لدي قاعدة ذهبية ثلاثية الأبعاد، سبق أن كونتها من واقع سفري المستمر واختلاطي بمجتمعات عدة، على مدى عقود. وهي:
- البعد الأول: تشكوا جميع الدول الإسلامية من تخلف بشكل أو بآخر.
- البعد الثاني: جميع الأقليات غير المسلمة التي تعيش في الدول الإسلامية متقدمة على محيطها. فهي بشكل عام أفضل معيشة ولباسا وتربية لأبنائها. كما أنها أقل إنجابا، وبالتالي أكثر قدرة على توفير تعليم أفضل لأبنائها، واكتساب لغات حية، وتعليم مهارات وفنون جميلة.
- البعد الثالث: والأخطر، ان جميع الأقليات المسلمة التي تعيش في المجتمعات أو الدول ذات الغالبية غير المسلمة تشكو نوعا من تخلف! فوضعها التعليمي والصحي والمادي أقل من أقرانهم.
ونسب للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أنها صرحت بأن كيفية تعامل القائمين على أمر المسلمين في بلادهم مع الأحداث التي حلت بهم، تبين أنهم جزء من المشكلة! وأن الألمان سيخبرون غدا أطفالهم بأن اللاجئين السوريين هربوا من بلادهم إلى ألمانيا، على الرغم من أن عواصمهم، ومدنهم المقدسة، أقرب إليهم منها. كما سيخبر الألمان أطفالهم أيضا أن رحلة اللاجئين السوريين إلى بلادهم هي كهجرة المسلمين الى الحبشة، فقد كان فيها حاكم نصراني لا يُظلم عنده أحد.
وتصريح المستشارة، بصرف النظر عن صحته، لا يخالف الواقع ولا التاريخ، فقد فشلنا جميعا في أن نستوعب مأساة ملايين المهاجرين من ”أهالينا“، من سوريين وعراقيين وقبل 35 عاما تقريبا تعرض رأس الكنيسة الكاثوليكية لمحاولة اغتيال على يد تركي مسلم، وكادت المحاولة تودي بحياته، وشلت الكثير من حركته في ما تبقى له من عمر. ولكن البابا غفر لمن أراد قتله، وزاره في سجنه ومنحه بركته. ودفع موقفه المتسامح والكريم قاتله لأن يصبح كاثوليكيا كما قيل.
ولا أتذكر أن تظاهرة واحدة قامت في أي عاصمة مسيحية تطالب بقتل المسلمين أو طردهم! ومع هذا لم نترك نحن شارعا لم نتظاهر فيه، ولا عاصمة لم نحدث فيها تخريبا، لأن رسامي صحيفة دانمركية مغمورة، سخروا من رموزنا برسوم كاريكاتيرية سخيفة.
نعم، نحن بحاجة الى أن نتأسّى بمسيحيي شرقنا، وأن نتعلم منهم شيئا من المحبة وكثيرا من التسامح. فقد سئمنا كراهية بعضنا لبعض، التي تسببت في تشريد الملايين منا. وكرهنا كل نداءات الذبح والحرق والهدم، وتعبنا من رؤية كل هذه الدماء والتخريب، ونشفت مآقينا بكاء على مئات آلاف قتلانا، وفقدنا لديارنا، وآن لنا أن نعطي السلام فرصة والمحبة مساحة، وأن نهتم بالتربية الصحيحة والتعليم المميز لأطفالنا، بعد أن ملأناهم بعقد الكراهية والحقد للآخر.
حاولوا، ولو ليوم واحد، أن تتأسوا بمسيحييكم، فلن تخسروا شيئاً.