نسيت، لكنني تذكرت لاحقا بعد أن رأيت على الأنترنت صورة لرجل يقولون عنه، إنه عزت الدوري، إن اليوم هو 7 نيسان الذي أعلن فيه عن تأسيس حزب البعث العربي الإشتراكي المنحل بقرار قضائي، ويجرم من ينتمي له بعد العام 2003 وقد كان هذا الحزب الرب المطاع في العراق، لكنه إنهار بمجرد سقوط النظام الحاكم على يد الأمريكيين.
في 7 نيسان كان ميشيل عفلق الذي تحول الى أحمد، وأعلن إسلامه لاحقا يجلس في مقهى بالعاصمة السورية دمشق مع رفاقه، وقد جهز العديد من الكتب والمقالات التي تشرح نظرية البعث الذي يعتمد الفكر القومي العلماني ليعلن عن ولادة الحزب الذي إرتبط بالعراق بحقبة مظلمة وصادمة حيث صودر بعد سنوات من النضال ليكون بيد الحاكم وأداة للقمع والترهيب. البعث وقبل فترة قليلة من إنهيار العراق بفعل التقدم الأمريكي الحثيث لم يعد سوى مجموعات من الأشخاص يسمونهم الرفاق، وكانوا يرتدون البزات الزيتونية، ومهمتهم حماية النظام، فكان الرفيق في القرية، وفي الحي السكني الشخص السيء غير المرغوب فيه، ومن شان الإحتكاك به أن يؤدي الى كارثة حقيقية لأنه يمثل النظام وهو أداته، وكان هولاء الرفاق يحصلون على بعض الإمتيازات البسيطة، لكنهم كانوا صورة لنهاية حزب أسسه مفكر، وصادره متهور، ويالها من نهاية.
في سوريا لم يعد الحديث عن سلطة بشار الأسد ورجال البعث، بل تحول الأمر برمته الى صراع مصالح ودول ومنظومات وطوائف. والعالم العربي الذي كان البعث يريد أن يحوله الى إمبراطورية صار مجرد كيانات تائهة كنيازك ضائعة في الفضاء السحيق، بينما الطغاة الذين حملوا المشاعل، وأحرقوا بها الشعوب فقد طوتهم المقابر وإنتهت بهم الحال الى الحضيض، فقط ذكرى عائمة.