بيروت - غفران حداد
الجلسات الفنية والأدبية والاصبوحات الشعرية هل تغير أو غيرت من واقع الانسان والشعب العراقي ام هي مجرد دعاية وإعلام للكاتب أو الفنان او الذي يعتلي المنصة في قاعة الجواهري أو قاعة فؤاد التكرلي وغيرهما دعاية لتلك الصروح الأدبية,ماذا أضافت هذه الأصبوحة أو تلك؟ وماذا غيرت من واقع المثقف العراقي في خضم الصراعات السياسية والثقافية والاجتماعية.
جريدة "بانوراما" أجرت استطلاعا لآراء المثقفين وبعض القائمين على هذه الصبوحات في سياق الاستطلاع التالي.
أول المتحدثين الروائي والقاص والناقد داود سلمان الشويلي حيث قال" الموضوع له تفرعات ثلاث، الاول: عن دور الاتحاد، والثاني: عن الاديب او الكاتب، والثالث / عن الشعب العراقي. فعن الاتحاد العام للأدباء والكتاب - وفروعه في المحافظات - فله دور كبير في التعريف بالأدب ومن يكتبه، فمن مهامه القيام بذلك بعدة طرق، والطريقة المباشرة والواقعية هي القيام بالأمسيات والاصبوحات لكي يقدم الاديب انجازه، ان كان قصيدة او قصة او دراسة نقدية او أي منجز اخر. اما ما يخص الاديب فانه يحاول بشتى الطرق ان يوصل صوته للآخرين، وذلك من حقه، بل من واجبه الاخلاقي لأنه يكتب للآخرين وليس له، ان يقول لهم ها انا انجز ادبا فاسمعوا اليه، فيقدم امامهم ما انجزه، ليعرف بالمقابل ردود افعالهم، مهما كانت هذه الردود، عندها يطمأن لما كتبه، وثانيا ان ما كتبه وصل للآخرين، وكذلك يحدث التعارف وتبادل المعرفة فيما بين الادباء انفسهم. فلا يمكن عدها دعاية له على الرغم من ان البعض يستغلها لهذا الشأن".
اما التفرع الثالث وهو الجمهور(الشعب العراقي) ولو قليل العدد، فله الحق ان يستمع لانجازات الاديب، ويزداد متعة ومعرفة بالأديب وانجازه. هذا في الاحوال الاعتيادية حيث الشعب مرفه وآمن على حياته والظروف مؤاتية له، اما الان فالجانب الامني اخذ الكثير من الاديب والجمهور.
النتيجة:لاتغير هذه الاماسي والاصبوحات شيئا من واقع الانسان العراقي، لأنها قليلة الحضور، والحضور هم الادباء انفسهم، وعندما يكون الامن مستتب، عندها سيكون كل شيء على ما يرام، فنسائل الامسية والاصبوحة عما ستغيره عند الشعب العراقي، وسنجد عندها الجواب، الان كل شيء متوقف.
فيما أكد الدكتور ليث بدر يوسف،استاذ ألإعلام في جامعة بغداد في حديثه: هي ليست إعلام بقدر الدعاية.. فهي واضحة وضوح شمس العراق الحارقة فالمخطط لهذه الجلسات الفنية واﻻدبية والشعرية يخطط وهمه نجاح هذا البرنامج في وسيلة اﻻعﻻم.نجاحه بأخذ حيز البث وإعطاءه وقت للعرض دون التخطيط لنجاح هذا البرنامج من خلال اناس المتلقين له ولذلك فان هذه البرامج الدعائية جعلت اﻻنسان العراقي يبتعد عنها اﻻ للضرورة واﻻاستثناء لبعض هذه البرامج ولكن اغلبها فاشلة وضعت المتلقي العراقي امام خيار الهروب من متابعتها واللجوء الى البرامج العربية والأجنبية للترفيه عن المعانات التي يمر بها يوميا.
التشكيلية ابتسام الناجي قالت بأن "الأمسيات والجلسات الشعرية وحتى المعارض التي نقيمها نحن كتشكيليين كأنما نقيمها ﻻنفسنا". وأضافت": واقول بصراحة لم تؤثر من واقعنا في المجتمع ﻻن فقدنا اﻻشياء المهمة كالخدمات ووسائل العيش التي هي ديمومة الحياة لو تسأليني كيف اقول لك كيف يكتب الشاعر والكهرباء متعثرة وكذلك الفنان واهم شي هو الواقع اﻻمني متى توفرت هذه اﻻشياء طبعا سيتأثر المجتمع بالشاعر والكاتب والفنان وكل جوانب الحياة وكذلك موارد العيش ووسائلها".
القاصة والروائية اطياف ابراهيم سنيدح اكدت بقولها": بالتأكيد الجلسات تكاثرت، لكن أهدافها لم تكن حسب ما درس لها، فهي قدمت وجوه تستحق ووجوه لا يمكن أن تجمع اللغة الصحيحة للفن والأدب، وهناك من استفاد من الجلوس والتحدث على عدة منصات ومن المنصات التي أشتهر بها الأغلبية، هي منصة الاتحاد العام الأدباء التي قدمت الكثيرين وهم للأسف أقلامهم لا تقرأ من أحد، ولهذا أعتقد إن مشكلتنا في العراق، التملق مع من نستفيد منهم بعد حين، وهذا لا يخدم ثقافتنا الحرة ولا يمكن الحلم أننا سنبلغ مرتبة الشرف كوننا لم نزيف أوراق من هم على درجة كبيرة من عدم القبول، ورضينا بهم لأنهم لهم سند من الآخر وهذا الذي يسندهم، أما في مراكز متقدمة أو من الأقارب.. نحن في مهب المجاملات والمصالح النفعية، ونهرب ونحتقر ونلوم ونقلل من قيمة المبدع الحقيقي، المبدع الذي زحف على ركبتيه كي يصل، وحين وصل وجد عقول مهما حصلت من درجة العلم لا الثقافة، تريد إزاحته من الساحة لأنه ثروة وطنية، أتمنى إعادة النظر بمستقبلنا ـ ومن خلال أناس يدرسون القلم قبل دراستهم للمظاهر الكذابة"
فيما أشار الشاعر غانم العيساوي "إن ما يجري في مبنى الاتحاد هو صرح ذاتي لروح الشاعر الهائمة لا تتعدى إلا ماندر ان تحاكي او تتصدى للظواهر الاجتماعية او التربوية كمساعدة في تغيرها او الحد منها .
لذا ان الاسلحة الحرفية التي يتمتع بها الشاعر او القاص او الروائي هي اسلحة فتاكة ان تعامل معها بالشكل الصائب.
ان اكبر دليل على ما اقوله مؤسس الاتحاد الجواهري.. من خلال صرحة الفيض والصادح لكل ظلم هاجر الى اكثر من دوله هروبا من الكلمة والحرف. وهذا ما نعانيه اليوم وهو عدم نفوذ الشعر باللغة الفصحى الى كثير من ابناء الشعب.. بسبب تحطيمهم علميا وثقافيا لأضعاف دور الادب بشكل عام.
الفنان صباح السراج يؤكد بقوله "أؤكد الجلسات الشعرية والثقافية لها فائدة كبيره للمثقف العراقي.. فهي لها زيادة في المعلومات الثقافيه والعامة للإنسان المثقف في كل المجالات حسب نوعية الجلسة التي تنجز.. وهي لقاء وتعارف لجميع الحاضرين بهذه الجلسات. فواجب على اتحاد الادباء تنشيط هذه الجلسات لزيادة المعلومة..
في حين أشار الشاعر علي العضب الى ان"اتحاد الادباء رافعة للثقافة والوعي الانساني الا ان المسرح وسيلة اكبر بالتأثير تجدين البعض قد طفح مستغل الفرص لتلميع نفسه هذا موجود الا ان ذلك حالة نسبية نعم نلاحظ عدم عدالة مثلا اهل بغداد لهم حصة الاسد الظلام يعم المحافظات توجهات الدولة ومزاجها ليس مع الثقافة والفنون والآداب وهنا يكمن اساس المشكلة، الفنانين والأدباء ممكن ان يغيروا بالسرعة مشاكل الوطن وهم كثر لتطور الدراسات الاكاديمية ولوجود امتداد للفكر اليساري في الوطن وجذور توجهات الدولة دينية وليست مدنية وهنا يكمن الخلل الان البداوة منتصرة على الحضارة وهذا مرفوض ولا يتماشا مع الحداثة والتطور العالمي وهذه حالة نشاز ومرفوضة، القوة المؤثرة التيار اليساري والديمقراطي والمجتمع المدني والنقابات والشباب وقوى التغير والإسلام المعتدل اذا لم تتوحد هذه القوى وتمارس دورها عبر التحول السلمي للسلطة وتفرض ارادتها لإنقاذ الوطن من محنة الطائفية والمحاصصة والإسلام السياسي والتعصب الديني والعرقي لايحدث تطور في جميع المجالات الاقتصادية والإنسانية والثقافية
الفنان صباح الخياط أوضح بأنه" الانسان المثقف هو فرد من الشعب العراقي هو الذي يضيف للمجتمع حسب ثقافة ودراسته ليس الامسيات التي تضيف له ثقافة فقط تضيف له اعلام لا غير".
الإعلامي مهند جواد قال "مع شديد الاسف المثقف العراقي عزل نفسه عن المجتمع العراقي بسبب اما انه يتعالى على المجتمع العراقي او انه يحس بنفسه اصبح منبوذ من المجتمع بسبب افكاره التي تهاجم معتقدات وعادات وتقاليد المجتمع العراقي..
ولهذا اخذ من الاصبوحات والأمسيات الشعرية التي احتكرت على المثقفين وعلى بعض السياسيين بعيد عن الناس السواد الاعظم فبالتالي اكيد لم ينتفع منها الشعب بقدر ما ينتفع منها المثقفون كمتنفس يعبرون به عن افكارهم وأشعارهم.. لذا ارى انه من الافضل ان تكون هذه الأمسيات في المناطق الشعبية والمناطق التي تعاني من اضطهاد في تقديم الخدمات من اجل ان ننصفها بشيء من علمنا وأفكارنا وننشر ثقافة الشعر والقراءة والكتابة ونغير من الكلمات النابية التي انتشرف في مجتمعنا دون ان نتطرق الى معتقدات الناس او تقاليدهم.."