انه المذيع الذي عقد صداقة روحية مع مايكرفون الاذاعة ولا سيما من خلال عدة برامج منوعات وثقافية وسياسية، اضافة الى نشرات الاخبار اليومية والتي كان يقراها على الجو اي مباشرة على اسماع المستمعين، بصوت يتميز بدفىء نبراته وطراوة حنجرته، صوت يبعث على النشوة عند سماعه وانت تحتسي قهوتك الصباحية، او انت تقود عربتك في طريقك الى مقر عملك، او وظيفتك وانت متوتر نتيجة زخم سير المركبات الخصوصية والعامة في شوارع بغداد، فياتيك صوته الدافىء ليمنحك استرخاءا وراحة نفسية عند سماعه وهو يقرا برنامجا او نشرة الاخبار الصباحية. انه المذيع العراقي جنان فتوحي-- هذا المذيع الذي عمل ليلا ونهارا وبشكل دؤوب لا ينافسه احد من زملائه المذيعيين، لشدة حبه لهذه المهنة الاعلامية، لقد عمل في اذاعتي بغداد وصوت الجماهير منذ مطلع السبعينيات، حيث منح لقب الريادة في مهنته، لتميزه بحلاوة الصوت ودفئه لدى المتلقي وهو يستمع الى احد برامجه الاذاعية خلال الكلمة وعبر الااثير ومع زوايا برامجه الى عالم مليىء بالنشوة والثقافة والفن والسياسة، يقص عليك الحكاية بصوته المعهود، ومراعيا من خلال قراءة حكاياته، احكام الوقف والادغام، اضافة الى اللفظ الصحيح لحروف مفردات كلماته ومخارجها الصحيحة انه يبحث عن الوثائق والتي تدعم مصداقية مضمون برامجه ان كانت في المنوعات او البرامج الثقافية والسياسية، وثائق تشهد على مسيرة العديد من المعنيين في الاعلام وريادتهم ضمن مسيرة ناجحة ومليئة بالخبرة والتجربة الفريدة من نوعها.
ان جنان فتوحي مذيع مخلص ومتفاني لمهنته الاعلامية، همه ان يؤدي وظيفته ومهامها الاعلامية في طبق من الفضة مليئا بالاخبار الفنية والثقافية وحتى الرياضية، فحينما تراه يقرأ احد البرامج من برامجه المعهودة خلف المايكرفون وكانك امام فارسا هماما يجيد التعامل معه هذا الميكرفون الذي ارهب العديد من الشخصيات المعهودة بشجاعتها ومهامها الوظيفية الا هذا المذيع النشط والذي يتجلى نشاطه بالسعي والمثابرة خلف كل معلومة جديدة ينقلها الى المستمعين بكل لهفة شوق ومحبة، كان جنان المذيع يتعامل بعشق المعشوق مع المايكرفون والابتسامة تعلو وجهه، معبرا عن نشوته وهو يتعامل معه بصوته الدافىء لينقل ومن خلاله محبته لجمهوره من المستمعين والمعجبين بصوته زوايا اي برنامج يقراه. انه احد مؤسسي جمعية المذيعين العراقيين وعضوا بارزا في اتحاد الاذاعيين العراقيين والتلفزيونيين في العراق، والذي جائت مبادرة هذا الاتحاد بتكريم هذا الرائد قلادة الابداع لجهوده المتميزة في المسيرة الاعلامية التي شهدت على مثابرته وسعيه واجتهاده من اجل توصيل الكلمة الحرة وعبر اثير الاذاعة للمتلقي الكريم. ان الساحة الاعلامية لا تخلو من الاصوات الشابة والتي مازالت تتخبط في طريقها نحو النجومية، الا ان هذه الاصوات تنقصهم من الخبرة والتجربة والتي يتميز بها مذيعينا الرواد ومنهم المذيع الفارس جنان بهنام فتوحي، هذا المذيع اقتحم جدار المعوقات، بمثابرته وسعيه ومن خلال تحصيله العلمي وثقافته باللغة العربية والتي اهلته باعداد العديد من البرامج التي حصدت الجوائز الاولية وعلى نطاق الاعلام الوطني والعربي، انه مذيع مليىء بالتجربة الاذاعية والخبرة والثقافة في حرفية الاعلام وتفاصيله الادارية والفنية مما جعلته اداريا محنكا لعدة اقسام في اذاعة بغداد، فعمل على ادارة قسم التنسيق، والقسم الثقافي وقسم الاخبار والبرامج السياسية، والمنوعات، فلكونه حريص ولاهتمامه بادق التفاصيل والتي من شانها ان تضيف جمالية على اعماله كانت هي السبب في نجاحاته.
ان ريادته اتسمت بالخبرة والعطاء، لكونه يعتبر مدرسة من المدارس الريادية في العراق، لمزاملة مسيرته مع المذيعين الرواد من امثال الاستاذ محمد علي كريم والمذيع حافظ القباني وطارق حسين وعبد الكريم الجبوري والعديد من الاصوات الذهبية الاذاعية والتي تركت بصمة الابداع والتالق في مسيرتهم الاذاعية، فمن خلال هذا الاحتكاك والمزاملة مع مسيرة المبدعين من اذاعة بغداد وصوت الجماهير اكتسب ثقافته وبزغ نجمه في سماء الاعلام العراقي والعربي، حيث حصل برنامجه الاذاعي نادي الاذاعة والذي يعده ويقدمه منذ عام 1977 على افضل برنامج عربي في عام 1988 والذي حوله بعد عام 2003 الى موقع للتواصل مع الاعلاميين من الاذاعة والتلفزيون. لقد قدم واعد جنان فتوحي عدة برامج اذاعية منها:
نادي الاذاعة استراحة الظهيرة، استراحة الساحة الثالثة، رسائل جامعية، اذاعة المستمعين.
لقد عبر جنان فتوحي عن محبته للمستمعين من خلال احاديثه الممتعة ويتحدث عن اهم ذكرياته في يوم المذيع العراقي في حديث ضم اهم ذكرياته الجميلة مع جمعية المذيعين العراقيين، حينما رات النور ولاول مرة في العراق وفي الوطن العربي، حيث ان هذه الجمعية تتمتع بشخصية معنوية، وذات اهداف مهنية واجتماعية، بعد ان كانت ومنذ تاسيس الاذاعة العراقية احلاما في ذاكرة المذيعين ولاجيال تسعة لعقود من الزمن.
ومن اهم منجزاته لهذه الجمعية انه اعد نظاما قانونيا لها، هذه الجمعية سميت فيما بعد (اتحاد المذيعين العراقيين) وذالك في اواخر العقد السبعيني من القرن الماضي، ولقد حظي هذا الاتحاد بالاعجاب والترحيب من قبل الرواد من المذيعيين العراقيين منهم: الاستاذ المذيع محمد علي كريم، والمذيع حافظ القباني، وموفق السامرائي، وموفق العاني، والاستاذ عبد الكريم الجبوري، وطارق حسين، وفارس البغدادي، وكذلك من الزميلات المذيعات: هالة عبد القادر، وكلادس يوسف، وامل المدرس، وسعاد عزت، ومن اسماء نجوم اخرين في سماء الاعلام العراقي.
ان هذا الموسوعي الاعلامي والذي يعود الى ذاكرته، ليشهد ومن خلال حديثه عن نشاط قام بها الشباب من المذيعين النشطين ومنهم المذيع العزيز غظنفر عبد المجيد عن تشكيل اتحاد المذيعين الشباب. لم يتوقف نشاط هذا المذيع المبدع والمتجدد في اسلوب تقديم برامجه على تشكيل هذه الجمعية (اتحاد الاذاعيين العراقيين) وانما بمبادرة منه وبدعم من روادنا الاعزاء من المذيعيين العراقيين، تم تقديم لائحة قانون نظام لهذه الجمعية الى مديرية الجمعيات في وزارة الداخلية لتكون جمعية ذات سيادة وصلاحيات ادارية تستطيع ان تاخذ مكانتها بين بقية الجمعيات العراقية، ومتمتعة باصول قانونية اسوة ببقية الجمعيات، وقد تم دعم هذا المشروع الاعلامي كل من المذيع الرائد الاستاذ محمد علي كريم والاستاذ سعاد الهرمزي والرائد رشدي عبد الصاحب، والمذيع الرائع والتالق المرحوم حافظ القباني، والاستاذ المذيع غازي فيصل والاستاذ الرائد حسين حافظ، وموفق السامرائي، وسعاد احمد عزت، وخيري محمد صالح، وسهام محمود.
يبقى المذيع جنان فتوحي الصرح الشامخ والاعلامي الكبير ورائد يتميز بالخبرة والثقافة العالية، وموسوعة وثائقية عبر مسيرة الاعلام العراقي، لقد حصل هذا الرائد بمكانة ترحيبية في الاذاعات العربية ومنها اذاعة صوت العرب حينما كان موفدا لدورة الصحافة الاذاعية وفن قراءة الاخبار، حيث حصل على المرتبة الاولى في المعهد كاول مذيع عراقي ضمن هذه الدورة المختصة في الاعلام.
وعن برنامج نادي الاذاعة يذكر جنان فتوحي عن كيفية اعداده وتقديمه له، حينما كان في بادىء الامر عن فكرة راودته مع نفسه ومتسائلا عن احتياجات البرمج الناجح، البرنامج الميداني والذي يسع جميع المتلقين من مستمعي الاذاعة، برنامج يتميز بخصوصية الابتكار والابداع والتجديد، ومتميزا عن بقية البرامج المتزامنة معه، ولهذا ولمدة اكثر من شهر من الجهد والتفكير في كيفية صياغة واعداد فقراته حصلت قناعته على مضمون زوايا هذا البرنامج، بحيث حدد الفترة الزمنية لكل زاوية بحيث لا تسمح باحلال الملل في بثها عند المتلقي، ولهذا قام بتحديد الزوايا اليومية والاسبوعية والشهرية بعشرة زوايا منتشرة على طول بث البرنامج، اضافة الى ابتكاره اسلوبا اخر في الاعداد بفقرات شهرية وميدانية فيها من اللقاءات الخارجية مع المسؤولين والمواطنين يتكلمون عن معاناتهم ومشاكلهم اليومية مع دوائر الدولة للتعاون من اجل حلها، وبالرغم من انشغاله في اعداد وتقديم هذا البرنامج، الا انه لم يمنعه من تقديم النشرات الاخبارية اليومية والبرامج السياسية، لقد وثق هذا المعد سجلات توثيقية يتضمن اسماء الاصدقاء من المستمعين، حيث انه كان يجري حوارا واسئلة دورية معهم، ويفاجئهم بزيارته الاذاعية وعبر الاذاعة مما كان يجدد ويوطد العلاقة معهم ومن خلال هذه المحاورات الهاتفية، متسائلا عن احوالهم وعن اخبارهم وعن اهم الحوادث اليومية والتي قد تحدث في حياتهم اليومية، وعبر ارقام هواتفهم المسجلة لديه، اضافة الى هذا ان برنامج نادي الاذاعة كان يتضمن نقاشات ومحاورات لحل مشاكل المواطنين الحياتية والاجتماعية والثقافية، والتوسط لدى المسؤولين الكبار من اجل التعاون على حلها. ولهذا كان هذا البرنامج قوي الصلة بالمستمعين، ودلالة على تاكيد هذا الاعجاب، عدد الرسائل التي كانت ترد الى البرنامج والتي بلغت وعن طريق احصائية البريد المركزي مايقارب المليون والنصف، وواحد وخمسين رسالة، ويعود سبب نجاح هذا البرنامج جماهيريا، لاعتماده على المصداقية في تعامله مع المستمعين، والابتعاد عن الفبركة والغش والتحايل على المتلقي الكريم. لقد حصد برنامجه نادي الاذاعة على جوائز عالمية وعربية، حيث حصد المرتبة الرابعة من اذاعة صوت اميركا، والثاني من اذاعة مونت كارلو.
كان هذا المذيع جنان فتوحي رحالا يحط رحاله في جميع المحافظات، ليلتقي مع جمهوره ويستطلع ارائهم، اضافة الى استضافة بعض المفكرين واساتذة الفن والادب، وكبار المسؤولين والمعنيين في الشؤون الادارية للتعاون لحل مشاكلهم، ولهذا امتاز هذا البرنامج باهمية لدى المستمعين والذين اعجبوا بزوايا فقراته، مما جعله مستمرا ولمدة 28 سنة وعلى التوالي. كان صوت هذا المذيع، يصدح بحنجرته بين اثير دجلة والفرات، وعبر سماء الوطن العربي، ليصل بالمعلومة الثقافية والفنية في العراق الى جميع مستمعي اذاعة بغداد وصوت الجماهير وعن طريق برامجه المتميزة بزوايا فقراته المنوعة، وبهذا عبرت الزميلة الاعلامية والقديرة والرائدة السيدة امل المدرس بحديث خصت به المذيع الرائد جنان فتوحي قائلة: (كل الكلمات تكون صغيرة جدا، وانا ارسل تحياتي وامنياتي بالموفقية والسعادة لكل العاملين في هذا المجال، اي لكل الاعلاميين، لكل من استطاع ان يترك
اثر بصمة في ذهن المستمع العراقي، وانا
من خلال موقعي، اقدم شكري وتقديري للاخ العزيز جنان بهنام فتوحي، وكما اشكر جميع العاملين معه والمتميزين بهذا
النشاط والذي ادى بتعاونهم مع الاستاذ ابو نبيل، ديمومة نادي الاذاعة، متمنية الموفقية دائما، مع تحياتي العطرة-- امل المدرس). ان المذيع جنان فتوحي عشق اذاعة بغداد واحبها حبا لا يوصف، فقد عاش سنين مع ذكرياتها ومسيرة هذه الاذاعة، ان كانت في الحرب ام في السلم، وقدم جهدا مخلصا وبتفاني وبما يتوجب عليه تقديمه كل جندي اعلامي يحمل بين انامله سلاحه، ليخط بحروف من ذهب ما تتطلبته المرحلة العصيبة من الاسناد المعنوي للوطن، ومن خلال بوابة ونوافذ اذاعة بغداد. ان هذا الجندي الاعلامي قدم وبشكل مخلصا ما يتوجب عليه تقديمه لعروسته الجميلة اذاعة بغداد باحرف جميلة صاغ منها جملا معبرة عن احاسيسه ووجدانه عبر اثير سمائها، هذا المذيع المثقف والذي تسلح بثقافة عالية ومن خلال دورات اعلامية وطنية وعربية اكسبته حصانة واهلته ان يكون في مقدمة نجوم الاعلام، وسائرا مع ركب مسيرة الرواد من المذيعين الذين سبقوا جيله من امثال محمد علي كريم، وسعاد الهرمزي، وحافظ القباني، واكسبته خبرة في الاعداد والتقديم ومن خلال مزاملته مع المذيع سعاد الهرمزي وعبد الحميد الدروبي وطارق حسين ومحمد علي كريم.
كان يكيف صوته وبموجب نوعية مضمون البرنامج، فتارة كان يقرا البرامج السياسية ونشرات الاخبار وبمختلف الاوقات، وتارة يقدم المنوعات، والبرامج الثقافية.
لقد اتصف هذا المذيع الاعلامي والقدير جنان بهنام فتوحي بالاخلاق الجيدة، وبتواضع يجعلك ان تخجل من خلال معاملته الانسانية مع كل من سلم عليه، او اراده في سؤال ما كان حريصا في تنفيذ برامجه، ومن شدة حرصه لا يقرأ مادة، ولا يسمح بقراءة اية مادة من قبل اي مقدمة برنامج، مالم يتم الاستعانة والاسترشاد بالمشرف اللغوي الاستاذ المرحوم حسن القريشي (ابو العلا). كان يبحث في اشرطة مكتبة الاذاعة، عن الاغاني، والفواصل الموسيقية والتي يراها متلائمة مع زوايا برامجه، كنت في مرات عديدة وانا في طريقي الى القسم، اسمع صوته صادر من خلال احد الاستوديوهات، لكونه كان يشغل اي ستوديو يراه غير مشغولا من قبل اي مخرج اذاعي، فيدخل ويسجل ماعنده، ومن دون مضايقة الاخوة المخرجين، ومن ثم يخرج تاركا الاستوديو بعد تنفيذه لتسجيل البرنامج (ولا سيما في الفترة الصباحية حينما كان يحضر لقراءة النشرة الصباحية، كان حضوره في تلك الفترة صباحا، ولهذا يعمد على استغلال فراغ الاستوديوهات من المخرجين ليشغله بتسجيل خام برنامجه، بعد ان يضع شريط الامبكس، وهو في الوقت نفسه له علما بمدى درجة صوته في التسجيل، ليضعه جاهزا لعملية التسجيل، ومن ثم يدخل الى الاستوديو، وبالمناسبة، هو يدخل الاستوديو وجهاز التسجيل جاهزا، ولهذا كان الجهاز يسجل وقع اقدامه وهو يدخل الى داخل ستوديو ومع صوت اوراق المادة قبل قرائتها ومن ثم يبدأ بتسجيل برنامجه).
طبعا هذه العملية كانت من مسؤولية مهندس الصوت ومساعد المخرج، الا ان مبادرته هذه غايته التخفيف عن كاهل مهندس الصوت و مخرج البرنامج.
كانت برامجه لا تخلو من التساجيل الخارجية، سيما البرامج الشهرية، فكان ينقل هذه التساجيل للقاءات الخارجية من شريط الكاسيت وعلى الشريط الخاص ببرامجه، ليكون جاهزا لربطه مع البرنامج اثناء مرحلة المونتاج.
هكذا كان المذيع جنان بهنام فتوحي، هو المعد، ومقدم البرنامج، والمخرج ان تطلب منه الامر، انه ذواق في في انتقاء الفواصل الموسيقية، واغاني المنوعات من المطربات والمطربين العراقيين والعرب، كان يتغزل مع الاذاعة، ويذكر محاسنها في صناعة النجوم الاعلامية من مذيعيها وكوادرها الفنية، والذين خدموا مسيرتها وابدعوا في توصيل الكلمة الحرة الى مستمعيها، ويشهد لها بحلو الكلام، بانها كانت تاجا مرصع باجمل الاصوات ومن كلا الجنسين، فهذا الرائد الاعلامي والذي لايمل قلمه ولا صوته الجميل في وصف اذاعة بغداد في احدى لقاءاته قائلا: (اذاعة بغداد حبيبتي، خطيت لحياتك حياتا تاريخيا، اجيالا، جيل بعد اخر وما تعبت، ولا اناخ الزمان بك ابدا، ومضيت عروسا لثمانين عاما، بل حبيبة، كم نجما صنعت يااذاعتي، وكم وغفت مذيعا المعيا واجتهدتي ونعم ما اجتهدتي، لغة محببة، بعدة لغات ولهجات، اجملها العربية، رصعت تاجك بدرر من الثقافة والفن، والتراث والعلم، وكل القيم الانسانية، فما كللت ولا ترهلت، وبقيت هيفاء القد، وردية الخد، اصيلة العهد والهوية، كانت لياليك جميلة، وساحرة، وسهر لياليك جميلة، وساحرة، وسهر لياليك اروع واجمل، وليالي رمضان، الله ما اروع الختام في رمضان والاذان يسمو بالنفس نقاءا، برفيف من النسمات الروحية واعذب الالحان، ما اجمل صباحاتك وبلبل الاذاعة الغريد يشدو في الافتتاح جذلانا، يهوم فوق دجلة وضفافه، ضفاف الخير وعلى بغداد، والصالحية، اذاعتي بغداد، يا اذاعتي، وما ذنبي ان انا عشقتك في زمن جميل ياحبيبتي، فصار عشقك نسقا لحياتي وليس ذنبي، وانما قدري، انني عشقتك، فالعشق يبقى ولا يمضي، انا امضي وكلنا نمضي وتبقين يااذاعتي، يااذاعة الحب عروسة وصبية، ويبقى عشقك لا محالة خالدا في سفر الابدية. ويختتم المذيع جنان فتوحي في نهاية حديثه هذا الجميل باجمل التهاني والتبريكات لجميع العاملين والكوادر الفنية والادارية والذين عاصروه، داعيا بدعاء ساخن وهو يقول: (يارب، احفظ اذاعتي، اذاعة بغداد، اذاعة كل المحبين من المستمعين لها-- يارب). واخيرا-- تبقى قلادة الابداع مزهية وزاهية حول عنق هذا المذيع مسترخية بجمال تصميمها على صدره، هذا المذيع الرائد جنان بهنام فتوحي، تذكر الاجيال اللاحقة، بوفاء الرواد من مذيعي اذاعة بغداد ومنهم هذا الاصيل والذي لم ولا ينسى اذاعته، انه المذيع جنان بهنام فتوحي – له كل الحب والمودة.