسبة الـ 50% في لبنان".
الأزمة السياسية
المواطنة اللبنانية مي عَودة موظفة في إحدى الوزارات الحكومية تقول في حديثها: "مما لاشك والجميع يعلم أنّ الأزمة السياسية والصراعات بين الأحزاب لها أثر كبير على حل مشكلة النفايات حيث يمر أكثر من عام والحكومة اللبنانية بلا رئيس أنا كمواطنة لبنانية أتمنى ان تحل هذه الأزمة لمصلحة ومستقبل لبنان ويجب أن تترك جميع الخلافات السياسية لأجل مصلحة الإقتصاد اللبناني".
ميزانية إعلانية
الإعلامية العراقية نرجس كاظم أحد السيّاح الدائمين في لبنان تقول في حديثها: أستغربت كثيراً من رؤية بيروت التي تسمى ب"سوسيرا الشرق" بهذا القبح حيث زرتها في التسعينات من القرن الماضي وكانت أجمل عاصمة عربية على الإطلاق " وتضيف: الحلّ برأيي ليساً صعبا حيث يتطلب من الدولة اللبنانية تخصيص موازنة إنفاق إعلامي وإعلاني لإعادة ثقة السائح العربي والأجنبي بلبنان من جديد“إسوةً بما تقوم به حكومات الدول الأجنبية ففي كل بلد، تحدث فيه جرائم وإنفجارات ولكن في المقابل تقوم الدولة بتخصيص ميزانية إعلانية وإعلامية ضخمة تدخل ضمن الإطار التسويقي والترويجي لهذه الوجهة".