- ان طريق الألام مشاها- المسيح- من الجثمانية الى الجلجلة مرة واحدة في حياته، ومشيتها أنا طيلة حياتي".
- الدكتور منيف الرزاز-
1
واستمر- محي- يروي وقائع مفككة لا تربطها سوى عملية لصق غير معقولة بعد فقدان الدليل وكمحاولة اتهام للرفاق باخذ اموال تافهة.
وكنا ننتظر ان يروي وقائع عسكرية عن الانقلاب الموهوم وكشف اسماء الضباط المتأمرين ولم يذكر ولا اسم عسكري واحد او ودورهم في التنفيذ انما اتجهه لالصاق التهم الباطله على اكثر الرفاق تعففا..
اردنا الاتصال بماجد عبد الستار السامرائي لعلاقته مع اسماعيل النجار وفوجى- ماجد -الا ان صدام قال انتظر في النضارة.. وكنا نريد ان يتم العمل مع -محمد دبدب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة العراق.
وما ان ذكر اسم -محمد- حتى نهض قائلا هل اخرج؟
الا ان صدام قال لا.. لان -محمد دبدب- لا يخون.!؟
وعاد -محي مرتبكا- بعد ان تولى –صدام- الاجوبة ولم يتمكن النظر الى المجتمعين وعاد يذكر اسماء الكادرالعمالي امجد هاشم جباري ومؤيد عبد الله وعلي جعفر العاملي محمود جاسم وراسم العوادي ومحسن الذهب وطالب محمد صويلح -المناضل الاردني.
همست لصديقي علاء ابراهيم..
ولك علاء.. - هاي مو مؤامره هاي تصفية؟
ويبدو ان اشارة متفق عليها بين- صدام وبرزان لاتمام التمثيلية وللانتهاء مها
قائلا.. اطلب من الحزبين رفع اي اسم يعتقد بان له ضلعا في المؤامرة!
الان ساقرا القائمة ومن يذكر اسمه يترك القاعة وبدا يقرا الاسماء وتوقف عند اسمى بعد ان اوصل العريف –ارشد- ورقه له وبعد ان راى- بدن فاضل.
قال.. ها بدن ايبين خاتل وره العمود.. عبالك مشفتك؟
وبينما كنت اقاد في الممر ارتفعت اصوات مهلله وصراخ وعويل وهتافات بحياته اكثر عنفا من البداية لان جل الجهاز شعر خلال ساعتين بالحبل يلتف على رقبته وان صدام حررهم من الموت والرعب.*
2
اوصلتنى سيارة للمخابرات الى المحفل البهائي.
في ساحة الاندلس ,مقابل سينما السندباد
مع ملازم اول كان يبكي- اويلي عليك عبود - فهجم عليّ رهط من المخابرات كالكلاب المسعورة. وعندما نزلنا اختفي الملازم..؟
قلت منفعلا لرجل تكريتي اللكنة-انا رفيق حزبي تحت التحقبق ولي حقوقي ؟
- انجب.. لانعل ابوك لابو الحزب..!!
- القي بي في احد الاقفاص وهي عبارة عن بلوكات من الكونكريت بطول مترين وعرض متر ونصف الى الارض المحرقة وانا اعاني من عطش محرق فتولاني نائب ضابط -ابو محمود - من القوات الخاصة بالضرب وربطنى بالباب الحديدى في درجة حرارة تزيد على الخمسين مئوية لعدم وجود منفذ او مروحة.. قائلا راح اشوفكم النار وانومكم على الجمر..؟
وبعد ساعة فكوا رباطي واجلسوني على كرسى وشدوا الوثاق على رسغي وانا اصرخ من الخدر والالم.
فدخل رجل اخر قائلا ولكم.. سيصاب بالشلل لان الحبل منع الدم من الحركة ثم القيت الى الارض المشتعلة وتمددت واستعملت حذائي وسادة وتبولت على الحائط وبعد ليلة قاتلة من العطش والمفاجاة والصراخ والطلقات..
لا اعرف كيف انتهت..؟
اعطوني صباح اول يوم.. رغيف وقدح ماء.. ويعد يومين اعطوني بدللة من الخيش وصحن بلاستك ودورق ماء للشرب والبول.
كان الاسترجاع صعبا لماذا مثل هذه النهايات المفتعلة.
بعد عدة ايام انزلنا الى الطابق حتى بدت كما ذكرت ماساة الاعدام الاول التي ذكرتها في الحلقة السابقة.
لم يحقق معى او اسئلم.. وبدت الشكوك في ذاكرتي هل هناك التباس او سهو بالاسم؟
ثم رحت اكذب ذلك ولم افق الا وهم
ينقلوننا الى المحكمة الخاصة في سيارة تضع علامة الهلال الاحمر بعد اسبوع وقد القينا كالاكياس ولم تطل المحاكمة الا دقيقة واحدة .. متهم لو بريء كان ثمنها عشر سنوات.
وفي ابو غريب.. سمعنا بالعفو العام عن السجناء الا السياسين والجواسيس
- كنت.. وشكري الحديثي ومحمد عبد اللطيف وسليم الامامي ومناف الياسين وبدر محمود..
في زنزانة واحدة اهم ما فيها حنفية ماء.
ولاول مرة نتسائل لماذا كل هذه التمثيلية المصطنعة..
ثم سالني شكري اتعرف لما ذا نحن هنا..؟
نحن اخر الشهود وصدام لا يريد ان يترك من عمل معه ليبق وحده.
وهذا المخطط عمل له منذ سنوات لتدمير الحزب والوحدة العربية.
ثم هز عضو القيادة القطرية القديم راسه اسفا.. لانني انا الاول الذى ارغم القيادة السورية للحزب على صعوده فكان ذلك جزاء -سنمار .
***
الهوامش
1* ارسلني- صدام- في 1969الى -عدنان .. حين عملت معه المكتب العسكري في 5 ايلول 1964لاقناعة بترك البصرة والالتحاق بالقصر
وقد قال عدنان لي..
- انا لا اثق بوعود -صدام -لان الذي وقع في 18 تشرين 1963 الثاني يمكن إن يتكرر مرة اخرى –
- ولكن التحولات بعد خمس سنوات قد قلبت الموازين فالمرحلة العاصفة التي عشنا ها خلال ثورة رمضان كلفتنا الكثير لعدم وجود تجربة او نظرية وإن المرحلة الجديدة ستغير الكثير بحكم الرغبة الجادة للائتلاف وتوحيد الصف الوطني.
وعاد –عدنان- يتساءل.. ان صدام يتعجبل الدخول في امور عسكرية ينظر لها بمنظور رجل العصابة وهذا لا يتوافق والمرحلة الانية ولا المستقبلية وما اخشى ان يقع فيه والسر يكمن في قيادته لجماعة –حنين – وهم خليط من الشقاة غايتهم الاغتيالات وهذا الموقف ان كان مبررأ زمن النضال السري فلا موجب له الان واشعر بان الصدام سيقع بين -صدام وناظم كزار- لان -ناظم - مع صفته الارهابية رجل محترف يعرف ما يفعله حسب منهج خاص اما "جماعة حنين" فيعملون تحت غطاء مخادع ينفذون افعالهم ويلقون التبعة على جهاز الامن ومثلها اغتيال الدكتور- ناصر الحاني – عندما دفعوا – وهاب الاعور– لتنفيذ جريمته ولا ابالغ ان قلت بان - صدام – يسعى لتحويلهم الى مركز قيادي يخضع لامرته!
-أتعتقد بان –صدام - يحاول المشي على خطوات- كاسترو..؟
- كاسترو.. رجل لم يقد عصابات سائبة وشقاوات داخل المدن انما قاد قوى عسكرية عقائدية مدربة في الجبال غايتها تحرير –كوبا- على - طريقة ماو-.!
- كانت اخر رسالة وصلتني من الرفيق –عدنان- مع -العميد نجم عبد راضي اللامي- مساء يوم 20 تموز 1979 وانا في مكتبي بجريدة المرفا.
حملتي فيها تمنياته وشدد في طلب رؤيتي وقال- العميد نجم -بان -الفريق عدنان- .. يصفك بانك- حزام ظهرنا-؟
ولم تنقطع علاقتي مع الفريق –عدنان- الا فترة اتهامي بالمؤامرة بعد عام 1979..
ولكنني فوجئت بزيارة اللواء اياد ناجي -
من "رعيلنا القديم وعلاقتي به تعود الى سنة 1964" الى البيت في بداية 1989 وانا تحت المراقبة .
وابتدرني –اياد- قائلا..
قال اياد..
ارسلني- الفريق عدنان خير اللة- بمهمة تخص الضباط الذين سجنوا معك في مؤامرة- قاعة الخلد- ويطلب منك تقريرا بالتفاصيل والاسماء واسباب اعتقالهم وقتل بعضهم لانه لايعرف شيئا عنهم..!!
- قلت.. لقد قضيت اربع سنوات ونصف في قعر جحيم وتعذيب وتجويع لم اره في" 11"سجن ومعتقل واليوم تريد تجديد تلك الماساة.. إن هذا هو المستحيل.
وعاد –اياد- يهتز تاثرا..
قائلا.. أتشك بي بعد السنين.؟.
- قلت.. اتصدق إن عضوا في- القيادة القطرية ووزيرا للدفاع وابن -خال صدام- لا يعرف شيئا عن المؤامرة او لا يعرف شيثا عن مصير- عبد الواحد معيدي وبقية الضباط..؟
قال -اياد - - تاكد بانه لايعرف شيئا فلا تكلفني بالعودة اليه مرة اخرى فالمسالة خطيرة جدا وامام -عدنان - مهمة كبيرة..!
***