اُغنيك ِ: موالٌ و نخلة
الأُغنية الأولى
ظلُكِ الموشومٌ
على دهشةِ كفي
لا زال يراقصُ نافذةَ ليلي
فأنتِ حكايةٌ لا نهاية لها
وأنتِ نقطة ٌ
في بداية السطرِ.. وسط السطر.. في لا نهاية السطرِ
ذات شرود
بكتكِ نافذتي
تستجدي حسب وهمها
ما تبقى مني
لا تعرفُ أن كلي معكِ
ولا شيء مني هنا
الحُلمُ إرتدى ملامحي في تلك اللا ليلة
حيثُ كُنتِ جنية َ لحظتي
تخرجين مني
وأخرجُ منكِ
يرسِمُنا النبضُ من اللا شيء اسطورةً.. فكم هو مقدسٌ ذلكَ النبضُ
المفاتيحُ مغلقة ٌ على نفسها.. بانطوائيةٍ عنيدة .. والانتظارُ يعاني الملل من نفسهِ.. الكراسي مستلقية ٌ على أقفيتها .. ترفسُ بأرجلها واقعَ مدينتها أو مدينتي.. لا فرق - الأمرُ سيان.. فالمعتادُ في مدينتي غريب.. والغريبُ في مدينتي هو السائد.. ورغم هذا كُله
لا زالت نافذتي
تضجُ بك
تضاجعُ طيفكِ.
الأُغنية الثانية
النايُ يعضُ على شفتيّ حُزناً .. يغني الآهَ موالاً .. يعزفُ دقائقي الشاهقة ُحد السماء انتظاراً
وأنتِ
بين نبضةٍ وأخرى
ترقصين
أحتضنُ صوت ( وديع الصافي) ندندنٌ معا ً
( الليلُ يا ليلى يعاتبني.. ويقولُ لي سلم على ليلى)
يعاتبني الليلُ شوقاً لعينيكِ
أقولُ له.. الا تسمع قلبي.. يُدني أذنيه لقلبي.. يسمعهُ ينبضُ بكِ
يُصعَقُ لذلك.. فيولدُ الفجرُ لأجلكِ
تَأَذنُ السماء بالنداءِ للمأذنِ.. فيغتَسِلُ وجهي ببياض ِ الصباح
وتصحو الروبورتات .. على ما إعتادت عليه .. تُعانِقُ أحذيتُها شوارعَ التعب .. تشكو إرهاقها حتى قبل أن تبدأ العمل .. ذلِكَ أنها .. تَعَبٌ مُجسد مُنذُ أنامِل طفولتِها
قُمصانُنا البيضُ .. آهٍ من بياضها المُحبَبُ أنذاك.. كُنا نصحو مع العصافير.. نرقصُ معها.. والمدرسة ُ تفتحُ ذراعيها لنا .. نُعانقها مع درسِنا الأول .. يُزغرِدُ جرسُ الفرصة.. نركضُ كالقُطط .. نتسلقُ الجُدران كالقرود.. ينتظرُنا العم مع عربتِه الخشبية .. رُبعُ قُطعَة صمون.. مغموسةٌ ٌبالعمبة.. ب 15 فلساً لا غير .. كانت جنتنا حينذاك .. و يصرخُ الجرسُ بإنتهاء الفرصة.. فيبدأ درسنا الثاني.
منذ ُ ذلِكَ الحين
كان قلبي يَنبضُ بكِ يا ليلى.
الأُغنية الثالثة
لإحتكاكِ ظنوني بخاصرةِ الوهمِ ِ.. أنجَبتُ غوايةً .. بلونِ ِ إرتعاشاتِ ذاكرتي.. لا الريحُ تصافحني .. ولا البحرُ يقرأ ُ تفاصيل روايتي
وأنتِ أيا أنتِ
إختصارٌ
لكُلِ النساء.
حين يعانقُ لونَ الغروب .. أفقَ الانتظار .. أتهالكُ من اللأجدوى بين محطات الإغتراب
أصرخُ بكِ
بين السطور
خَمرَة ٌ تملأُ كأسي
المُترعُ
صخباً وشكاية ًمنكِ
والهمومُ حقائِبٌ .. لا يفرغ ُ مُحتواها.. هل أنا صدى وَهمٍ؟
ام أنتِ إكذوبة ٌعِشتَها حيناً مِن الدهر ؟! .
الأُغنية الرابعة
أنتِ .. الليلُ .. وأنا
مُفرداتٌ مُتكرِرةَ .. تكادُ لا تفترق .. وجهُكِ القمريُ .. يُعانقُ نوافذ َ لهفتي .. تقوسُ حاجبيكِ .. أفقٌ يُشاكسُني.. كِحلُ عينيكِ .. يُلونُ أسطُري .. بسوادهِ الغجري
وهذا الشهدُ القاطرُ
من شفتيكِ سيدتي
قصائدٌ لا تنتهي
ترسمُ تفاحَ خديكِ .. اسطورة َعِطر ٍ .. تلتَحِفُ كُلَ متاهات شراييني
لتبقى ملامحُ وجهكِ
مُفردَة ٌيومية
أدمَنَت عليها
دقائِقُ لهفتي
كإدماني لشفاهِ سجائري .. المُنتحرةُ بين أصابعي .. برحابةِ صدرٍ .. لا مثيل لها
لأرسُمكِ
عِشقاً أخضر
وأتيّهُ بين تخومِ ِسنينِكِ
كنجمةِ ( سعدي ) *
حينَ غناكِ طيفاً
يَحلمُ بمرورهِ كُلَ العاشقين.
الأُغنية الخامسة
الوقتُ من حجر
والأصابعُ تأكلُ وجعها
تنتظرُ بوحَ الأفق.
الأفقُ كائِن ٌعنيدٌ مٌشاكس.. أنا أمضغ ُ بسيجارتي وهو يتقلَبُ على زوايا الانتظار .. ( الانتظارُ مأزقٌ خانق).. والمكابرةُ نُكتَة زائِفة.
هناكَ حيث ُ تسكُنين
تُسافِرُ أيامي نحوكِ
الفراغاتُ تشتهي إفتراسَ عدمِها ..
هي حُبلى بالأسرار
وأنا نايُ غواية
ثَمِلٌ يرقصُ
على أثداء ِالخفايا
الوقتُ يسرقُ ملامحي.. حين أتصفح ُوجوه أوراق ٍتَفتَقِرُ للحياة.
وأنتِ مليكة ُوحدتكِ
مُتوَجَة ٌبرغبتكِ العطشى
الجنونُ مُغامرَةٌ مُثيرة.. حيثُ الكراسي .. تَجلِسُ مُسترخية ً بمزاجٍ ٍ أحمرٍ .. يلتَهِمُ السكينة َمن حولِهِ .. ويُمَزِقُ صوتَ الغابةِ النائمة ُعلى لذتِها المُعتادةَ.. تُشاكِسُ بئرها المُعطلة.. تَحلمُ بسيفِ جَمر ٍ.. يشِقُ خجلَ نهرِها الُمتيبس مُنذ ألف ِصرخة
... ... ... ...
ولا زالت الرواية: قيد الفكرة.
الأُغنية السادسة
أمسكتُ الريحَ من عنقها .. وأفرغتُ ماء البحرَ في جيبي .. خرجتُ من ياقةِ قميصي .. ولبستُ الليلَ رِداءً.. حملتُ الأرصفةَ حقيبة ً
وسهرتُ بكِ
ألفَ ليلٍ و ليلٍ
لكني حتى هذهِ اللحظةِ
سيدتي
لم أنعُم بدفءِ نهديكِ
النوارسُ عمدتني بالهواءِ.. صلبتني ما بين ابتساماتِ أجنحتها
هناكَ رأيتُكِ
عروساً حافية القلبِ
ترقصين على ظهرِ الغيماتِ
ترددين أسمي
حيثُ لا أسمعكِ
والمحطاتُ إغتراب.. عناوينٌ بلا زائر
سابع الأغاني
المعاني متشابهة.. وصورها التي أستجديها.. أصبحت مقرفة.. أستنجدُ باللغةِ.. أبحثُ عن جديدها.. حتى لغتي الخاصة.. باتت باهتة.. اللغة ُ يتيمةٌ .. حزينةٌ.. مكسورة الجناح.. حين لا تستلذ ُ بجمرِ الواقع .. أنا وقلمي وأوراقي.. أصدقاءٌ نكادُ لا نفترق .. القلمُ يمسكُ بيدي لا يشتهي مفارقتها.. وأوراقي تحتضنُ غابة صدري.. تدسُ أنفها في أنفلاتِ نزواتهِ
وأنا
مسافرٌ معكِ
في ألفِ حيرةٍ
أمتطي جنوني الأسمر
الأشياءُ باتت مُستهلكة.. والهواء توقفَ عن الرقصِ.. اليومُ يُكررني.. رغمَ أنهُ لا يشبهني أبداً
وأنتِ
لاهيةٌ بأوراقكِ السمراء
تلطخين الجدران
بفرشاةِ وهم
نتشابهُ في أفتراسِ السجائرِ.. ونختلفُ في الرؤيا.. رغم أن رؤية الأشياءِ واحدة
وتبقى
المحطةُ السمراء
مترعةٌ بألفِ سؤال.
الأُغنية الأخيرة
على جدارِ الأنتظارِ .. صلبتُ طيفكِ .. عمدتهُ بألفِ أمنيةٍ وأمنية.. علقتُ روحي من ياقتها.. على أحدِ مساميرِ أحلامي
وأنا ألتهمُ سيجارتي
موجوعاً بكِ
أحتاجُ لمعجزةٍ.. تقوضُ أركان واقعي من البديهيات .. فالحقائقُ تلبسُ أقنعة الأحجيات
يومي وغدي توأمان .. حتى أمسي كان توأمٌ ثالثٌ لهما .. الا أنهُ نالَ شرف الأنتحارِ قبلهما .. ولا زالت قافلة ُالأيام .. محملة ٌ ببضائعِ المجهولِ .. وعلى أرصفةِ التوقعاتِ أتسكعُ .. أنتظاراً لقادمِ مجهولها
وأنا تائهٌ بكِ
منتشياً بسكرَتي
يا ألفَ ليلٍ
لم يخلو منكِ
لم يخلو مني
والنجمياتُ شهود
والمرآيا.. لا زالت تعكسُ صدى متاهاتِنا .. غارباً على حبلِ غارب
وأنتِ أيا أنتِ
لا زلتِ للقلبِ هاجساً
وحكاية ً لا تقبلُ أن تنتهي
( ... ... ... )
نِصوصٌ تَبحث ُ عن ملامِحها
( 1 )
جدرانُ الأنتظار .. تحتلُ أجزاء الغرفة.. تصهلُ الشهوة.. وأحتكاكُ الأرضية ببعضها: يُوَلدُ نافورة ً تصرخُ الشبق.. الذي يحتلُ بئراً معطلة .. منذ ُ أن تمردَ السيفُ على غمدهِ.. محتضناً جمرهُ.. معلناً الثورةَ على التفاصيلِ المخدرةِ.. بسردٍ هاربٍ عن واقعهِ.
ف ( السيفُ أصدقُ أنباءً مِن الكُتُب ِ ) **
الوسادةُ والشراشفُ منتفخةٌ برائحةِ الملحِ.. ولا زالت الفراغاتُ حبلى بأسرارها .. تتوقُ لصرخةِ طلقِها الأولى..
أخبرتني ملامحُ القهوة
المتبقيةُ في فنجانِ نبؤتي
أنها ستنجبُ صرخة أرتياحها
عما قريب
( 2 )
تعال
أيها الأفق وأحتضني
أحتاجُ لبردِ صدرِكَ يحتويني
فالحمى قد أرتدتني
من أخمص ترابي الى أعالي المجرات
( 1 )
جدرانُ الأنتظار .. تحتلُ أجزاء الغرفة.. تصهلُ الشهوة.. وأحتكاكُ الأرضية ببعضها: يُوَلدُ نافورة ً تصرخُ الشبق.. الذي يحتلُ بئراً معطلة .. منذ ُ أن تمردَ السيفُ على غمدهِ.. محتضناً جمرهُ.. معلناً الثورةَ على التفاصيلِ المخدرةِ.. بسردٍ هاربٍ عن واقعهِ
ف ( السيفُ أصدقُ أنباءً مِن الكُتُب ِ ) **
الوسادةُ والشراشفُ منتفخةٌ برائحةِ الملحِ.. ولا زالت الفراغاتُ حبلى بأسرارها .. تتوقُ لصرخةِ طلقِها الأولى..
أخبرتني ملامحُ القهوة
المتبقيةُ في فنجانِ نبؤتي
أنها ستنجبُ صرخة أرتياحها
عما قريب
( 2 )
تعال
أيها الأفق وأحتضني
أحتاجُ لبردِ صدرِكَ يحتويني
فالحمى قد أرتدتني
من أخمص ترابي الى أعالي المجرات
( 1 )
كُنتُ أسيرُ .. حافي القلب .. منتعلاً ناي إغترابي.. حاملاً شظايا ما يدعى وطن.. قابلتهُ
يفترشُ الأرضَ
يتملقُ النبوءات
- السلامُ عليكَ.. عرافَ المحطات
- وعليكَ السلام .. أيها الغريب
- أرمي حصاكَ أيها العراف .. وبعثر رملكَ.. كما تشاء.. دعنا نسمعُ همسَ مستقبلنا .. الذي ضاع هدراً .. من زمن الخنوع والى الآتي.. ويرمي عرافُ المحطات.. أتعابهُ وأوجاعهُ .. على ملامحِ الرملِ
- سيدي العراف
- نعم أيها الغريب
- كُنتَ يوماً بلا يوم .. وساعة ًصدئة .. تلدغكَ عقاربها .. بين كذبة ًوأخرى .. تبتسمُ للأبوابِ.. فتفتحَ لكَ بغبائها .. تبيعُ الخديعةَ.. بدريهماتِ يومكَ .. الذي لا يتجاوز طولهُ.. حد ركبتيك.. هكذا كُنتَ وستبقى.. وهذا ما أنبئتني بهِ أحجارُكَ
اليوم .. لبسَ كُل ًمِنا.. ردائهُ وأسترد عنوانهُ
وبركلةٍ من سريري .. وقرصةٌ من وسادتي.. رجعتُ الى واقعي .. أنظرُ إلينا .. العرافُ رمى ردائهُ لي.. وانتهَبَ ردائي
وعادَ السائلُ عرافاً .. والعرافُ سائل
( 2 )
الصمتُ : يكتبُني ضجيجاً أخرس – أتدلى كعناقيد ِ المواسم ِ ، ساقيَة ٌ تُعاني العطش . خريفٌ يرتدي أوراقَه المتساقطة – يُغطي بها غُبار صلعتهِ ، آه: مُتخمة ٌ برماد ٍ يَخنِقُ جَمرَه ، يتعَمَدُ بتاريخ: فَقَدَ ذاكِرَتَهُ – لمصلحة ٍ في نفوس ِأقلام عازفيه، فيعقوب: باتت أغراضهُ مكشوفة – لا تفي بالغرض .
الأُفقُ
يتكىء ُ
على
خطِه ِ
يضحَكُ
ساخِراً – مِن خَدَر ِ الشمس : حين تَغرِبُ نَزقِها بين أحضانِهِ، تُخرمِشُ جميع َ تضاريس ِ جَسَده ِ – بليل ِ أظافِرها ، المطليَةُ: بُعتمَة ِ جِنون ِ رغبتِها
تتقيأ
شهوتَها، بعددِ غفوات ِ مُدنِهِ: فتشهَقُ إرتياحها – مِن بين ِ أصابع ِقدميّه ِ – فيولَدُ طفلهُما (الفجر) – تَعزِفُ المأذِنُ: صرخَتَه ُالأولى، وتقَمِطَهُ العصافيرُ بزقزقَتِها، فيُسَجِلُ التاريخ: شهادة َ ميلاد، مَلَل ٍ جَديد، في قائمتِهِ المُقرِفة
قَطرَة ُ زَمَن ( ، : / - ؟ ... ... ... ... !
( 3 )
الحِنجَرَةُ: وَطن ٌموجوع والعِبَارَة ُ- على قيد الإنتحار. القصيدةُ: تناثرت وجعاً بعد إنفجارِها
والفكرة ُ لا زالت تَغصُ بمعناها: قابِلَة ٌ للتداولِ على أرصفةِ العاطلين عن الحياة.
والقلبُ: غابَة– إفترسَها الشكُ والترَدِدُ.
إعلانٌ لا يساوي نصف ثمنه بحثاً عن محطة أخرى.. مساءُ الجِنون أيُها الغجر فالليلة ُ مليئة ٌ بإنتِحار ِ الكؤوس.
( 4 )
محبرتي تستجدي أيامها الأخيرة.. والقلمُ متخمٌ بالجِراحِ .. الأرصفةُ غادرت أماكِنها.. وأعشاشَ الطيورِ سَكنَتها الذِئابُ.. الأقنِعَة ُ تتقيأ وجوهاً مُشوهَةً.. والمصاطبُ حبلى بالصراخِ.. الأرضُ تُنجبُ أوراماً تَحملُ ملامِح مُهرِج .. عيونٌ هجرها النعاسُ.. وأكفٌ تبرأت من خطوطها.. الألمُ كابوسُ ذاكرتي.. والذاكِرَةُ نَسيّت نَفسَها في حقيبةِ مجنون.
( 5 )
الفراغاتُ تُمسِكُ بيدي تُحاولُ أن تملأ صدى ما تبقى من إنسان .. زَقزَقةَ ٌلعصفور ٍ تَرسِمُ خارِطة ًخضراء وشجَرَةُ زيتون ٍ تَرمِقُ المارين بنظراتِها المُتحسِرة.. تتقيأ غباءَ سكوتٍ مُقزز.
الوسادة ُ مليئةٌ بريشٍ يسخرُ من حُلمٍ مؤجل.. والقبعةُ تعانقُ مسماراً بشهوةٍ صدئة .. الجدرانُ تنظرُ لبعضها مستغربة قذارةَ وجوهها.. وكأس تستذكرُ شفاهاً.. نزفت على حافتِها المتأكلة سنينٍ بلونِ الرماد
الأيامُ تسترجعُ صهيلاً أجوف .. والحكايةُ نفس الحكاية .. مملةٌ حد التقيؤ.. الوجوهُ تتغير والقناعُ يبتسمُ لا يخجلُ من عارِه.. يهزُ رمحهُ بنصرٍ يثير الضحك.
وكأسك يا وطن .. أطلقها (غوار الطوشي) صرخة مدوية لوجعِ إنسان .. يرى وطنهُ يحتضرُ أمام عينيه.. وهو ثملٌ بخيبةٍ مريرة
ينظرُ لوحوشٍ حديديةٍ تنفجرُ غيظاً وحقداً لتأكل النائمين على وسادةِ الإتكال
( 6 )
النَزفُ يَشتَدُ .. يوماً بعد يوم .. والفِقِدُ يَتسِعُ .. الغُربَةُُ: محطةٌ ٌ إضطرارية مَدفوعَة ُالثمن مُسبَقاً.. والوجوهُ العابِرَةُ ُفي رصيفِ الذاكرةِ .. نَستَظِلُ بها مِن قيظِ الوجع .. الموتُ سارِقٌ لايرحمُ غفلتَنا .. والدموعُ ما عادت تَستَطيبُ خريفَ الخدود.. النايُ يَعزِفُ ألمي نخلاً وتمراً بلونِ الفُرات.. ودمعتي الأخيرة كانت بنكهةِ دِجلة وحُزنِها.
( 7 )
البابُ يُقبِلُ يدي حين أطرقُهُ .. ينحني لظلي .. يُغلقُ نَفسَهُ عليَّ بعِنَاد .. الغُرفَة ُ تَحتَضِنُ شبحي بأنانيَةٍ, إعتدتُ عليها.. الجُدرانُ تكتُبُني رَجُلاً أمتطي صَهوَةَ خيمتي.. أنثِرُ ليلَ قصائدي في صحراءٍ .. لا تمتلِكُ واحة ً أو ظِلُ نَخلة .. وأحياناً تَكتُبُني رَجُلاً أعبَثُ بتُرابِ المريخ.. وأنا بين صحراء ٍ ومريخ .. مُتأرجِحُ ب ( زمكانية ٍبلهاء) القلمُ يَنزفُ زمني .. مُتأمِراً مع أوراقي التي تَأكُلُني بشهيَة ٍ وعلى مهلٍ .. حتى قبل أن يَنضُجَ لحمي .. الساعَة ُ تَحتَضِنُ عقاربَها برقصَةٍ عاهِرة .
كم أشتهي أن أمُسِكَ غيمَة ًوأعصرُها بيدي لأمسحَ بها دِموع وطني.
( 8 )
يَخرجونَ كُلَ يوم ٍكالدُمى .. تُحرِكَهُم خيوطا ً موصولة َ بأصابع ٍقَذِرة.. لا يتنفسونَ هواء ً كالآخرين .. بل غَصَة ً بحجمِ ِغبائِهم.. الشوارعُ مغطاة ٌ بأقدامٍ ٍ باهتة .. أعجبُ منها كيف عرفت مقاساتِ أحذيتِها.. الوجهُ عَاّرٌ .. والعقلُ موصولٌ بخيطٍ الى مسمار ِ عِناد!
غائِرٌ في جِدار ِماضي الخديعة التي أخفت قِناعها بألفِ مصلحةٍ و غاية ٍ دنيئة.. والجَسَدُ عشاءٌ دائم ..على مائدةِ من يُحركون الخيوط ويسرقون الأنسان .
( 9 )
إخلع أقنعتُكَ: إنكَ في ساحة ِالتحرير (.) الإنتفاضَة ُ– غُبار .
أحيانا ً تَضحَكُ في رأسِكَ – خَمرَة ُ الأمل أو إنكَ نَفسُكَ تضحَكُ على رأسِكَ.
على كُل ِ حال أن تضحكَ على رأسِك، أفضلُ بألف ِ آه ٍ مِن أن يضحَكَ عليكَ جُحا، حين يلبسُ قِناعَ البهلول ِ فيُخزيه ِ ترَهُلُ كوميدياهُ الرمادية.
كُلٌ يقودُ نَفسَهُ إلى جيبِه. لكن غالبا ً ما يُخطىء الطريق – يحتاجُ إلى شِموع ٍ بائسة ، تَنتَحِرُ في عُتمتِه ِ التي لا تُضيئُها حتى كُل شموس المجرات .
إعتادت الفِخاخُ أن ترتدي ابتسامة َ عاهِرة ٍ تدعي البراءة َ في محكمة ِ الفُقر ، تدعي جَلَدَ أساطيرَ سيزيف البالية .
كم مِن آهة ٍ عاهِرة ٍ أُطلِقَت في حديقة ِالأُمة وهي ترتدي جُبة َ راهِب!
وكم مِن أحذية ِ شِفاه ٍ تَضعُ في منتصف ِ مؤخرة ِ الكراسي : عيدان ثقاب، حتى لا يسقُط ُسَقفَ ابتسامتِها على قاع ِ نتانة ِ بئرِها التي إبتلعت يوسف.
ولنا في أخوة ِ يوسف: إسوة ٌسيئة. فهُم دائما ً يُحاولون َ إلباس يعقوب، لحية ُ شيطان. لكن هيهات فليعقوب ذاكِرَة ُ قميص ٍ لا تموت وهي تبكي تِلكَ البقراتُ العِجاف. رغم إنهُ يَقبَلُ أحيانا ً بدور ِ العزيز ِ في مسرحيتِهم إلا َّ إن ظَهرَهُ مُحصَن ٌ بألف ِ سُنبُلَة ٍ حُبلى بسجلات ِ الكواكب ِ الأحد عشر.
أييييييييه يا حديقة َ الأُمة ، متى يطيبُ لنفسِكِ الإستحمام مِن كُل ِعُهر ِمقاهيكِ الشاذة؟!
إخلع أقنِعتُكَ: إنك َ في ساحة ِ التحرير، حيثُ سراب الإنتفاضة ِ لا زال َ يلحسُ وجوه َ خيبتِنا .
خاتِمة
بلا حدود تفصلُ المنطقُ عن لامنطقيتهُ
حيثُ تهرولُ الأحلامُ حافيةَ الأثداء تصهلُ ما تبقى من حكايا لم تسردها شهرزاد خلال لياليها المصابةُ بزكامِ النسيان
أقفُ على الهواءِ مستنداً على وهمٍ يضجُ بالصمتِ .. ينتعلُ الأرصفة عنواناً لرواية لم و لن تكتب على شفاهِ الورق
لا زلتُ أسمعُ أبريق الشاي يغني لي كعادتهُ شهوة السجائر التي تنهشُ برئتيَ سيجارة بعد أخرى وأنا منهمكٌ بالبحثِ عن وطن في شخير لا مواطنيه.
الشعرُ يناديني بخبثٍ واضحٍ أن أفضحَ غضبي وأن أقيمَ عرس بركاني الخامد منذُ ألف خيبة وصدمة
... يا ترى؟
هل سيكونُ الغدُ و بعدهُ .. مقنعاً بأبتسامته الصفراء ونابهُ الأزرق الذي ينفثُ خيبات زعاف.. كما هي عادته المقيتة التي تثير أشمئزاز أمعائي ..
ام أن هناك ربيعٌ قادم لا يتقنعُ بخريفِ الخديعةِ..
هل ستولد أبتسامةُ يوم بريء؟
الحلمُ مشروعٌ فاشل 90% تقهقهُ عليه حقيقةٌ عوراء تعسة.. تهمسُ لهُ
لا زال هُناكَ بقيَة ُ أمل ٍ أعرَج.
___________
* سعدي الحلي صاحب مدرس مميزة في الغناء العراقي .
** شطرُ من بيت للمتنبي.