كنتم ولازلتم صوت الحق وحراس العدالة وملاذ المظلومين، وأصبحتم وفقا للدستور تمثلون السلطة القضائية المستقلة، ولأن العراق يمر بمرحلة مفصلية ومهمة من تأريخه الممتليء بالخسارات والفساد والحزن والظلم، عليكم اليوم أن تكونوا بمستوى التصدي لهذه المرحلة من مواقعكم القضائية وحرصكم الأكيد على تطبيق القانون بالتصدي للفاسدين والفصل في الاتهامات الموجهة لهم مهما كانت مراكزهم او مناصبهم او تحصيناتهم، عليكم أن تبرهنوا أنكم صوت العدل والضفة الامينة التي يطمأن لها شعب العراق.
الفاسدين لايمكن التهاون معهم فالظروف التي مرت ويمربها العراق تتطلب منكم تطبيق الظروف القضائية المشددة لارتكاب الجرائم ببواعث دنيئة في سرقة المال العام او تبديده وهدره وسرقة قوت الفقراء من أهلنا وحرمان الشباب والأجيال القادمة من فرص الحياة الكريمة.
كما أنهم يستغلون مواقعهم ومراكزهم وانشغال الناس عنهم ليقدموا على الإساءة في استعمال السلطة او النفوذ الوظيفي أو الحزبي. مثل تلك الاتهامات بارتكاب الجرائم لا تنسجم مع قرارات الاستقدام ومنح المتهم فرصة الإفلات من العدالة، أوامر القبض ومنع السفر وسائل قانونية الأكثر فعالية وجدوى لتقييد وتحديد حركتهم وحريتهم وفقا للقانون. الجرائم التي يتم ارتكابها تمس الاقتصاد الوطني وتفقد الثقة بالدولة وبمنطق الحقوق والعدل، وقانون العقوبات العراقي فصلها بشكل دقيق، الرشوة والاختلاس والاحتيال وتجاوز حدود الوظيفة ومن تسبب بإلحاق ضرر جسيم بمال الدولة وغيرها أمامكم لتساهموا في إنقاذ سفينة العراق من الغرق في لجة بحر الفساد.
الذين صدرت بحقهم أحكام وتم تهريبهم الى خارج العراق بالصفقات السياسية وتسهيل هروبهم بحاجة الى ملفات استرداد سريعة للمطالبة بالقبض عليهم وإعادتهم للعراق.
حياة العراقيين وكرامتهم وحقوقهم المسلوبة في كفة وصلف المتهمين وتحديهم للعدالة في كفة أخرى وانتم من يعدل كفة العدالة وكل الأمل والرجاء بكم بأن لا تأخذكم بالحق لومة لائم، وان لا اجتهاد في مورد النص، وان المتهم بريء حتى تثبت ادانته، وعيون العراقيين الذين وحدهم صوت المطالبة بوطن خالي من الفاسدين ودولة يحكمها القانون ترنو اليكم، وفقكم الله وسدد خطاكم وجعلكم جنود العدالة دوما.