"1"
وماذا يعمل
هل لا يزال يصدُّ عن ذاتِه
هل لا يزال
في هذا الليل ذاته
هو أخضر
مرّة
ومرّة أصفر ومرّة أحمر
ومرّة منطفئ؟.
**
المكان
يمكن أن يكون
في مكان
آخَر.
**
مَنْ يُخاصِمُ الموسيقى
لن يفقَه عواءَ الذئب.
**
سمعتُ لكن لم أصغِ
استيقظتُ لكنْ لم آمل.
**
لا لن تعلم
إذا لم تعملْ
ذاتُه التَقى ذاتَه
قالَ إنّه مُصاب بطلقة
مِن كاتم للصوت
وقالَ: القضاء السياسي
ذاته
الجريمة الموصوفة.
**
أظنُّ ولا أظنُّ
والهيبةُ هي احترامُ الذات
أتأمّلُ بساعةِ الحائط
تنزفُ الوقتَ قطرةً قطرة
أعبرُ مستعجِلاً إلى الرصيف المقابل
في يدي مظلّة هي أصلاً لعبة أطفال
الفوز يكون بالنقاط أيضاً.
**
باعتزازِ نسِر
بلطافةِ شقائقِ النعمان
وبطيبةِ فيلسوف وقعَ بشرِّ طيبتِه.
"2"
لا أُغامر
بل أَقطع.
**
نتذكرُ إبن رشد
نتذكّر المعرّي وعبدالله بن المقفّع
نتذكّر برتراند راسل يتحدّث حزيناً
عن النَفَس الشيطاني
نتذكّر جوردانو برونو محروقاً
نتذكّر كارل ماركس صاحب كتاب رأسِ المال
لم يملك ثمنَ زيارة طبيب
نتذكّر غاليلو الذي رأى أبعد ممّا رأوا
وكيف أثارَ حفيظةَ رجال دين
حبسوه
وهو مِنْ محبسِه
ظلَّ يسترقّ النظرَ عبْر نافذة
إلى الشمس
الأنبياءُ أيضاً صنعوا تواريخ
الذين اشتغلوا بتأليفِ "ألف ليلة وليلة"
لينين الذي قبْل بضعة سنوات من وفاته متأثّراً بجراحه
وصلَ إلى الكرملين
وداروين صاحبُ شجرةِ الصداقة.
**
كان يقتعدُ كرسيّاً
يبيعُ سكاكر وسجائر ولوازمَ مدرسيّة
ينظرُ إلى المارّة، إلى السيّاراتِ العابرة
كان يُشاهد عرضاً مسرحيّاً
(الحكمة هي معرفةُ ردَّة الفعل)
ذاتُه يتسكّع في شارعٍ تتناهى إليه
مع ضجيجِ السيّارات وأصوات الباعة والمشاجرات
أصواتُ موسيقى
هو ذاته عندَ قمامة
هو ذاتُه عندَ جسر مكسّر
وعندما مجدَّداً تخترقُ جدارَ الصوت
طائرات حربيّة.
**
المومياءاتُ بين ظهرانيك
ما هذه الخِرَقُ؟
ما هذه الحساسيّات المُفرِطة؟
وهمساتٌ في الوسط صداها يتردّد.
**
حبالُ الغسيل وعلبُ السردين
المساءاتُ الحزينة، عدمُ خداع الذات
صرّافو العملة، المقاهي الذكوريّة
المظاهراتُ الطلاّبيّة
(والطلاّب مؤشِّر)
الخروجُ من السينما والدنيا ليل
العمّالُ "اللاشرعيّون" يبيعون قوّةَ عملهم
بأبخس ثمن.
**
صيّادو السمك الصغار
وقعوا في شباكِ شركاتِ صيدِ السمك عابرةِ المحيطات
وتجارةُ سرقة الأعضاء.
**
أجهزةُ استشعار، إشاراتُ مرور
سياقٌ يدور مع منشر الغسيل الدوّار
صناعةُ الشحاذة
كلُّ القطاعات من أجل منظر آخر
والراوي بعدُ لا يصغي أحد إليه.
**
رأسُه ليس هو رأسُه
يداه هما يدا أحدٍ غيره
قدماه قدما أحدٍ آخَر
وسنواتٌ
تعملُ يدويّاً.
"3"
يصرخ كأنّه يطلبُ النجدة
من دون أن يكون حقّاً يطلبُ النجدة
وربّما لا تتألّمُ النّبتة
ولكنّ للنبتة ردّة فعل.
**
الجراد الذي يخشاه الإنسان
يرتعدُ فرَقاً أمام شتلة التبغ
دودة تلتهم شتلةَ التبغ
أرنب يقضم ورقة خسّ.
**
ورنّ الهاتفُ: "ألو"
قالت النبتة من الطرف الآخر:
"أنا صديقتُك يقتلني العطش"!
ثمّ اتّصلتْ وقالت:
"قلبي يحترق لجرعة ماء"!
ثمّ اتّصلتْ وقالت:
"أنا صديقتُك أعيش معك
أين أنت أيّها الأخرق؟
قالت:
إنّي أموت عطشاً".
**
النبتةَ التي تصغي تنطق بلغةٍ فصيحة
لا صلحَ مع السمّ
نحن بحاجةٍ إلى كَمٍّ هائل من الشجاعة
لكي نعبث مع الدبابير.
**
احتمالات بعددِ النمل
أفعالٌ وردّات أفعال
معادلة لا يفلت من شِباكها أحد
الحالُ هو من كل هذا التسلّط
السمّ لا يموتُ إلاّ بالسمّ.
**
يُقدِّسون الماضي
صحيحٌ إنّ طبيعةَ الإنسان خيِّرة
لكن:
"لقد أسمعت لو ناديت حيّاً
لكن لا حياة لمن تنادي"
أو: "أرى حُمُراً تأكل وترعى
وأسوداً جياعاً تظمأ الدهرَ.."
طبيعةُ الإنسان خيِّرة
لكنّ المجتمع هو المخرّب
أمّا لجهةِ الإتّساع
فالدليل إنّ الولادةَ مستمرّة
أو قلْ: الكون ريشة
لم تُنجَز بعد
وهناك من تحيط به شبهةُ النخاسة
وهناك الذين لا يعتقدون إنّ المهمّة الأصعب
هي مهمّة الخلق
وهناك الذين لا يخجلون من التسبيح حمداً
إنّه أحلّ بالقهر شعباً محلّ شعب آخر
وهناك الذين ينظرون ولا يزالون إلى الغراب
فإذا كان يُفلّي جسمَه أو تهوي منه ريشة
سرعان ما تشحب وجوههم
وكان الذين يُسيؤون الجوار
ويطلون القَذَر بالقضاء والقَدَر
وكان الذين لا يؤمنون
إنّ التحرّر الإجتماعي والوطني
انفصالهما هو من أسباب هذا التقهقر
وإنّ الأرضَ كوكب من ثمانية
يدورون جميعاً حول الشمس
التي مثلها بلايين في مجرّتنا "درب اللبّان"
التي هي أيضاً واحدة من بلايين وبلايين المجرّات
في كون هو في ولادةٍ مستمرّة
أو ببساطة "ورشة" لم تُنجَز بعد
الروحُ هي كلُّ عضوٍ يؤدّي عمله المختصّ به
وهناك الذين يتثقّفون كي يبيعوا أسماءهم وخبراتهم
و"يودّ أن يمسي سقيماً
لعلّه إذا سمعتْ عنه بشكوى تراسله
ويرتاح للمعروف في طلبِ العلا
لتُحمَد يوماً عند ليلى شمائله"
وقالت: "يا ابن الزانية"
وهي تبكي.
"4"
انظرْ إلى حالك
يصِفون لعلاجك
من يأكل ويشرب من لحمك ودمّك.
**
والأرضُ تدور حول ذاتها مرّةً كلّ 24 ساعة تقريباً
وتدورُ مرّة واحدة حول الشمس كلّ 12 شهراً تقريباً
وعن الدورة الأولى ينتجُ الليلُ والنهار
وإذا عُرِف السبب بطُل العجب
وعن الثانية تتعاقبُ الفصول
وهناك معارك شكليّة تُخاض بجديّة
وهناك معارك جوهريّة تُخاض كأنّها نوافل
وهناك رماد كثير.
**
إذا أُخِذت المقاييس
لن يبقى غير تصميم الحركات.
**
حجابُ الطائفيّة ورأسُ المال.
**
تقولُ حكاية
من الألفِ الميلادي الأوّل
إنّ امبراطوراً صينيّاً اتّسعَ ملكُه
فطلبَ إكسيرَ الحياة
وفيما العلماء يتتبّعون له في المختبرات
سمعوا دويَّ انفجارٍ رهيب.
**
"المستقبل دائماً
هو المواطن رقم واحد".
**
"المعيار هو عددُ مواليدِ السنة
أم ديناميّةُ التكنولوجيا والإنتاجيّة العالية"؟.
**
دودة _ فانوس تحكُّه نملة
ينهمرُ العسل
وفيما النملة هي السيّد
تكون الدودةُ قد استأجرت النملة
وجعلتْها تصدّ عنها غوائلَ الأعداء
الدودة سيّدة أيضاً
أم معاً أدركتا سبيلَهما الأمثل؟.
**
"أيديولوجيا لعرضِ الممتلكاتِ العامّة في سوقِ النخاسة
أمّا المبرّرات العمليّة والذرائعيّة فإنّها تبقى قيد الكتمان".
**
"وشهدتْ شواهدُ حاله على صدقِ مقاله
ثمّ حدّثَنا صابر بن حيران فقال:
وصلتُ إلى البحرين قادماً من الرافدين
وأخيراً فرشَ الشيخُ بساطه ومدّ سمّاطه".
**
وأنفسٌ عزيزة فوق سخفِ أصحابِ الطيالس
تبرأُ من مخزياتِ أقوالٍ وأفعال
وقالَ شاعر: ظننتُ بهم خيراً
فلمّا بلوتُهم نزلتُ بوادٍ منهم غير ذي زرع".
"5"
والوقتُ في ناحية هو شبكةُ أمان
وفي ناحية هو قيد.
**
وواحدٌ حمّال يتعارك مع حمّال آخر
وواحد يمشي قطرةً قطرة
وواحدٌ لا يدري ما الذي حصل ويحصل
"وأفادَ سقراط في شهادته أمام تلامذته
إنّه إذا غضبتِ الآلهةُ من فئةٍ
فهي لا تثور وتعاقبها على الفور
ولكن تتركها لتعاقب ذاتَها بذاتها"
واحدٌ مُحاصَر يُطلِق في الظلام آخر الطلقات
ويكتشف إنّ ذخيرته نفدتْ
ويرمي سلاحَه ويرفع صوتَه أنّه استسلم
ويتقدّم ليكتشفَ إنّ رصاصته الأخيرة
أردت آخِر الذين هاجموه
واحدٌ يعرف إنّ القيمة ليست بالحدث
إنّما هي بالعبرة المستحقّة
"والتاريخ، وإلى الآن، هو الإقتدار".
**
والحبُّ ملاذٌ آمن
القوى الأمنيّة ملاذٌ أقلّ أمناً
استنباتُ إذاعاتٍ ومجلاّتٍ وفضائيّاتٍ
من باب إنّ أوّل الحروب كلام
الفهم والفهم
ومن يسعى بغضِّ النظرِ عن الوسيلة
ومن يفرك يديه ليحرِّك الدم فيهما
والوفرةُ لا الكثرة
وسجونٌ طارَ الله منها.
****