انفلقَ الصبحُ على وجهكِ مبتسمًا..
أم شظيةَ قهرٍ فوق الجسدِ تلتهبُ..
أين القدود تحكي قصصَ عاشقةٍ؟
واللحنُ منها راقصٌ طَرِبُ...
أين المعازف وأصداءُ بسمَتِها؟
على أنينِ الموتِ غرّدتْ حلبُ..
ما بقي منها غيرُ أطلالٍ معلّقةٍ..
على كَتِفِ الزمنِ المرِّ تنكتبُ..
سرقوا الجمال منها، والحلم الذي..
إذا ما ضحكَ الروض للحبِّ ينجذبُ..
أين الجمال في مقلتيْها مبتسمٌ؟
صار على شفا جُرُفٍ كُلَّه نُدَبُ..
أين عطرُها المنثور بين أروقةٍ..
والغارُ في طواحين البرقِ ينسكبُ..
الزعترُ البريُّ ينسلُّ من شفاهها..
والحُلُمُ في صباحِ الشوقِ ينطربُ..
حجارتُها للأمسياتِ كانتْ حاضرةٌ...
واليوم تشكو عربدة المغول المنتَدَبُ..
لمن أزيِّن شعري أضمِّخُ الحنِّاء..
قتلوا الحبيب والابن الذي صلبوا..
لم يبقَ في أيامها عيدٌ ولا فرحٌ..
حزنُها يمخرُ الشوارعَ ويضطربُ..
على إيقاع الحرب مارسوا نزواتِهم..
غزاةٌ من شقاءٍ عربي والكلُّ مُحْتَطبُ..
سيوفُ الغدرِ عانقتْ جيدها..
عيونُها مطفأةٌ والجسدُ مغتَصَبُ..
خيوطُ الشمسِ مقرونةٌ باسمها..
ومجدُها للعلياء يسمو لِمَ العجبُ..
في وجهها الباسم أفلاكُ أحلامٍ..
وجبينُها مرفوعٌ يزهر ويعْشَوْشَبُ..
لن تنحني لغزاةٍ رغم سطوةِ جُرحها..
ولن تزلَّ جباهُها أو يبكيَ الهُدبُ..
أيقونةُ لحنٍ وأسطورةَ مجدٍ..
لن تنكفئ عن عزها ستجدلُ الذهبُ..
رجالُها نساؤها للميدانِ شاغرة..
وأطفالُها تقارعُ ظلامَ الليلِ والشهبُ..
تبلسمُ الآلام تمشّطُ ساحةَ الوغى..
والعينُ جامحةٌ لا يرفُّ لها هدبُ..