لا مقدمة تصلح لمقالي هذا سوى قولي اني انحني قبالة كل من كانت له بصمة واضحة في تحرير الأرض العراقية من دنس أحقر تنظيم إرهابي عرفته الخليقة، فكل التضحيات التي قدمت من قبل أبطال العراق ومن كافة الصنوف والقطعات، يجب ان ننحني لها، خصوصاً بعد الصفحة الأكثر إشراقاً المتمثلة بتحرير (أم الربيعين) مدينة الموصل الحدباء.
نعم أنا أنحني للجنود قبل القادة، وأتشرف بهم جميعاً، وهم يعيدون للعراق هيبته وشموخه، عبر تلقين من عاثوا بالبلاد إجراماً وفساداً درساً كبيراً في البسالة والشجاعة، وحتماً سأصفق بما أوتيت من قوة للمنجز العسكري الكبير الذي قدمه أبطال الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الإتحادية والحشد الشعبي والبيشمركة والحشد العشائري وكل القوى الساندة، التي كانت لها مشاركة فعالة في تحرير الأرض والعرض.
نعم أنحني لوزير الدفاع عرفان الحيالي وهو يعيد هيبة المؤسسة العسكرية، أنحني للفريق أول الركن طالب شغاتي ومعه قادته الكبار عبد الغني الأسدي وعبد الوهاب الساعدي، بعد ان جعلوا من العراق علامة فارقة في وجه البسالة على مستوى الكون، حركة هؤلاء أنحني لرعيتهم من جنود ومقاتلين فوارس أداروا وجه العالم كله ليتوقف نظره عند العراق الجديد، الذي يضيء ببسالته وجه الأرض جميعاً، بعد لفها سواد (الدواعش) لفترة قصيرة.
الآن وقد أنهيت إنحناءاتي قبالة هؤلاء، سأنحني قبالة شخص، أريد ان أحقق قبالته إنحناءة خاصة، لسبب واحد، هو أن هذا الرجل ومذ تسلمه منصبه كقائد لمعركة هي الأكبر واقصد معركة الموصل، كان على قدر كبير من المسؤولية، ونجح الى حد كبير في برهنة ان الإرادة وحدها هي من تقدر على إزهاق روح الظلام، وكانت فرضيته الوحيدة لإثبات هذا البرهان، هو إستعادة روح المقاتل العراقي، ورص الصفوف من دون الإلتفات الى أي مصطلح يزعزع الإرادة.
نعم أنا أنحني الآن قبالة مهندس الإنتصارات المتحققة على أرض الموصل الحدباء، وأقصد الفريق عبد الأمير يارالله، الذي ربما خذله الإعلام ولم يركز على بسالته وحسن إدارته لعمليات (قادمون يا نينوى) وربما هو من إبتعد عن الإعلام ليركز في المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه، وفي الحالتين لم يكن هناك ضرر، يمكن أن يؤثر على قدراته العسكرية، أو يزحزح به جزء من وطنيته التي يشهد بها القاصي والداني.
نعم الفريق يارالله كان الخصم اللدود لتنظيم داعش، فعلى يديه وبصحبة رفاقه قادة الجيش والشرطة والحشدين والبيشمركة، كانت المنجزات تتحق متتالية، والبشائر تزف لنا معفرة بدماء الشهداء الذين أنتخوا لوطنهم الذي حاول أشباه الرجال ان يمرغوا وجهه بالتراب، ولكن هيهات هيهات وفي هذا الوطن رجال بواسل على شاكلة عبد الأمير يارالله وطالب شغاتي وعبد الغني الأسدي وعبد الوهاب الساعدي وحولهم الرجال الذين صدقوا بما عاهدوا العراق عليه.
والعراق من وراء القصد