صغيري الجميل:
ها هو العيد قد أصبح على الأبواب، وهاهم جميعاً.. أهلك وصحبك ومعهم الأمكنة يفتقدون حضورك وسط هذا الضجيج المسمى العيد، لكني أعلم انك هناك ايضاً تفتقدنا، كونك لم تعتد الوحدة بعد.. رغم إنقضاء ما يقارب الست سنين.
صغيري العذب:
أنا أعلم انك حين حزمت أمرك، لم تخبر أمك، فأنت قررت المغادرة سراً، خوفاً من ان تقبض عليك أصابع (شكران) التي اعتادت ان تشي بكل أسرارك لوالدتها، نعم غادرت مثل الشمس والرؤى والحقائب الحزينة، رحلت تاركاً خلفك سرّ هذا الهروب من معركة انت لست سبباً فيها، فالعراق حرب مذ تنازع هابيل وقابيل على امراة، وانت حفيد اولئك القتلة والمقتولين الذين يتناسلون في وطن لم يستطع حتى هذه اللحظة حقن دماء أزهاره التي تذبح بلا سبب.
صديقي المشاكس:
ما زلت يا صديقي الصغير الدافئ انتظر أن تعود، فانا سومري لا أؤمن بالفقد الأبدي، لذلك ما زلت أنتظر حضورك ليلة العيد، حتى ولو في الرؤيا (تعال بحلم.. وأحسبهه الك جيه واكولن جيت) وحينها سأعرف ان كنت مصرا على خذلاني، أم ستحزم حقائب العودة الى احضاني!
نعم يا صغيري.. ها انا وفي كل عيد أتذكر فقدك وأتذكر معك لبقاء ذلك الغبي الذي ارتكب تهوراً تسبب بالاسراع في حزم حقائب رحيلك.
صغيري الجميل ما زلت اكرر عليك طلب العودة، واذكِّرك ان بإمكانك ان تكون سومرياً آخر يعود ليتزوج وينجب ولداً وحين يغادرك ستوصيه بان يتذكر ان هناك فرصة تسمح بالعودة، فتدارك ما أنت عليه، واحزم امرك قبل ان أصدق انك ولد عاق لا يسمع كلام القلوب النازفة بفقده.
صديقي المضمَّخ بالدم والتراب والزجاج:
ان كنت نويت اللا عودة، فاياك ان تسكن في فنادق بلا نوافذ تطل على حدائق مفتوحة، فنحن سننتظر على الأقل قدوم نسائم الله حاملة عطرك، وحين تعطش لا تشرب الماء المعبأ بعبوات النسيان، حتى لا تنسى ان وصول طيفك ولو بالرؤيا يكفي لغسل عيون والديك واخوتك ومحبيك بالدمع المتفجر فقداً، وحين يجيء وقت نومك لا تنسَ ان تعلق تمائمك السومرية على طرف مرآة تعكس صورتك في دواخلنا، فتعليقك لها سيقيك من حسد الذي يعلمون كم نعشق اطلالة وجهك الذي علمنا كيف نبتسم لك، وكيف نتحسر على فقد طال، فلا تنسَ فرصتك الاخيرة لأني بعدها سأضع لنفسي عاشوراء آخر يتجدد بي كل عام. وسأضع لافتات نعي تتكرر كل رمشة وسأكون على يقين بأنك أبني العاق رغم أنفه.