انه فنان اعتلى سلم شهرة النجومية، وواصل مسيرته الفنية وحقق للاغنية الاشورية نجاحا استطاعت ومن خلاله ان تصل الى اوج تالقها، لم يكن يحلم انه في يوم من ايام حياته سيعتلي على مسارح امريكا وان يصدح بصوته العذب الرنان وحنجرته التي ادت اعذب الالحان واجمل الكلمات، صحيح انه كان يفتخر بفنه وبصوته وباغانيه، وانما هذا الافتخار كان يشوبه نوعا من التواضع، كان حينما يقابلك بضحكته الجميلة وهو يدندن باحدى اغانيه ليجعلك تبتسم له وتنصت الى صوته وهو يدندن في اذنيك احدى اغانيه الجميلة، هذا ما كان يعمله معي ومع بقية الاصدقاء، حيث كانت لي معرفة به وبابن اخيه المرحوم توني بحكم مسؤوليتي سكرتيرا لنادي الاخاء الاهلي في بغداد، اضافة انني كنت مطربا سريانيا ولي من الاغاني المسجلة في وحدة الانتاج الموسيقي، وبحكم هذه الهواية تعمقت علاقتي معه، فحينما كنت استدعيه للمشاركة في برنامجنا الاحتفالي في نادي الاخاء الاهلي، لم يمتنع ولن يعتذر عن المشاركة، انه بالحق والحقيقة كان لنا اخا وحبيبا وصديقا، رغم مظهره المتواضع انما كان يشار له بالبنان من قبل معجبيه ومحبيه، كانت مسيرته مليئة بالعقبات الحياتية انما هذه العقبات لم تثنيه عن امواصلة مسيرته من اجل تحقيق اهدافه منها تطوير الاغنية الاشورية، اضافة انه ومن خلال هذه المسيرة الغنية بالتجارب التي ادت به الى التالق والنجاح، كان يهدف الى اغناء الحركة الغنائية الاشورية بالتطور بنقلة نوعية لتقف مع بقية الاغاني المعاصرة لهذه الحركة ولا سيما الاغنية الكردية والتركية والعربية، ولهذا كان يؤدي بعض الاغاني الكردية والتركية ومتاثرا بمقاماتها، اضافة الى الاغنية العربية وتاثره بالمطرب الموسيقار المرحوم فريد الاطرش، حيث في بعض الاحيان وفي جلسات خاصة كنا نستمع اليه والى بعض الاغاني الفريدية التي كان يبدع بادائها ويطربنا بصوته الجميل. هكذا كان الفنان المطرب ادور يوسف وهذا هو اسمه الحقيقي، انما لقب ب اسم (بيبا)ويقال بان هذه الكنية هي من تسمية جدته لوسامته وجمال وجهه ولهذا سمته بهذه الكنية. كانت الاغنية الاشورية والسريانية قبل بزوغ نجمه في حالة يرثى لها، بائسة، كانت الحفلات العائلية تقتصر على بعض البستات الفلكلورية الكردية والشعبية والتي كانت شائعة انذاك وقد ورثناها عن قرانا الشمالية، وكانت غالبا ما يصاحب المطرب في اداء مثل هذه البستات الكردية الة الطنبور وهو يغني، ولا سيما الاغاني الكردية والتي كانت شائعة في انديتنا السريانية ومن خلال مطربيها الفنان المطرب سعيد السناطي، والمطرب الكردي محمد عارف، والمطرب عيسى برواري، و بعض الاغاني للمطرب الفنان محمد حسن جزراوي والذي ما زالت اغانيه يؤديها مطربينا في القاعات مثل اغنية (اسكابوكم ليلي) واغنية (جميلة حسنة جمو) هكذا كانت الاغنية الكردية قد اخذت مساحة واسعة من اعراسنا ومناسباتنا العائلية في الاندية والقاعات، انما نشاط الاغنية الاشورية لمع كوكبها بعد ظهور مطربين استطاعوا ان يحتلوا مكانة على الساحة الغنائية الاشورية والسريانية منهم الفنان البرت رويل، وداود ايشا، وجورج الياس، ويوسف ملكو، وجورج خامس، وخاوه، وسعاد الياس، وحياة الياس، وجورج حنا، والثنائي جوزيف ومريم-- الخ .
انما الاغنية الاشورية المتطورة ذات التقنيات العالية من حيث الالات الموسيقية والالحان العذبة والاداء الصوتي برزت من خلال تجربة ملك الاغنية الاشورية بيبا، فمن خلاله برزت الاشورية واخذت بعدا شاسعا وبارزا من حيث الكلمات والالحان والاداء ومع الفرقة الغربية التي كانت تصاحب هذا الفنان الذي استطاع ان يكيف الكلمات بالحان تطوعت على االالات الغربية في تنفيذها ومصاحبتها بصوته، انه ملك الغناء بيبا (ادور يوسف).
ادور يوسف (بيبا )
كان هذا المطرب المتالق قلما نجد فنانا مثله يمتلك الحس المرهف ويؤدي الاغنية باحاسيس ومشاعر صادقة، وبثقافة عالية كان يملكها في تحرير المقامات المختلفة والتي كانت تستهويه مثل مقام البيات والصبا، وهكذا بدأت مرحلة جديدة للاغنية الاشورية من حيث التطور والاداء المتميز من قبل هذا الفنان والمطرب والذي خلف ارثا خالدا من خلال ما سجله من الالحان والغناء، صحيح انه تاثر بالمقامات التركية والفارسية، وكذالك تاثره بالموسيقار فريد الاطرش، وهذه ليست نقطة ضعف وانما كذا الحال مع معظم المطربين من الرواد العراقيين والعرب والاجانب حينما يتاثرون بمن سبقهم من فناني عصرهم (التاثر والتاثير) انما هذا الفنان اكتسب من خلال هذا التاثر قاعدة راسخة في الاداء والالحان منطلقا منها باتجاه النجومية ومن خلال مدرسة تجريبية ذاتية تخص مسيرته والتي اصبحت فيما بعد نبراسا اثرت في مسيرة الحركة الغنائية الاشورية وتطورها في الاداء والالحان، ولعبت دورا اساسيا في تحريك العواطف والاحاسيس والمشاعر الانسانية الصادقة ونسجت عالما من الاحلام لجميع محبيه، بحيث زادتهم طربا وتناغما في جميع امسياته وحفلاته الغنائية وعلى انغام االالات الغربية والتي طوعها لخدمة الاغنية الاشورية بحيث اصبحت اغانيه يتغنى بها الصغير والكبير اضافة الى مطربي الحفلات في انديتنا الاجتماعية. لقد شاع اسم هذا الفنان واصبح نجما لامعا ولقب بملك الاغنية الاشورية في العالم اجمع، ولاسيما بين جاليتنا من شعبنا في المهجر، بحيث اصبح اسم هذا المطرب اسما لامعا وهوية يعرفها الجميع من ابناء امتنا في الداخل والخارج، وهكذا شاعت اغانيه وعلى السنة المطربين من الهواة والمحترفين، واصبح حضوره في كل المناسبات والحفلات العائلية يسر الحاضرين و يزيد من فرحة معجبيه.
قصة جوازه العراقي وتحقيق احلامه
لقد ساهم ادور يوسف (بيبا) بتطور الاغنية الاشورية وادخل عليها بعض الالات الموسيقية الغربية وكما ذكرنا انفا، حيث اصبحت اغانيه تتردد على لسان كل صغير وكبير، وذهب به الحال الى ابعد من هذا حينما تسمع وتشاهد جميع المطربين يرددون اغانيه، كان هذا المطرب بيبا يصدح بصوته ويحلق في اجواء نجوم السماء باحاسيسه الصادقة ومشاعره الانسانية والتي كانت فيها مسحة من الالم والتوجع والياس والحرمان من تحقيق احلامه للمستقبل الذي كان يتمناه في رحلته ومسيرته الفنية الا انه كان يصطدم بمعوقات ادارية ورسمية في الحصول على جواز سفر لكون والده لم يملك شهادة الجنسية العراقية لانه من تبعية ارمي في ايران، وانتقل هذا الحرمان على ولده بيبا، فكلما كان ينظر الى المستقبل لينتظر فتحة امل صغيرة ينفذ من جدار ذالك المنع على سفره الى الخارج تلبية لرغبة الجاليات الاشورية السريانية في الخارج الا انه لم يسعفه الحظ ولم يستطيع اختراق ذدلك الجدار المنيع لصعوبة القوانين والروتين والذي لم يكن له منفذ من خلاله للحصول على الجنسية العراقية والتي من خلالها يستطيع الحصول على جواز سفر ليرضي طموحه بالسفر الى خارج العراق منتظرا الفرج والذي جائه وعن طريق فتاة اجنبية احبها وتزوجها وعن طريقها استطاع ان يرحل من العراق ويستقر في المهجر الى ان واتته المنية ورحل الى عالم الارواح الطاهرة الا ان نجمه ما زال يلمع في سجل المبدعين من نجوم الطرب والغناء الاشوري.
نظرة الوداع الاخيرة
كان يعمل هذا المطرب المتالق في ستوديو لتسجيل الاسطوانات الغنائية مع الموسيقار العراقي المرحوم الفنان عازف العود المحنك جميل بشير ، وكان مقر عمله في شارع الرشيد وبالقرب من سينما الزوراء في المربعة ولربما ان هذا العمل في هذا الاستوديو لتسجيل وطبع الاسطوانات الغنائية ولقربه من الفنان جميل بشير كانا لهما الاثر في مسيرة حياته الغنائية والفنية اضافة الى انه كان خياطا ماهرا للبدلات الرجالية. لقد تاثر بيبا باغاني فريد الاطرش ويجيد الاداء لمعظم اغانيه لامتلاكه صوتا قريب الشبه بالمطرب الراحل فريد الاطرش، كان يؤديها باحاسيس صادقة ومليئة بالام الحرمان من ملذات تحقيق بعض احلامه، انما وبالرغم من ظروفه الصعبة لم يترك الغناء وانما كانت تربطه بهذا العالم الساحر زواجا كاثوليكيا الى حد رمقه الاخير وبعدها ودع عالمه الحياتي والفني في مسيرة تحتضن جثمانه يتقدمها عازف السكسفون وهو يعلن بالته وعزفه الحزين عن توديع مطرب ابدع في فنه وناكرا لذاته من اجل ان يخلق متعة جماهيرية في الحفلات والاعراس، لقد كان تشييعه فيه رهبة وحالة مؤلمة لرحيله عن عالمنا، تلك المسيرة والمصاحبة مع الموسيقة الجنائزية تنقل قشعرية الالم والحزن لدى معجبيه لرحيله بعد ان ودعوه بالقاء النظرة الاخيرة في الكنيسة على جثمانه هي كانت نظرة الوداع الاخيرة الى عالمه الابدي، عالم الارواح الطاهرة متقدمة ذالك التشييع زوجته وابنته حاملة صورته وهما يسيرن ومع جماهيره ومعجبيه، وفي قلوبهم غصة من الحزن والالم لرحيله. لقد ترك هذا الفنان الاصيل بصمة فنية ولمسات فيها من الحداثة والتطوير وغذاءا حسيا لمشاعر محبيه وعشاق صوته وفنه.
سابرجيون تصدح في سماء بغداد
سابرجيون هي الاغنية المفضلة والتي نالت اعجابا لدى معظم محبيه لكونها تملك من الايقاع ما ينعش القلوب ويطرب الانسان، كانت اغنية سابرجيون والمشهورة لدى العشاق والمغرمين بها تملك ايقاعا ذو خصوصية هو ايقاع الفالس (وهي رقصة وموسيقى ذات ايقاع خاص تسمى بالالمانية WALZER وبالانكليزية waltzبدأت من النمسا والمانيا، ومنهما انتشرت في انحاء العالم ولا سيما بعد ان كتب الموسيقار النمساوي يوهان شتراوس الابن مقطوعته الدانوب الازرق عام 1866) هذه الاغنية سابرجيون والذي ينتمي ايقاعها الى الفالس، قلة من المعجبين يجيدون قواعد الرقص على هذا الايقاع، انما كان يطربهم هو اللحن والذي جاء متوافقا مع تجسيد الكلمات، والصوت الحزين الذي كان يؤدي هذه الاغنية باحاسيس صادقة فيها من اروع الاداء من صوت ملك الاغنية الاشورية بيبا. جينما كان يعتلي المسرح ليبدأ بالغناء يسرح في عالم لحن الاغنية، يسترخي بجسده ومن ثم يبدا بلغتين، اولهما لغة الصوت والذي كان يعبر عن صدق المشاعر، وثانيهما لغة الجسد حيث كان جسده يرتعش مع اداء الاغنية اندماجا مع الاداء يسفرعن غلق عينيه وعن ابتسامته المشهورة وقبضته على المايكرفون ليصدح العاشقين بصدى صوته لتنهال عليه الاوراق النقدية ذات العملة الصعبة ولا سيما حفلاته في ديترويت والجمهور يقف في طابور الواحد خلف الاخر لينهل عليه بالاوراق النقدية ودموع الفرح تنهمر من مقلتيهم تكريما وتعاطفا مع هذا الفنان والذي لم يخلع تاج ملوكيته عن الاغنية الاشورية اي مطرب جاء من بعده.
بيخ بزمارن لغة العاشقين
لقد غنى بيبا للوطن ولاشور واثار الحماس باغانيه الوطنية والقومية مشاعر الحب للتربة المقدسة ارض الرافدين، وكذالك غنى للحبيبة وللحبيب، مستعينا بكتاب الاغنية الاشورية منهم العزيز الشاعر الغنائي والاديب كورييل شمعون والاديب السرياني المرحوم عبد الاحد بنيامين-- (وكثير من اخوتنا الشعراء المحترمين من كتاب القصيدة الغنائية والذين لا نعرف شيئا عن اسمائهم، وهذا التقصير يعود للمطربين والذين يتجاهلون ذكرى اسمائهم وهذا اقل مايقدمه المطرب من الحقوق المشروعة للشاعر الغنائي). بيخ بزمارن اغنية كان يسبقها بموال حزين وينهيه بنفس طويل يهيج من خلاله مشاعر واحاسيس المعجبين بصوته.
اشهر المطربين الذين زاملوا مسيرته وعاصروه
بالرغم من شهرته وتالقه في عالم الغناء الا انه كان يتسم بالتواضع والوداعة لا تتناسب مع شهرته في عالم الطرب والغناء، ولهذا كان محبوبا وصديقا للكل ومن مزاملتي له في بغداد كان له مقلب معي اراد من خلاله المزاح معي حينما جاء الى نادي الاخاء ليخبرني بان الداخلية قد بدأت بملاحقة جميع المطربين السريان لاناشيدهم الوطنية لوطن الام بث نهرين ففي وقتها اخذت الخبر على محمل من الجد، وعندما شاهدني وانا ارفع سماعة الهاتف من ادارة النادي لاتصل ببقية زملائنا من المطربين لاحذرهم، عندها انطلقت منه ضحكة قوية عرفت من خلالها انها كانت مزحة ومقلب منه بحقي، هكذا كان هذا الانسان الرائع والذي زاملناه في مسيرته الفنية.
كان رحمه الله لم يبخل بملاحظاته الفنية بحق جميع المطربين من زملائه، منهم داود ايشا، جورج الياس، حياة الياس، سعاد الياس، خاوه، شارليت (ميري اوراها)، المرحوم اوشانا جنو، جورج حنا والذي هو الان في استراليا سدني، المرحوم جورج خامس، فينوس (اكنس يوخنا) اضافة الى المطربين الشعبيين انذاك من امثال المطرب السناطي المرحوم الفنان سعيد السناطي، والفنان المرحوم البرت رويل. لقد كانت اخر اغنيتين له هي من كلمات المرحوم عبد الاحد بنيامن الاولى بعنوان(ريشد شيتا) من الحان الفنان السناطي الملحن خضر السناطي والاخرى ايضا من كلمات عبد الاحد بنيامين بعنوان (ورن ياخليتي شند جونقوتا) وهي من الحان الموسيقار الاستاذ المرحوم وديع كجو وقد سجلتا في وقتها لتلفزيون كركوك في يرنامج (كد شيتا افصخوتا) من اعداد الاستاذ خضر السناطي بمناسبة اعياد الميلاد وراس السنة المجيدة. كان هذا الفنان بيبا المبدع ملم بمهارات عديدة منها: الخط والرسم، ومنها الخياطة الرجالية، اضافة كونه ملحنا ومطربا ومثقفا موسيقيا اكتسب ثقافته من خلال حبه ومعايشته للفنان جميل بشير وبحكم عمله معه، حيث استطاع هذا المطرب المبدع ان يحيي الاغنية الاشورية بعد ان اصابها الروتين والتقليد، واعادها الى مكانتها الفنية وان تصل شهرتها باسلوبه الغنائي الجديد اداءا وطربا الى خارج حدود الوطن، اي من العراق وحتى الى اميركا وبقية دول العالم حيث تواجد العوائل المهاجرة من الجاليات العراقية والعربية. اصبح هذا الفنان حلم جميع العوائل من الجاليات العراقية والعربية ان يقوم باحياء حفلاته بينهم، هذا الفنان الذي ولد وترعرع في محلة كمب الكيلاني في سنة 1945 في بغداد حيث عاش وترعرع بين احضان والده والذي كان يمتهن حرفة صباغة الدور ويملك من الصوت العذب في بعض الاغاني الذي كان يرددها مع نفسه في العمل مما اثر في موهبة ولده ادور واختار طريقه باتجاه الفن الغنائي، كانت هذه العائلة تملك من الاصوات ما يؤهلها وبالاخص المطرب الصاعد في وقتها المرحوم المطرب توني اندراوس والذي كانت له صلة القرابة بعمه ادور يوسف هو شقيق اندراوس والد المطرب توني والذي كان متنبأ له بنجومية في الغناء والطرب عندما كان يحيي حفلاته في نادينا، نادي الاخاء الاهلي في بغداد ومع فرقته الغنائية.
واخيرا مهما ذكرنا من محاسن هذا الفنان بيبا وكتبنا بحقه لا يمكننا ان نفي حقه من وصف ادائه الفني لاغانيه والحانه وصوته الذي كان يشدو به من خلال حنجرة موهوبة وسيطرة تامة على مايكرفون الغناء مما جعله يستحق لقب ملك الاغنية الاشورية. لقد رحل ورحلت معه اجمل الحفلات الغنائية التي كان يحييها في بغداد، ليبدأ مشواره في امريكا وولاياتها ولاسيما في ديترويت و ومن ثم ليحط رحال مسيرة فنية متالقة في مثواه الاخير حيث فارق الحياة الى مثواه الاخير في 27 / 11 / 1995 في امريكا-- رحمة الله على روحه الطاهرة واسكنه الله في ملكوته، امين.