تفجيرات باريس والاعلام .. لا نحتاج لاختبار كشف الغباء
انا اؤمن بنظرية المؤامرة لان التاريخ والوثائق الدامغة تثبت ذلك ولو نظرنا ماحدث قي امريكا اللاتينية والشرق الأوسط ومناطق مختلفة من العالم منذ قرون ليومنا هذا يثبت ذلك ولا نحتاج الى دليل بعد اعتراف القوى الاستعمارية بالجرائم والأخطاء التي ألحقتها بالانسانية جمعاء. لكن بدل الاعتذار وتعويض تلك الشعوب والامم بدأت تخطط وتتآمر عليها من جديد بادوات جديدة منها الحروب الدينية وهي حروب بالوكالة والحصار وخلقت منظمات ارهابية كونية عابرة للحدود تحارب عنها وتحقيق اهداف محددة. ومن ثم انقلب السحر على الساحر.
احداث ١١ سبتمبر التي ضربت منهاتن في الولايات المتحدة مثالا وتلاحقت الهجمات الإرهابية وصولا لأحداث باريس الارهابية التي ضربت عاصمة النور والحريّة وأيقونة الفن والجمال "باريس" ليلة الجمعة السوداء 2015.11.13 . وهنا بدأ العالم يعد ايام اسبوعه ويكنيها بالدامية والسوداء كما هو حاصل في افغانستان والعراق وسوريا .
المتآمر يغيير أسلوبه وأدواته حسب ظرف الزمان والمكان وكل التامر يدور على موضًوع إرضاخ الشعوب ونهب مقدراتها والاستحواذ على ثرواتها حتى لو كانت أدواته تقتل الملايين بطرق بشعه وسفك الدماء ودس سم الطائفية والشعوبية والعنصرية وتنزيل المقدس الى الحظيظ .
الامر المؤسف ان الأبرياء دائما هم الضحية حتى من شعوب تلك الدول المتآمرة ان ماحدث وسيحدث لاحقا هو نتيجة لازدواجية المعايير والكيل بعدة مكاييل . منذ عقود وشعوب باكملها تدمر ودوّل تقسم فما حصل مؤخرا في الصومال ولبنان والبلقان والعراق وليبيا وسوريا واليمن تحت أنظار ومساندة الدول التي لم توفر جهد ولا وسيلة الا واستخدمتها بتلك الحروب والمنظمات المتطرفة والإرهابية والقاعدة وداعش على رأسها وسمحت لها باستخدام ارفع التكنلوجيا وأسلحة متطورة جدا وسمحت لها بتفكيك البنى التحتية وبيعها بابخس الاثمان لدول مرضي عنها ومشاركة في العدوان والتامر ، ما حصل لدرة الاقتصاد السوري وسرقة (١٠٠٠مصنع ) نهبتها المجموعات الإرهابية لمدينة عريقة في الصناعة وهي مثال يحتذى به في الوطن العربي بنيت بكد وعرق وكفاح اجيال من السوريين ، مررت الى تركيا دون اي ادانة وغض الغرب الطرف عنها بكل طائرات تجسسه وأقماره الاصطناعية التي يزعمون ان لها قدرة على التبين تصل من عشرة سنتمترات الى متر . اين كانت هذه الأقمار حينما احتلت داعش مدن باكملها في العراق المرتبط باتفاقية أمن استراتيجية مع الولايات المتحدة. وما حصل بعده من نهب للآثار والنفائس التاريخية والاثرية التي بيعت في عواصم الدول الكبرى مثل لندن وباريس ونيويورك من دون منع او ردع لمافيات التهريب والسرقة والتي يصب جزء من تلك الاموال في جيب المنظمات الارهابية اضافة لتصدير النفط الذي يحتاج الى عملية معقدة لايمكن ان يباع من دون معرفة حكومات العالم.
من كل ما حدث تتضح الصورة دون لَبْس ان هذه الدول التي صنعت الاٍرهاب ستتجرع من نفس كاس سمه الزؤام. لقد كفرنا بالديمقراطية التي تبشر بها الدول العظمى وهي تبيع الأسلحة لدول لا توجد بها أدنى حقوق للانسان والحيوان وتقمع شعوبها ولازالت قوانينها من العصور الوسطى بقطع الاعناق واليد والجلد.. وتصدر الاٍرهاب لكل العالم. بسبب المال وحده والتقاء مصالحها مع تلك الدول تركتها تعيث بالارض فسادا ووحشية.
فقطر تشتري عشرات المباني وتستثمر في اسبانيا وباريس ولندن بمئات المليارات وهي تدعم منظمات ارهابية خطيرة ومعروفة للداني والقاصي وشيوخ التكفير واعلام تحريضي على الغرب قبل الشرق. هل ستنقل قطر الفلسفة والفن والعلم لاوربا مثلا ام انها ستنقل مفتي التكفير والطائفية الذين يتناسلون في كنفها، وهل تنشر الديمقراطية التي يتغنى بها الغرب او حكم المؤسسات وحقوق العمل وهي صاحبة اسوء تاريخ مع العمالة الاجنبية.
لقد كفرت شعوب المنطقة العربية ببيانات حقوق الانسان والسعودية منبع الفكر السلفي الوهابي التكفيري تنتخب في مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة اي مهزلة هذه ؟!! وأي حمق تريدونا تصديقه؟!
مع ما يجري في اليمن اليوم من قتل للنساء والأطفال بالاسلحة المحرمة كله من الصناعات الحربية الامريكية والبريطانية والفرنسية التي تزود بها السعودية على مدار الساعة والتي دمرت مصانع الألبان والمخابز والمستشفيات ومحطات الصرف الصحي ولم تبقي شيء للسكان المدنيين. ان انتهاكات حقوق الانسان لشعوب باكملها بشكل سافر ومهين ما عادت تعني الغرب طالما مبيعات الأسلحة بخير وامدادات الطاقة بخير وبسعر التراب . تساؤلات كثيرة تجعلنا متاكدين بدور بعض حكومات الغرب في المساهمة الفعالة في ايجاد وتسهيل وجود الجماعات الارهابية والتي لاناقة للشعوب فيها ولا جمل. المساحة والوقت لا تتسع لسرد تناقض ونفاق حكومات الغرب المتحضر الديمقراطي وصناعتها للارهاب وغض الطرف عن حكومات مارقة وفاسقة كثيرة داعمة بشدة للارهاب، تشيطنها يوم وتجعلها ملاك في اليوم التالي تباعا لطاعتها ورضوخها لحكومات ولوبيات البنوك والمال وشركات الطاقة المتعددة الجنسيات العابرة للقارات التي تنتج حكومات تخدم مصالحها. ان من الغباء والحمق ان لا تقف شعوب الدول الغربية بقوة بوجه حكوماتها التي ستجلب عليها مزيد من الويلات والمحن والقتل وستفقد منجزاتها التاريخية دفعت بالوصول اليها أثمان باهضة ووقت طويل وتضحيات عبر الاجيال. نتضامن ونحزن على كل الأبرياء الذين يسقطون في كل مكان. ونشجب وندين بكل وضوح كل من يتسبب بإراقة قطرة دم من كل أطراف هذه اللعبة التي اصبحت تكتوي بها الانسانية جمعاء الاعلام العربي الزاعق يريد منا ان ننشغل بالنتائج والتسليم بها دون ان يذكر لنا الأسباب لكل هذا الاٍرهاب ومن اوجده بهذه القوة ومن وموله ليصل الى كل بقاع العالم ويضرب بوحشية غير مسبوقة ويخطف حياة واحلام ملاين البشر ويغيير ثقافاتها. نحن بحاجة الى جهود تلامس عمق المحنة واسبابها لتكون الحلول ممكنة في اقل الخسائر وأقصر زمن وتجنب البشرية هذا القتل المريع الذي لا يستثني احد.
التغطيات الإعلامية في كل مصيبة وكارثة تطلب منا ان نضع ايدنا فوق رؤسنا وبذات الوقت تطلب منا حك انوفنا وهذا جزء من الخداع والتمويه التي لاتسمح قوانين اللعبة لاي قناة السير عكسه وستحاسب وتغلق بذرائع مختلفة.
على الغرب من الان ان يكون جاد وواضح في تعامله مع ضحايا الاٍرهاب بكل اشكاله في كل مناطق العالم وليس هناك ارهاب حميد وارهاب خبيث كما يحاول الإعلامي اقناعنا بذلك ويطلق على ما يجري من قتل على يد الجماعات الإرهابية ويسميهم بالثوار والمجاهدين وماشابه من تسميات التي بدأت تعبر الحدود وتقتل الشيوخ والنساء والصبيان ويستحلون ما حرم الله ويعتدوا على المدن الامنة.. حان الوقت للحكومات التي تدعم الاٍرهاب بالتوقف عن غيها وجبروتها وان ترد سيوف عدوانها وارهابها
"ان كل من يأخذ بالسيف بالسيف يهلك" لقد تجاوز شر الارهاب كل الحدود والشعوب منجرة وراء الحكومات دون حراك.. طوبى لمن يضع الحقائق والأسئلة على الطاولة دون خوف اوتردد.
"طوبى لصناع السلام لأنهم أبناء الله يدعون"وتبا لكل من ساند ودعم وسهل وجود التكفير والارهاب سواء أفراد او جماعات او حكومات دول وهي باتت معروفه بجلاء . وفي النهاية نحن كشعوب يجب وضع الأمور في نصابها وهذا راس الحكمة وعدم الانجرار خلف ما يقوله الحكام ليعززوا مكانتهم وفوزهم في البقاء على المناصب والكراسي والشعوب تدفع ثمنا لذلك دماءها. ان استخلاص العبر يبدا من رفض شعبي صارم وقوي ضد ازدواجية المعايير وليس هناك قداسة تعلو على حرية وامن وحقوق الانسان اينما كان بغض النظر عن الدين والعرق وتعلم الدرس بحاجة الى وعي واعلام مغاير بعيدا عن التجهيل وعدم الشفافية وتاهب امني مجتمعي للقضاء على الارهاب اينما حل. باتت تلك المنظمات الارهابية تتبنى استراتيجيات معقدة لانها اخدت وقتها الكافي وبنت مقدرات مالية كبيرة كان الغرب اما يغض النظر عنها او يستغلها لمصالحه.
حان الوقت للقضاء على منابع الارهاب الفكرية دون ازدواجية وانتقائية مهما كان مصدره ومكانه.