قبل انطلاق الموسم الكروي الماضي، دخلت في تحدٍ هو أشبه بالرهان المعنوي مع عضو بارز في اتحاد الكرة العراقي .. هذا العضو كان يتحدث عن (كرّاس الدوري) في كل مناسبة ..
الصحيح أنه كان يتحدث عن الكرّاس في مناسبة أو بدونها .. فحين تسأله عمن سيتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوربا يقول لك : مؤكد أن برشلونة أو الريال أو الاثنين معا سيتأهلان ، لكننا لن نتخلى عن عزمنا في إصدار كرّاس الدوري العراقي لهذا الموسم!
وإذا تساءلت عن سر العداء المستحكم بين الميلان والانتر ، والمانيو والليفر ، يرد على الفور : هذا عداء تاريخي طويل، ونحن كذلك نستعد للموسم الطويل بالكرّاس!!
وحين تسأله عن مصير كونتي مع تشيلسي يرد مسرعا : هذا المدرب كبير وهو مكسب للبلوز ، لكننا من جهتنا لن نتوانى عن (مكسب) إصدار كراس الدوري العراقي بعد غياب طويل!
وعندما تواجهه بكثرة استقالات المدربين في الدوري العراقي يكون جوابه : نعم المدرب ضحية كل موسم، غير أننا في هذا الموسم سنصدر كرّاس الدوري وستنتظم المباريات بشكل غير مسبوق!!
في مقابل هذه الاجابات التي لا تدور إلا عن الكرّاس الذي صار (عقدة) مستديمة ، كان رهاني له بأن الدوري سيُصاب هذه المرة بما أصيب به في المواسم الكثيرة الماضية من تعطيل وتأجيل .. وكان رأيي أن على الاتحاد ألا يجازف أبدا في إصدار الكرّاس، فالمواعيد ستتغير بعد ثلاثة أدوار أو أربعة على أبعد تقدير ..
وهذا ما حصل بالفعل وكان يجب أن يحصل من باب المنطق .. أما السبب الذي رأيته وجيها عندي ، فهو أن هذا الاتحاد والذي سبقه والذي سبق الذي سبقه لم يتمكن من تنظيم دوري مستقر ولو بنسبة (50) بالمائة في مواسم كان البلد فيها يتعرض لتحديات أمنية واقتصادية أقل أو أخف ، فكيف سيكون الحال ونحن في عام 2015 حيث يمر العراق بواحدة من أعسر المخاضات السياسية والأمنية والاقتصادية؟!
العضو الاتحادي لم يقبل كلامي .. وكان ذلك قبل شهر كامل من انطلاق الموسم الماضي، وهو الآن يقرأ كلامي هنا، وأرجو أن تتبدل قناعة الاتحاد ويغض النظر عن كراسه العتيد ، فهو إصدار لا يعني سوى الكارثة ..
أدعو صادقا اتحاد الكرة إلى عدم المجازفة، وأن يدع الأمور كما كانت تسير وعين الله ترعاها ..
نصيحتي أن يدع الاتحاد (الكرّاس) جانبا حتى يشاء الباري عز وجل أن يمنح الاتحاد المقبل أو الاتحاد الذي يليه فرصة طبع كراس يساوى ثمنه الذي يباع به عند بوابات الملاعب!!
في سنوات بعيدة مضت ، لقد كانت لكرّاس الدوري العراقي حظوة ولهفة من عموم جمهورنا الرياضي، فقد كان يجد فيه الصدق والمصداقية بدرجة كبيرة، يوم كانت نسبة ما يتم الالتزام به (80) بالمائة .. أما اليوم ، أصبحت هذه النسبة (80) بالمائة اليوم نسبة التأجيلات والتوقفات!!