الطراق أو الكف باللهجة المحلية يعني الصفعة من يد مفتوحة على الوجه.
***
من طبائع الأمور في عصرنا الحاضر اتجاه المجتمعات والشعوب نحو آفاق حرية وتآخ جديدة، شاءت قيادات تلك المجتمعات، الدينية أو السياسية، أم أبت!
فالعالم في تقارب مستمر وعلى اتصال دائم، ولا يمكن وقف هذا التقدم ورفض قبول التعايش مع الآخر، وحتى الانصهار به، والانعزال عن العالم بأية حجج عقائدية أو سياسية، سواء تعلق الأمر بالخصوصية أو بغيرها.
وبالتالي فإن كل محاولات قوى التخلف، الدينية بالذات، جر المجتمعات نحو تصوراتها الرجعية سوف تفشل، وقد رأينا كيف تتالت الكفوف، أو الطراقات مؤخرا على وجوه الكثير من تلك القيادات، من جنود وجنرالات!
فالإنسان اليوم، وإنسان منطقتنا بالذات، يعيش في حالة شديدة من التخلف، ولديه كم هائل من المشاكل، وهو شبه عاجز تماما عن إيجاد اي حلول لها، وتصبح مشاكله أكثر قسوة في ظل حالة الحداثة التي يعيشها العالم، والاتساع المستمر في الهوة التي تفصلنا عن العالم الحديث.
وكان لوسائل التواصل الدور الأكبر في اظهار تلك الهوة والفروق الهائلة بيننا وبين بقية دول العالم.
وبالتالي لم يكن غريبا ابدا، أو مفاجئا، قيام السلطات السعودية مؤخرا بسحب كامل صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي الصلاحيات نفسها التي سعت قوى السلف والإخوان المتخلفة، قبل سنوات قليلة، لمحاولة فرضها علينا في الكويت.
كما كان من شبه طبائع الأمور حذو السلطات الأردنية حذو دول عربية وغربية عدة في حظر أنشطة حزب الإخوان المسلمين في الأردن، وإغلاق مقار الحزب بالشمع الأحمر، ربما بعد اقتناعها بما أصبح الحزب وقياداته يشكلونه من خطر على الأمن.
كما بدأت بعض قيادات الإخوان والسلف، وغيرها من أحزاب التلف العقائدية، بالتخلي عن سابق معارضاتها لقانون الانتخابات في الكويت المسمى بقانون الصوت الواحد، والإعلان عن نيتها خوض الانتخابات النيابية القادمة، التي سبق أن أفتوابمقاطعة قانونها وبالاشتراك فيها، ورفض أي نشاط سياسي بالتالي على أساسها، وهذا تراجع مخجل سوف يحسب عليهم إلى الأبد، فأين ذهبت وعودهم وفتاواهم، وهل يمكن الثقة بما سيصدر عنهم مستقبلا، بعد كل تراجعاتهم ولحسهم لسابق قراراتهم؟
حقا، إن السلطة مغرية، والعز السياسي جذاب، حتى لبعض أصحاب اللحى الطويلة، ومدعي التدين.
ملاحظة: يحاول بعض متواضعي الفهم جرنا للرد على سقيم ما يكتبونه عنا، لكننا لن ننزل لدركهم، ولن نعطيهم اي أهمية يسعون لها، بالرد عليهم.