بسرعة ومن دون تأخير أعلنت منظمة داعش الإرهابية تبنيها العمليتين المزدوجتين اللتين إستهدفتا البرلمان وسط العاصمة طهران، ومرقد مؤسس الثورة الإسلامية الذي أسس في العام 1989 وفي حزيران تحديدا ليكون مرقدا لروح الله الخميني الذي توفي في 3 يونيو حزيران بعد صراع مع المرض وهو يحمل رمزية كبيرة، وقد شهد إحتفاءا كبيرا بالذكرى حضره المرشد الأعلى، وألقى خطبة حادة هاجم فيها السعودية ووصف الملك سلمان ونظامه بالمنحط وهو مايلقي مزيدا من الضوء على طبيعة العلاقة المتأزمة بين طهران والرياض.
فهل كانت الرياض وراء تفجير مرقد الخميني؟
محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي قال قبل أسابيع إنه سينقل المعركة الى إيران، ومعروف العدد الكبير من التنظيمات الدينية المتشددة التي تميل الى الحركات الدينية في الخليج وتتبنى الخطاب المتشدد والتي يمكن الإعتماد عليها في ضرب مواقع محددة في إيران، والأمير السعودي كان واضحا حين أشار الى عدم جدوى الحوار مع الإيرانيين، والشعور بالغضب من الدور الإيراني في الخليج وسوريا ولبنان والعراق والبحرين واليمن حيث تقاتل المملكة ضد الحوثيين ونظام الرئيس السابق علي صالح دون جدوى وهي تتهم طهران بدعم التمرد الحوثي.
هناك منظمة مجاهدي خلق التي كانت الجناح المعارض الذي شكل وجوده في العراق طوال ثمانينيات القرن الماضي، وحتى بعد سقوط نظام صدام حسين حتى خروجه الى أوربا عامل قلق مستمر للقيادة الإيرانية، وقد تم قصف معسكرات للمنظمة قبيل الحرب الأمريكية بصواريخ باليستية، ومن المرجح أن تقوم هذه المنظمة بعمليات من هذا النوع في إيران خاصة وإنها تتوعد وتهدد من حين لآخر، وهي مدعومة بشكل مباشر من الولايات المتحدة ودول في الخليج، وقد تمارس دورا ضاغطا في هذه المرحلة توخيا لظروف ملائمة لتحرك مقبل.
داعش تبنت عملية إقتحام البرلمان وتفجير مرقد الخميني، وكانت توعدت من أسابيع بمثل هذه الضربات، والعديد من العمليات الإرهابية التي تقوم بها تنظيمات متشددة لايتم تسليط الضوء عليها، وقد هددت إيران بالتوغل في الأراضي الباكستانية بعد مقتل العديد من جنودها في هجمات لمتشددين دخلوا من باكستان المجاورة.
من له مصلحة في تفجيرات طهران ليس طرفا بعينه، بل هي أطراف عدة من الداخل والخارج، وحتى قطر فهي بحاجة الى دفع الضوء بعيدا عن أزمتها مع جاراتها الخليجيات، لاأعني أن الدوحة تقف خلف تلك التفجيرات. لكن حين تتعدد المصالح يكون المستفيدون كثرا.