1 (هناك)
هناك،
عند صحراء
ـ لا حاجة لأن تعيقنا جرذان ـ
قليلُ الحيلة يلعب على حياته بالنرد.
***
2 (انزياحُ الرماد)
هذه المأساة أوّلُ الحكاية.
لا أحد في أحد، لا أحد خارج أحد.
رمل، رمل، رمل.
الأصوات!
حربٌ بالذخيرة الحيّة.
العيون!
نيازك، شهب.
الوجوه حجران
وكرّاز لجنونِ العنز،
وصوت عواء ذئب وحيد،
في هذا المصحّ الجوّال،
في هذا التنفّس من ثقب إبرة،
في هذا العبث الذي لا ينتهي.
الآن قبلَ التشظّي،
قبلَ أن تمزّقَ صقورٌ في قلبِ سربِ حمام،
في تلك الليلة التي لم تعرف كيف تخرج،
النسيان! هو الأرحم، العزلة موت آخر.
وعندما الضوء يتلاشى في العتمة،
رمادُ كذبة، خرافة بالعين المجرّدة،
عينُ الله أو الثقبُ الأسود،
الآن! هذا الرماد.
***
3 (دائماً)
الصراع الطبقي وحدةُ العالم.
أينما كان من القطب إلى القطب،
ولا زهرة أو وردة من دون حبّ،
ولا يد نبيلة من دون سماء عالية.
**
وجه العالم!
المهاجرون "اللاشرعيّون"
الذين يغالبون أشداق البحر،
ويرقصون مع أسماك القرش.
**
والمُحتفى به
عموماً هو من جنس المحتفي.
**
ومثلاً العالي يتجاوزه الأعلى،
الأقرب الذي يتجاوزه الأقرب.
**
فقط الذي يُدرِك ما هم يدركون جيّداً،
عندما عبيد الأجرة، عندما عبيد الوظيفة الصغار،
عندما الجوعى والعطشى، عندما النسور
المحوّمة في سماء الرمل ـ الزجاج،
عندما لا جدوى بعدُ من التفاصيل،
عندما في الإعصار يضيع الكلّ في الكلّ،
عندما قرون الشيطان ورقة نقديّة طبعُها مجرم.
**
الضوء أقلّ
ولا تلك الشمس ـ الثقب الأسود.
**
وإذا طغى النصّ على الواقع،
وإذا الواقع بحدود مملكة نصّ.
**
"التأويل تطويع للمبدأ،
وهكذا يظهر المبدأ بلا اعوجاج".
**
والوقوف على قدمين بيارق أرواح تغنّي في الريح للشمس،
شِباك للضباب واصطياد الندى، نارُ الدمّ بقلب صقيع الليل،
الذين ينزلون على الحقول مطراً شفيفاً
ويصعدون بالحبّ تفّاحاً وعنباً.
**
الآخر أنا آخر،
ولا يعني أنّي أسكت.
***
4 (في الرمل)
أ ـ سترى عندما تبلغ بعقلك الصاحي،
وستضحك أو ستبكي، وهذا الفراغُ كثير.
ب ـ هناك من يستغرق كأنْ مِن مسافةِ سنة ضوئيّة،
الأرواحُ المذعورة تتدافع عندما يكون هو، وعندما يكون هم.
ج ـ وجوه نضِرة ووجوه مُتعبَة،
شجرة كثيرة وأوراق تسقط،
إغفاءة في مجلس عزاء،
وأنياب وسموم مضادّة لأنياب وسموم.
د ـ تُغلق الأبواب،
يمشي الطريق وحده.
تصعد عينان قديمتان
نحو المساء الشاحب.
(جرمانيا يعنى الرماح، ويعنى المحارب بالرمح).
والغابةُ رماح، والشساعةُ رمل.
هـ ـ الآخرُ الشرس
يخلّف عندَ مروره
يوماً بائساً آخر.
***
5 (رأسُ الطريق)
أين ذهب عندما رجع
وإلى أين رجع عندما ذهب؟.
الآن ذاته ماض، حاضر ومستقبل،
الآن ذاته قطرةٌ إلى عين الماء.
أيّتها الدمعة الطريّة كيف تتحجّرين في العين.
مراكب قديمة تائهة في الضباب.
لكلٍّ طريق، ولكلِّ طريقٍ رأس.
الحفرة رؤوس مقطوعة وصمت.
***
6 (دمعة)
دمعة كبيرة ماتت
تعترض مجرى الدمع.