دعيني أقول لك كلاماً قد يكون صادماً لكنه، ولتوضيح بعض الامور، ضرورياً.
ايتها الحلوة، إن الحرية والعدالة والمساواة كلمات كُتب فيها مجلدات وتحدثت عنها الكتب السماوية وطالب بها فلاسفة ومتعلمين والمرسلين والكثير من البشر.
فأرجوك، ببوس إيدك، ان لا تستخدميهم عن جهل او لتبرير معاصٍ تريدين ارتكابها بغير حق وباسم "حقوق المرأة" فقد تبهدلت وتشرشحت هذه الكلمة من شدة التعسف في استخدامها.
ومع اني ام وخالة وعمة من طالب بالحرية والمساواة الاجتماعية ولكن الحرية بصفاتها الجميلة التي فيها يُعطى حق الاختيار في حفظ وكرامة الانسان وابعد الذل عنه، لا تكون في تحدي الرجل وكرهه او حتى في تحدي المجتمع وبعض تقاليده الجميلة غير المؤذية.
والمساواة لا تكون في التساوي في فعل الخطأ، فإن اخطأ زوجك فلا تقابليه بنفس الخطأ وان أهمل بيته فلا تهمليه وان أهمل أولاده فلا تهمليهم واذا أراد ان يسهر خارج البيت فلا تسهري خارج البيت (تحدياً).
ولا تقلبي البيت الى ساحة معركة وعراك في الكلام والسواعد احيانا. وان خان.. فلا تخوني وتقولي ان البادي اظلم.
يعني اتركيه اذا لم تعودي تطيقيه - وقد استخدمت كل أساليب الاقناع معه لردعه عما فيه من ضمنها التحدث معه او مع أهله او حتى مع شيخ مسؤول - ولا تخونيه!.
فقد تقولين هذا خراب بيوت اذا تركته، ولكن في الحقيقة ان هذا خراب واختيارك ان تكوني مساوية له في الخيانة كذلك الامر خراب ولكن على أشنع!.
الفرق ان:
الاول: قد يكون خراباً ولكن تربحي فيه شرفك وكرامتك و.. اولادك.
والثاني:حل لا ربح فيه أبداً بل خسارة فادحة وخصوصاً للأولاد.
فكيف ستردين عليهم بأمر خيانتك؟ وكيف ستبررين؟
ليس هذا الكلام من الخيال وليس حكماً وأقوال.
انه كلام من حقيقة وواقع أراه كل يوم، في العمل، في قضايا البشر التي اتعامل معها كل يوم، في المقاهي، في السهر و.. في 'ارقى' المجتمعات المخملية.
كامل الشناوي قال يوماً وأجاد في شعره الذي غناه اجمل المطربين والمطربات وتغنى بها كل من يحب الشعر والتعبير الإنساني الحقيقي:
"لا تكذبي".
فإذاً، لا تكذبي.
لا تكذبي،
لا تكذبي.
وأرجوك، كفى مناداة بالحرية والمساواة ووو.. بهدلتينا وبهدلتي هذه الشعارات السامية التي لاجلها عانى الكثير واستشهد الكثير!
وشكراً بتعملي معروف.