(زهرةُ الطريق)
إمتحانٌ ينكسر
على صخرةِ امتحانٍ أكبر
إذا أنتَ حيّ
سترفض أن تعيشَ في الموت
وإذا أنتَ ميْت
لِمَن زهرةُ الطريق؟.
***
(نسِر)
أنطقْ أيُّها العظيم الملقى مِنْ سمائك
أنطقْ.. مطعونٌ في قلبِ قلبِك؟
المسافةُ.. وكلُّ مسافة جفّتْ
وليس بعدُ إلاّ خردة ظلّك؟
أنطقْ.. هل أُصِبْتَ
يا صديقي الملقى مِنْ سمائك
على ظلِّك في الملحِ الواسع؟
قلْ غير انطفاء جناحيك
غيرَ هذا الذهول في صفاءِ سماءِ عينيك.
**
(أكثر الشمس)
ـ إلى جليل بيضون ـ
تلكَ العين الباحثة عنِ الحبّ
تلك العين التي لا ترى مَن أو ما هو أعلى
مِن عتبةِ البيت ـ الوطن
يا جليل في شقائقِ النعمان
في أكثرِ الشمسِ الرقيقة.
**
(نافورة السمّ)
كلّه صدى هذا المكان ولا أحد
صدى بهذا الإتّجاه وصدى بذاك الإتّجاه
وصدى فوق وصدى تحت وصدى في الوسط
والصدى يكون مِن بعيد ولا أحد
هذا هواء مسموم
في أي طابق نافورة السمّ؟
الظلامُ ليس قليلاً
الظلامُ مترامي الأطراف
مِنّي أنا البعيد إليّ
ومثلي أنا الآن
أصداء، أصداء، أصداء ولا أحد.
***
(غرابُ المساء)
ما أكتبه ليس أنا
واحد آخر هو آخر يخرج منّي
للتأمّل وقتاً بصخرة تسأله واثقةً به عن عمرِها
من يجروء على الشكّ أنّ أعلى الكلام الخافت
أنا وهذه النار مرّة أوّلاً سأنطفئ
وأنا وهذه الصخور مرّة سأكون أؤدّي مشهدي الأخير
السماءُ ستذرف عيوناً
يموتُ الإنسان.. يُصابُ الرأس بالكسل
دخان، دخان، دخان يتصاعد من رأس
أنا وهذا الرأس
أنا وهذه الشقوق السحيقة
وغرابُ المساء يقف
عند أعلى برج الهاوية.. في مدينة.
***
(نملةُ الطريق)
ـ مِنْ صادق النيهوم وإليه ـ
"أنظرْ هنا في صدري.. إنّ هذا الكون العملاق
يتحرّك بداخلي بأسره مثل نملة
أنظرْ هنا في صدري، افتحْ عينك وانظرْ هنا
الكون العملاق بأسرِه يتحرّك بداخلي مثل نملة
دعني أبحث عن كياني.. فأنا أقرب إلى الخجل
في قبضةِ هذا الكون العملاق
يبدو الطريق أكثر طولاً.. عندما يضطرّ المرء
أن يقطعه بمفرده".
***
(أوراق)
ظلّي يركض على الحيطان
ولا ظلّي هذا المرمي في الطريق.
**
أيّها السرّ صدفتُك قليلةُ الأدب
أيّها العمر إذا هويتَ في أوديةِ الرأسِ السحيقة.
**
كان الحصاد ريحاً تعبث بالكلام الميّت
وربّما نظرة إلى شجرة الميلاد أمامَ بيت
وربّما نظرة إلى ظلّي في الطريق.
**
نظرات عابرة يلفّها الصقيع
الوقتُ يقضي وقتاً في عمله
لا جديد.
***
(في الرمل)
غريبان على حذر في الرمل
واحد ليس عنده مطر وآخر بلا أثر.
***
(شوقي)
قال: يا أبنائي.. أين شوقي؟
قالوا: يا أبانا.. قد أكله الذئب.