ندما قرات الخبر اليوم اعتصر قلبي بالحزن لقد مات ابن البصرة الاصيل وفنانها المبدع ”كنت ازوره في الاستوديو في شارع الوطن ايام العشار الجميلة“ كان بهي وجذاب في ذوقه عندما تطلب ان يصورك ينظر بعيونه يتفحص الوان ملابسك ويطلب منك ان تلبس ملابس داكنه.. ليضيف ابداعه على هيئتك جمال لم تتوقعه.
كنا بعمر الورود ايام العصاري المكتظة بالبصريين وخصوصا في اعياد النوروز نعرج عليه لأنه يعرفنا ويعرف اهلنا لأنه يتحاشى بعض الطائشين والمراهقين.
نطلب منه ان يصورنا صورة جماعية يرفض، يقول لنا تعرفون ان الصورة تبقى عندي اكثر في حين باقي المصورين يستعمل ويضع اعلان الصور السريعة ولا يذكر اسماء المصورين.
كان يمتلك خلق راقي وتدفعه محبته لكل من يصور عنده ان يعيد الصورة عدة مرات حتى يرضى هو حتى لو اقتنع الزبون!
اتذكر صورني وبقيت عنده اكثر من اسبوعين وعندما استلمتها اصابتني النرجسية، بقيت طوال الليل امعن النظر اليها، وما بقي احد من اهلي واقاربي وجيراني حتى عرضتها عليه وانا فخور جدا.
عندما رجعت للعراق في ٢٠١٢ شدني الحنين اليه، ذهبت اليه وجدت ستوديو لوكس مهملة وهو غير موجود، وعمال شباب في مطعم لا يعرفون شيء عنه.!
والجدير بالذكر انه لا يغادر البصرة في احلك الظروف القاسية والحروب والقصف الشديد.
انه بصري بامتياز يحب مدينته واهلها يحبونه انا على يقين تام انه ينتظر ليلة الكريسمس بشغف واصوات البواخر والمراكب وهي تطلق اصواتها لتعلن عن قدوم عام جديد، يبشر كل انسان بالتسامح والمحبة.
المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة.
اتذكره عندما يبتسم وهو يشاهد دفوف وطبول الخشابة البصرية يتقدمهم تومان الاسطورة البصرية وهو يعزف بأنفه.
يحمامة اشلون طرتي
وعن عشج وين رحتي!
تخونني الكلمات واعجز عن وصف حزني لفقدان هذا القلب الذي غادرنا ونحن نقترب من اعياد الميلاد المجيد.
فقدنا فنان مرهف اهتم بفنه ومعرفته الصورية وساهم بذوقه ان يجمل الوجوه بكل تقنية.
كان طيبه وصدقه يفوق التصور.. ويعز علي ان اقول وداعا هاكوب..
يحمامة اشلون طرتي
وعن عشج وين رحتي!