منذ كنت صغيرا كانت تبهرني الرسوم التي اشاهدها والصور في المجلات التي كان يجلبها والدي الفنان الرائد فاضل الموسوي الذي يستهويه التصوير ونحن نعرف القرابة بين الرسم والتصوير فعمل الوالد ”بوكس“ ووضع به عدسات وبدا يطبع ويحمض الصور التي يصورها لكن نجاح عمله في مجال التصوير مجرد تجربة في الطبع والتحميض في غرفة مظلمة في البيت. مع ذلك كان له صديقا حميما من المسرحيين الرواد في البصرة الفنان خضر البدري وصاحب ستديو في البصرة ولكون الوالد من الرسامين كان يعمل المكياج لكل شخصيات المسرحيات التي يؤلفها ويخرجها المرحوم خضر عبد حسن البدري ومن الشخصيات التي كان يعمل لهم المكياج سليمة خضير والفنان عزيز الكعبي وزوجته سميرة الكعبي، اضافة لذلك كان الوالد يرسم ديكورات المسرحيات ومثل في مسرحيات كثيره مع صديقة البدري واذكر دوره السركال في مسرحية بنت الشيخ. منذ عملت في اعلام نفط الجنوب بصفة مصور لعدم وجود في ملاك الشركة رسام،، استخدمت الكاميرا للرسم الذي نذرت حياتي له واعطيت كل جهدي ووقتي له،، صورت كل شيء في البصرة الشناشيل المهرجانات والوفود التي كنت ارافقها كنت اركز على الوجوه المميزة وايحاءاتها واقتناص الحركات ومراقبة كل شيء.
والان في ملبورن الاسترالية احمل عيني الثالثة ولازلت اراقب واشاهد واتمعن واخلق الفرص لأحمل كاميرتي في بعض الاحيان في الجو الممطر وشديد البرودة لان هذا يستهويني وانا اشاهد الناس تحتمي بالمظلات الملونة وحركاتهم السريعة، واتابع المعارض التشكيلية والفوتوغرافية. عيوني تجوب الشوارع وتنظر وتتحرك كالرادار لنقل كل التعابير والمشاهد في لحظات يتوقف فيها الزمن،،، لازلت ابحت وادقق وادخل الصورة في رسوماتي.. يصل الحد حتى في رسوماتي الكاريكاتيرية ولسعاتي المشاكسة. بعض الاحيان اتكاسل من حمل كاميرتي الثقيلة ومعداتها لكني اذهب لاستطلع الامكنة واتجول واخطط اسكيجات سريعة لبعض المشاهد والحركات للخيول والعربات التي تجرها، واستخدم الموبايل رغم ان انه لم يصنع للتصوير،، لكن اصور لقطة قبل فواتها وبسرعة قد احتاجها.