مثل سفينة تائهة في بحار بعيدة يضرب بها الموج يمنة ويسرة، ويكاد يقلبها تتقلب بنا الأفكار والأعذار، وكلما قررنا أمرا وعزمنا عليه بدر شيء ما، أو حدث غير مالدينا من أفكار ورغبات وقرارات.
العراق بلد منفتح على البلايا والرزايا، وفيه عدد كبير من سياسييه ودينييه وعشائرييه ومثقفيه وكلهم يتحدثون عن مستقبل العراق، وعن الفساد ومواجهة التحديات، ولايملكون حلا، ولايهتدون الى سبيل، وإذا ماإدعوا الحل لم يضعوه موضع التطبيق، ويبقى لهم خيار إجترار الكلام القديم وجرجرة الناس الى ساحات الخلاف والنقاش العقيم ودون جدوى، وكلما قدم واحد منهم حلا رفضه المنافس، فنظل نلف وندور مثل حلقة ذكر لدراويش يحملون همومهم ويبخرونها.
فإذا ما ذهب العراقيون الى الإنتخابات مؤمنين بالتغيير مصرين عليه فعليهم بحسن الإختيار ومن ثم الإعتبار بالتجارب الماضية والمحن التي عبرت لكنها تركت أثرا عميقا في نفوسهم ووجدانهم ولاقيمة لها بعد ذلك مالم تكن سببا في دفعهم الى سلوك مختلف وعليهم ان يؤمنوا بالعبارة الصريحة (صوتك من ذهب) لكي لايضيع هذا الصوت في خضم فوضى الرغبات والولاءات الحزبية والطائفية والإنتماءات الضيقة. وصحيح أن الناس في الغالب تنقسم الى أصناف فمنهم من يتردد في إتخاذ القرار، ومنهم من حسم أمره لصالح جهة ما لكننا نتحدث عن الوعي في الإختيار حتى بالنسبة لمن حسموا أمرهم ضمن جهة بعينها ففيها إختيارات عدة. وهناك من هو أهل للمسؤولية ومن هو غير جدير بها ومن يتسلق على سلم العاطفة والإنتماء والولاء ولاخير فيه سوى إنه منتم ومحسوب على الجهة التي يدعمها الناخب وهنا تكمن المسؤولية في المفاضلة بين عدة مرشحين وإختيار الأجدر منهم.
هناك من يطلق عليهم المترددون ومن يعتقدون بلاجدوى الإنتخابات لحجم ماعانوه من الحكومات التي تعاقبت على البلاد وقرارهم هو عدم المشاركة أو عدم حسم الأمر حتى موعد إجراء الإنتخابات وهم بحاجة الى نوع من التواصل البناء لتوجيههم الوجهة الصحيحة.
صوتك من ذهب مشروع مركز دار السلام للإعلام والدراسات وتنمية المجتمع وهو يهدف الى نشر الوعي الإنتخابي من خلال جهد طموح وواع ومتحفز لخلق جيل سياسي جديد وفكر جديد من أجل مشاركة فاعلة وليست شكلية في العملية الإنتخابية القادمة في حال ثبت أن المقاطعة غير مجدية وأن هناك من هو أهل للمسؤولية بالفعل.