في صخب الإغتراب، ولواعجه، وإنتظار الأمل، تتوزع المشاعر الإنسانية بين الوطن الأم.. والمُستعار، بين الأهل والحنين لمراتع الصبا، بين الإندماج في عالم يصون الكرامة، ويحفظ الحقوق وبين العمل لسد رمق الوجود، حتى تتبلد المشاعر أحياناً بالهاث وراء الساعات المهدوره بالعمل اليومي، فيما أرى المشاعر عند الشاعرة "سوزان عون" أكثر حيوية، وتتدفق بالأمل، والحب، والروح الوثابة لإخضرارها، وديمومة مشاعرها الرقيقة الحانية، وهي تعزف سمفونية المشاعر النقية ببوحها الشهي في ديوانها – ليلى حتى الرمق الأخير- الذي جسدت به توق الروح للبوح عن مشاعر الحب التي تفيض بصدق ليخترق القلب ،فالكلام العابر لايتعدى سماعه الأذن فيما ينفذ البوح الشفيف والصادق مسامات القلب لِيعبر عن الذات الأنثوية ومشاعرها دون زيف أو رياء تبعث رسائل حب مع أريج الورد لمن تحب في ثنايا الديوان ليفيض بعبق المشاعر الإنسانية المتوقدة بإكتواء الشوق وأنين الروح ..
في نص ”سأثأرُ لغربتي“
مخادعٌة هي الساعاتُ معكَ،
حتى آخرِ التفاتةٍ منّك.
وعنَد تقديمِ القرابين متغطرسٌة أسماعُك.
تجلسُ قبالتي، فتشكو هجرَ السُحبِ ألرضِكَ.
يها الصاخبُ كزينةِ الميالدِ؟
اسمعْ أحُضني شجرٌة ال ُتضنِيهِ لعبٌة معّلقة والطفلٌ صغيرٌ يقّلبُ ثنايا مِنديلي ليرتوي.
لو تسمعُ ابتهاالتي، أو تسبرُ أغوارَ مودتي.
وآه لو أتركُ لكَ نافذًة واحدًة لتقفزَ منّها إليّ كلٍص بارع.
شِعري صريعٌ بين يّدي، أهذّبُه فيأبى إال الصراخَ.
عَطشٌ لتلكَ األماني.
دعكَ من أهازيجِ الطفولةِ، لجيلِ المراهقين.
تعالَ وانضم نبلسمُ أخاديَد حفرَها الزمانُ.
تعال نرتعُ بين حقولٍ وبساتين.
أريدكَ رحيقاً معتّقاً ألستعر، اشْرِبني إياُه في شراييني، وبعدها، ليجرِفَني الطوفان.
خذْ منّي عِشقاً متمردا،
ترانيم حب وبوح من أغوار الروح في ثنايا الأقانيم التي تعبق بها تعابير العاطفة والوجدان لترسم أجمل اللوحات الشعرية بصورها الغناء برياض معشوشبة بالفرح والبهجة للقاء المحبة لترتع بين مرابع الشرايين لتشربه بطوفان المشاعر للقاء.
في جدائل على أكتاف الحب تتوج "سوزان" تلك العواطف التواقه بشهقات اللقاء الذي ترنو له بوله يحمل دفق المشاعر وبوح العاطفة البيضاء الشهية بنقاء الياسمين وسمر القرب، ديوان تشع فيه الحروف بلآليء الوجد والتعبير العاطفي الذي سكبته على البياض لِيسرق أضواء الروح نحو البوح الشعري بفيضه العاطفي.
بصري ُيرابطُ على قممِ الحبِ يتأبط بنياناً..
خذني خطاباً أزلياً، أو عّلقني شبكةَ صيدٍ بين خُلجانك. احبسني حوتاً صغيراً في حِجرك، أو عّلقني قنديالً في ليالي السمر.
عليكَ في الصباحِ كفالحٍ نادتُه األرض، غداً سأمر يزرعُ ويسقي.
وبعدها يشهقُ كوليدٍ، يزحفُ ألولِ مرة،
فال يموت. أعشقُ ترابكَ األزلي، وأسرِقُ أنفاساً عميقة،
بِها جُعَبِي. أمألُ تلكَ القالداتُ العالقاتُ حولكَ صدِئة،
طماعٌة أنا.. أريُد قصيدًة ال تموت،
وشاعراً يغرقُ معي ببحورِ الوله.
تعّلم كيف تزغرُد الاقحواناتُ عند الفجر،
ليصنعنَ صبابتي.
هل رَضيتَ؟ شفاهي تربٌة خصبة، نذرُتها لحناً لك،
أما آن أوانُ إيفاِء نذري بعد؟
سأكسرُ أخرَ قارورةٍ من الرواية.
في بوحها الشعري تؤكد الشاعرة "سوزان عون " على جدوى القرب وخطوات القلب لتغلق كل الشبابيك وتتناجى الأرواح بأريج وله المشاعر المكتظة بالحنين عن قرب ليعبر عن الغناء عن السعادة الإنسانية ،لتغرق المشاعر ببحر الحب وحرارته دون عوائق للمسافات والبعد والإنقطاع وجور الأزمنة بعزل الأحبة، لعل من يقول :أن النص الشعري صورة، ومعنى، ودلالة، وإنزياح، وعمق بالبوح، وتعبير عن خلجات الروح لتعبر عن مكامن الوجع وليس بألفاظ تسطر.. حقاً ذلك وأجد القدرة الفنية في ديوانها الشعري بالقدرة على تطويع الألفاظ والكلمات والجمل الشعرية بنسق بناء النصوص وهذا من جماليات البوح..
مسٌ من الشوق الحبُ أصابَ سَردي بّمسٍ من الشوق، فال تسترسل بالغناِء لغيري.
ناقمٌة على خطواتٍ سَنّها الزمانُ وأبعدكَ عني.
فهل هناك في الدنيا أنثى غيري ُتشبهك؟
افتح نوافذَ المشاعرِ.
ركزت بمعظم نصوصها على موضوعات الوطن –الحب.. ثنائية المشاعر المتبادلة وقد حققت إلى حد ما نجاح في إيصال رسالة مشاعرها الإنسانية وهي ليست هموم ذاتيه بل مشاعر إنثوية تجاه من تحب وتمثل مشاعر إنسانية فياضة لم تكتمها بل أطلقت حمائم الروح نحو البوح..
ثمرٌة أنا بأريجِ الحقول.
أقحلتْ صوتي الغربُة القابعُة بين شفتي فانفخْ عليّ
من سمرتِكَ ألتعطر.
وأدّسكَ عطراً بين المسافاتِ،
من عسلٍ ورحيق. أطربني بقصيدة، ولو كانت وحيدٌة.
رايتُكَ الفوّاحُة، ربيعٌ وأقحوان.
ترَاقبُ سُحبي فتندثرُ، فمن أيّ الغُزاةِ أنت؟
أغزلُ من نجوى العشاقِ قصائَد تليقُ باسمكَ أدورُ في فراديسِ الروحِ كمالكٍ ألتقطُ من كلِّ جنةٍ ثمرًة قطوفُها دانيٌة مباركٌة هيَ ال لغوبَ فيها.
مسّها لهبٌ يعانقُ قصصَ األولين ولن ُتنزُلنا من السماِء أبوحُ لطيرِها عن ألمٍ عن ورد في سيرة الشاعرة "سوزان عون".
إنها شغلت منصب مستشارة رابطة العالم العربي والمهجر، ومقره في فرنسا.
سفيرة لجمعية حواس/ لبنان.
سفيرة اتحاد النساء العرب في أستراليا.
حصلت على العديد من الشهادات التقديرية التي أعتز بها جداً، وأذكر منها شهادة من رابطة العالم العربي والمهجر. الدرع الذي حصلت عليه أثناء زيارتها إلى لبنان لتوقيع مجموعتها الشعرّية (ليلى حتى الرمق الأخير. (شهادة تقديرية وجائزة من مكتبة سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل.
شهادة تقدير وجائزة من رابطة البياتي مؤخراً في سيدني في حفل كبير شارك فيه نخبة من شعراء وأدباء ومثقفي الجاليتين العراقية والعربية في أستراليا. تنشر قصائدها في بعض الجرائد الرسمية في أستراليا، وعلى بعض المواقع الالكترونية.
أول إصدار مجموعة شعرية أسمتها إليك الرحيل فاذكرني، باكورة أعمالها. ثم المجموعة الشعرية الثانية، ليلى حتى الرمق الأخير - طباعة دار العارف – بيروت.