الكردي الفيلي ماجد أحد رفاق الرحلة، عمل في بغداد ميكانيكا للسيارات، نزل وسط الدخان ورائحة النفط بجسده العاري الى محرّك السفينة أملا في إصلاحه، نزل وهو يحثّنا على الاستمرار في سحب الماء، وبين فترة وأخرى نسمع صوت عمل المحرك، لكنّه سرعان ما يتوقف.
تعلّق أملنا بماجد، فما أن يطلّ ليطلب سلكاً أو ملعقة كعدّة عمل لإصلاح المحرك، نهبّ لسؤاله ما الذي يجري يا ماجد؟ فيخبرنا بقدرته على إصلاح المحرك ويطلب منا الاستمرار في تفريغ المياه.
فقدنا الإحساس بالزمن والاتجاه والمكان تماماً، جلّ ما نعرفه وجودنا على قيد الحياة، قبل بزوغ الفجر صرخ ماجد: أصلحت المحرّك، خذوا قسطا من الراحة!
بدأ صوت المحرك يدوّي ويخرج دخانا كثيفا يملأ حوض السفينة ويغطي وجوهنا المتعبة، ثم أخذت السفينة تتهادى ببطء شديد على غير هدى أو وجهة معلومة.
ظهرت تباشير الصباح ومعها شاهدنا اليابسة أو ملامح جزيرة صغيرة، هلّل البعض وتقافز آخرون، معتقدين بوصولنا الى جزيرة كريسمس الأسترالية! لكنّ بعضهم شكّك بالأمر، معتقدين برسوِّ مركبنا على إحدى الجزر الإندونيسية!
الجميع فرح بالنجاة والوصول الى اليابسة، لم يكترثوا كثيراً، إن كانت الجزيرة في أستراليا أو إندونيسيا.
قفزنا الى اليابسة، تناثرنا على الشاطئ الرملي مثل قتلى في معركة، لا نقوى على الوقوف أو حتى الجلوس بسبب الدوُّار الشديد وضيق التنفس، حتى أنَّ البعض استمر في التقيُّؤ.
تحلّق حولنا شباب إندونيسيون وهم ينادون.. سلامات.. سلامات!
شبّه أحد الجنود السابقين من زملاء رحلتنا، حالنا في تلك اللحظات بحال الجنود المتعرضين لهجوم بغاز الأعصاب! مضت ساعة أو أكثر حتى استردّ الجميع قدرتهم على الوقوف والحديث، اتّصل أبو علي الكويتي بأحمد الإندونيسي ليخبره بعودة "البضاعة" من جديد.
لم يصدق أحمد الإندونيسي بسوء قدرنا وحظّه العاثر، لكنّه وعد بوصول باصات نقلنا خلال ساعات.
عدنا نهاية النهار الى فندقنا البسيط في جاكارتا مع شعور عميق بالمرارة والخذلان، الصمت والسكون يخيّمان على الجميع نتيجة الارهاق وعدم الرغبة في جدال لا طائل منه.
بعضهم قال: إن الله كتب لنا حياة جديدة، وذكر رجل بدين ذو لحية، أنَّه رأى فاطمة الزهراء تنزل الى محرك السفينة وتنثر عباءتها على الناس!
لكن الجميع اتفق على الدور الاستثنائي والبطولي الذي قام به ماجد في إصلاح عطل المحرّك، حتى أنَّ أحدهم اقترح إطلاق اسم "ماجد" على رحلتنا الفاشلة.
لم نتحدّث أنا وبهاء أبداً، كنّا نفكر جدياً وبلا اتفاق ربّما، بتجاوز فكرة الهجرة بهذه الطريقة المميتة، تحدّثنا بذلك بعد الوصول الى الفندق والسباحة للتّخلُّص من قذارة القيء ودهون السفينة والماء المالح والنوم لساعات.
في صباح اليوم التالي، اكتشفنا حاجتنا الى التّمسُّك بالحائط أو أي قطعة أثاث لمقاومة حالة الدُّوار الشديد.
اتّفقنا أنَّ ما اختبرنا من ظروف عصيبة يكفي وعلينا ترك هذه الرحلة اللعينة، لم يكن معنا من المال ما يكفي لحجز بطاقة العودة الى اليمن، لكنّنا صمّمنا على الابتعاد عن خطر الموت غرقاً.
ذهبنا الى مكتب بريد للاتصال بإياد الذي يحتفظ بجوازاتنا في ماليزيا، كي يتسنَّى لنا العودة الى اليمن أو أي جهة أخرى ربّما، لكنّنا اكتشفنا، ويا لسخرية الأقدار، أنَّ جوازاتنا لم تصل الى إياد أبداً!
اتّصلت بأهلي للمرة الأولى منذ مغادرتي اليمن، أخبرت أختي بخروجي منه وعزمي على التّوجُّه الى مكان آخر دون أن أحدّده، فطمأنتني بدورها على حال الجميع.
لم نصّدق إياد قطعاً، لكن ضحكنا من المسار الوحيد الذي حدّدته لنا الأقدار وهو الاستمرار في مغامرة البحر والموت!
كثر اللغط والاعتراض على أبي علي الكويتي، وجاء بعض الناس بخرائط بحرية تبيّن عمق المحيط ومواسم هيجانه، مشكّكين بتوقيت الرحلة الخاطئ الى جزيرة كريسمس، فعمق البحر يصل الى 3 آلاف متر في معظم الطريق، وذلك استناداً الى ادعاءاتهم يخلق موجاً عالياً وهيجاناً بحرياً لا يمكن تلافيه.
هدّد بعضهم أبا علي الكويتي بالقتل واتهموه بالسعي لقتل الجميع، رغم وجود عائلته في المركب نفسه!
استعادة البعض أموالهم من أبي علي وغادروا مجموعتنا، أعاد الرجل أموالهم بلا تردّد أو اعتراض وتحمّل الكثير بصبر عجيب.
أما البعض الآخر فقد عادوا لهوايتهم المفضّلة في جلب الفتيات إلى غرف النوم والتواجد في النوادي الليلية، رغم إعلانهم التوبة الخالصة أثناء رحلة الموت، يبدو أنَّ الناس هكذا دائما يلجؤون الى الاستعانة بذاكرتهم القصيرة لمواصلة الحياة والتّغلُّب على أحزانها ومخاوفها.
عالجت بعضهم من حالات السيلان، إذ ليس لديهم أي فكرة عن الوقاية من الأمراض الجنسية المختلفة.
بعد أسبوعين من الشدِّ والجذب، صار الاتفاق على ترحيلنا الى جزيرة سوربايا ومنها الى لمبوك الإندونيسية، حيث يكون في استقبالنا المهرّب العراقي ماجد، يساعده قيس العراقي من أصل فلسطيني.
ماجد، متخصِّص بالتهريب الى جزيرة اشمور الأسترالية، وهي جزيرة صغيرة جدّاً غير مأهولة بالسكان قريبة من مدينة دارون الشمالية، الرحلة اليها تستمر 3 أيام في مياه ضحلة نسبياً، أقصى عمق لها 1000 متر تقريباً، إي إنَّها أقلّ خطرا وأكثر أمناً، كما أخبرونا بذلك.
في الباصات الزرقاء نفسها، وفي رحلة استمرت يوما كاملا تطلّب خلالها الانتقال من جزيره الى أخرى بواسطة العبّارة للوصول الى جزيرة سوربايا.
وصل عددنا الكبير الى فندق بسيط، كانت المفاجأة أنَّ صاحب الفندق استبشر بهذا الرزق الوفير!
زارنا بعد ذلك المهرّب ماجد، وهو شاب أسمر أخفى شيب شعره الكثيف بصبغ أسود فاحم أعطاه هيئة رجل هندي، يرتدي بنطال جينز وتيشرتا أزرق.
التفّ حوله مجموعة القراصنة الذين كانوا محيطين بأبي علي، تملّقوه وأثنوا على شهامته وعمله الجبار في عنايته ولطفه بنا! حتى أنَّ رجلا بلحية عشماء خفيفة، اعتبر أن القدر كتب أن ينقذنا أحد (الماجدين) من الغرق، ويتكفّل الآخر بإنقاذنا من الضياع والوصول بِنَا الى أستراليا!
كان ماجد هادئاً، يتحدّث ببساطة وبلا تهويل، بدا واثقاً من نجاح مهمته في إيصالنا الى جزيرة اشمور في رحلة خالية من المشاكل، وأكد معرفته بما يجب حمله على ظهر السفينة، وهو الماء والطباخ وأكياس الرز، وزيادة في الثقة والاطمئنان شدّد على ضرورة شراء نجّادات سباحة مع الشاي والسكّر إن أمكن.
على أنَّ الرحلة ستكون في سفينة الرحلة الأخيرة نفسها، لكن بمحرك جديدة وعدّة ضرورية هذه المرّة.
ضرب لنا موعداً للتجمّع في جزيرة لمبوك خلال أيام، وهي لا تبعد سوى ساعات معدودة من مكان تواجدنا، على أن يكون الحضور في الموعد المحدّد عند الساعة العاشرة صباحاً، لأنَّه لا يميل الى العمل الخطر ليلا ويكون الانطلاق تحت إشراف وعيون الجميع.
في اليوم الموعود، حضر 352 شخصاً، عراقيون وأفغان وبعض الإيرانيين، الى جانب عودة الفلسطيني وعبد المجيد المغربي ومصطفى الجزائري، لم يدفع بعضهم سوى مبلغ بسيط مع وعد بالدّفع بعد الوصول الى أستراليا، فقبل ماجد بذلك ولم يرفض طلب أحد منهم.
نهاية تشرين الأوّل 1999
الى السفينة مجدداً
المحاولة الثالثة والأخيرة
في جزيرة لمبوك السياحية في إندونيسيا، عند الساعة العاشرة صباحاً جلست متأملا ًالمحيط العملاق الذي سنتحدّاه للمرّة الثالثة، شاهدت مجموعة من السُّياح الشقر ومعظمهم من كبار السن، خمّنت أنَّهم أستراليون، فحاصرتني رغبة في سؤالهم، ما اذا كان العيش في أستراليا يستحق كلَّ هذا العناء؟!
أعلن ماجد ومجموعة القراصنة موعد الرحيل، فتسرّبنا من مطعم صغير إلى سفينة صغيرة راسية بالقرب من نصف جسر خشبي ومنها إلى السفينة الكبيرة.
كان البحر في حالة جزر، ورست السفينة على الطين في المياه الضحلة، فطالب المهرّب ماجد بدفعها الى الأمام! وزيادة منه في جدية الأمر، خلع ملابسه وقفز بالماء ليدفع معنا!
بعد عدّة محاولات فاشلة، طلبت من ماجد الانتظار لحين ارتفاع المدّ، لأنَّ عملية تحريك السفينة غير ممكنة، فصرخ بي شاب في رجله اليسرى عوق واضح: اصمت وادفعْ فقط وكفَّ عن الهراء!
واصلنا الدفع دون جدوى، فقرّر ماجد التّوقُّف وانتظار المدّ ليرفع السفينة عن السطح.
عدنا الى الرصيف البحري مطلقين النظر في المدى البعيد للبحر، خيّل لي أنَّي أرى أستراليا في الأفق البعيد هذه المرّة، لكنّ الخوف والشكّ كانا حاضرين، مضت ساعتان تقريباً حتى عاد البحر ليرفع السفينة عن سطح الرمل والطين.
جرت عملية النقل بالسفينة الصغيرة الى الكبيرة بسلام واتّخذت كلّ مجموعة ركنا من السفينة، جلست في نفس الحوض في مقدمة السفينة كما في الرحلة السابقة، مرّت ساعات من الهدوء، بدأت الناس في تبادل مواقعها وزيارة الأصدقاء في أعلى السفينة، لاحت بشائر الوصول الأولى، لم يترنح أحد أو يتقيّأ.
الغريب، أنَّ أحد القراصنة النجفيين خرج وهو عاري الجسم بجانب المحرك صارخاً بنا: إنَّ من عطّل المحرّك في المرّة السابقة عملاء لصدام ومخربون وأن من يقترب من المحرّك سيتم تقطيعه ورميه في البحر!
علّق أحد رفاق الرحلة ساخراً: خطية.
فردّ القرصان النجفي قائلا: مَن يقول خطية عنه سيتم رميه بالبحر أيضاً!
صعدتُ الى سطح السفينة خلف قمرة القيادة وهو مكان للمقرّبين فقط، وجدت صديقي عادل الذي عرفته في عملية نقل الماء الأولى، يطبخ الرُّز في قدر كبير مستخدما ماء البحر المالح وهو يردّد: إمّلّح من كاعه حتى يغزِّر بالطيبين، جلست لبعض الوقت مع مجموعته، فقدموا لي الشاي وقدحاً من الماء.
مضى يوم كامل على مغادرتنا الشاطئ، بدا كلّ شيء هادئاً لولا صراخ مجموعة القراصنة ولم نعد نرى اليابسة مطلقاً.
في منتصف اليوم الثاني، أخذ القراصنة الذين اعتادوا على إطلاق الكلمات النابية، دور توزيع وجبات الأكل والماء، فقنّنوا الأمر بطريقة مبالغة، حتى أنَّهم لا يوزعون وجبة الغذاء الا بصعوبة بالغة بحجّة الاقتصاد وعدم كفاية الماء.
في مساء اليوم الثاني قام جاسم شامية الذي يضع على زنده وشم (يا حسين) بتوزيع قطعة خبز وحبّة خيار واحدة لكلّ شخص، حدث ذلك وسط الظلام، كنت منشغلاً بالحديث مع شخص آخر، تجاوزني جاسم ولم يعطني حصّتي من العشاء، نبهته على ذلك، فانفجر غاضباً واتّهمني بالطّمع في خيارة أخرى!
خرج مجيد المغربي على سطح السفينة لثوانٍ، فضربه القرصان ذو العين الواحدة، أراد إرسال رسالة للآخرين تتعلّق بسطوته وقلّة أدبه مع من لا يلتزم بأوامره الصارمة.
عند مغيب الشمس من اليوم الثالث، لاحت بارجة كبيرة تحمل علماً أستراليا بجانب صخرة كبيرة وشجيرات معدودة.
تقافز الجميع مهنئين بعضهم بعضاً.. وصلنا أستراليا.
وضع ماجد كميّة كبيرة من السكّر في باطن المحرّك ليتوقف الى الأبد مخافة أنَّ يطلب الأستراليون منّا العودة.
أخرج شاب راية خضراء مكتوب عليها يا أبا الفضل العباس، حاول شدَّها في مقدمة السفينة، اعترافاً بفضل العباس في وصولنا سالمين!
صرخ به أكثر من شخص ليدع الأمر الى أحد الشيوخ الوقورين أو رجال الدين، اعترض بعضهم قائلاً: إنَّ الأولى بوضع الراية هو ماجد لعمله الجبّار في إدامة المحرّك.
اعترض شخص كبير بجانبي، بدت عليه علامات المرض على أن يقوم ماجد الكريدي (تصغير كردي) بشدِّ الراية مع وجود سادة وأخيار على ظهر السفينة!
فقلت له بهدوء تام: المقامات بالعمل يا شيخ.. اهدأ وانتبه لعافيتك!
تناول القراصنة علب مياه الشرب وبدؤوا يستخدمونها لغسل أجسادهم.
اقترب زورق صغير يحمل ثلاثة أشخاص من سفينتنا، تقودهم امرأة برتبة رائد، فصاحت من أنتم، هل فيكم من يتحدّث الإنكليزية؟
صرخ بها أكثر من شخص، وسمعت أجوبة مختلفة، أحدهم يقول refugees وآخر عراقيين، وثالث أفغان، ورابع إنَّه جائع ومريض.
كان بهاء وشاب آخر اسمه نصير أفضل من يتحدّثون الإنكليزية، لكنّهم كانوا الأهدأ والأقل ادّعاءً.
أعادت طلبها في التحدّث مع شخص يجيد الإنكليزية، فتقدّم لها طبيب بيطري، يدّعي انتسابه الى فئة السادة، كنت عرفته في العراق والتقيته على ظهر السفينة، ينادونه رفاقه السيد دكتور عبد الله وهو ليس اسمه الحقيقي الذي أعرفه!
قدم نفسه لها باعتباره طبيباً ويجيد الإنكليزية بطلاقة.
سألته عن عددنا ومن أين جئنا، وعن نوع السلاح الذي بحوزتنا وما إذا كان معنا مرضى؟ وبعد ان استمعت اليه متحدّثا بلغة إنكليزية ركيكة طلبت منه الصعود الى السفينة وبقاء كلّ شخص في مكانه.
استقبلها الدكتور البيطري ومعها اثنان من الجنود، تجوّلوا في السفينة وأخذوا أدوات الطبخ باعتبارها آلات جارحة، ثم تساءلوا عن سبب عطل المحرّك، لكن لم يتلقّوا جواباً واضحاً.
طمأنَتْ الجميع ووعدت بسحب سفينتنا الى الأراضي الأسترالية، وطلبت أسماء المرضى، فقامت امرأة حامل وافترشت سطح السفينة مدّعية أنَّها تعاني ألماً شديداً، فأخبرهم الطبيب البيطري أنَّها في حالة ولادة، وذلك أزعجنا، لأنَّه كذب واضح، فتكلّم بهاء مع أحد الجنود وأوضح له عدم وجود حالة ولادة وأنَّ وزميلنا يقصد أنَّها في نهاية حملها.
تحدّث معنا الجندي وطلب منا تزويده بأسماء المرضى، ناولنا ورقة وقلماً وبدأنا نسأل عن حالات الجفاف أو النزف بسبب التقيُّؤ.
أحد القراصنة طلب منا ادراج اسمه ضمن المرضى، لأنَّه يعاني مشكلة الجيوب الأنفية، شرحنا له أنَّ المقصود هو الحالات الطارئة، فأبدى امتعاضه من تكبّرنا وعدم تعاوننا!
طلب رسّام من طاقم السفينة أوراقاً وأقلاماً ليرسم لهم لوحات فنية، يبدو أنَّه الوحيد المعجب بعمله ولوحاته!
حتى أنَّه توقَّع لنفسه شهرة واسعة وأموالاً وفيرة في أستراليا، كما كان واثقا من سماعي لاسمه وهو يتداول في الصحف وشاشات التلفاز، ولن يسمع عني شيئاً، فالأستراليون يحتفون بالفنان وليس بالطبيب! باشرت البارجة سحب سفينتنا، فعلا صراخ بعضهم خوفاً من إعادتنا الى إندونيسيا!
فاضطرت السيدة الرائد الى القسم بشرفها العسكري بعدم إعادتنا من حيث أتينا، وتركت اثنين من طاقم البارجة معنا؛ أحدهم من أصول عربية وزودونا بكميات كبيرة من الماء والبسكويت المجفّف.
استغرقت الرحلة خمسة أيام من جزيرة اشمور في منتصف المحيط إلى مدينة دارون الشمالية.
دخلنا الأراضي الأسترالية حالمين بحياة جديدة وأمان دائم.
استقبل موظف الجمارك أوراق بهاء وقال له: Happy birthday mate، إذ اكتشف أنَّ يوم وصولنا في الخامس من كانون الأوَّل عام 1999، يصادف عيد ميلاد بهاء!