لا يوجد عراقي على وجه المعمور الا وينام ويغمض عينيه على طيف العراق ويستدعي احلام الزمن الجميل حينما كانت بغداد قبلة العالم حتى إبان الخمسينات من القرن المنصرم. وبكل اسف وغصة وحزن اصبح بلدنا الاسوا ومضرب الامثال في الفشل والاقتتال والقتل والفساد والقمع بشهادة المنظمات الاممية ومنظمات حقوق الانسان والشفافية. واصبح العراقي غير مرحب به وغير مسموح له بالمرور في كل مطارات العالم بسبب جوقة من حكام مخابيل تدير دفة السلطة في العراق مصابون بـ "شيزوفرينيا" قاتلة وهذا مايؤكده سلوكهم الادراكي والمعرفي وافكارهم المسيطر عليها من قبل الاخرين مرة باسم الديمقراطية الامريكية الزائفة التي تفرضها خارج حدود امريكا ومرة بالمذهبية والطائفية التي تصدرها لنا دول الاقليم ولاتسمح بها داخل بلدانها. اقتحام اسوار الخضراء ودخول البرلمان عرى الطغمة الحاكمة وفرز كل المتحذلقين والطائفين ولم يعد لهم مكان في ادارة العراق ولم تعد الخطب الرنانة المموهة والمواعظ الزائفة التي اكل الدهر عليها وشرب والتي ملها الشعب العراقي منذ عقود . العراقيون يبحثون عن انسانيتهم وحريتهم وعن العدالة في ظل دولة وقوانين وليس طوائف وكتل سياسية اشبه بالعشائر في قرون خلت محكومة من عوائل بالوراثة او بشراء الذمم بالمال ومدعومة من مليشيات دموية خلفت المحتل وزادت من الفجائع والاستيلاء والخراب. ان اقتحام اسوار المنطقة الخضراء المحصنة هو بيان رقم واحد لثورة الشعب الذي اسقط كل الشرعيات التي يتغنى بها عملاء امريكا وايران. لقد فضح الشعب العراقي يوم 30/4/2016 ان الطبقة السياسية الحاكمة لاتملك رؤية ولا خطة قصيرة المدى لشهر او اسبوع ، طبقة مصابة بالخبل واضطراب نفسي لا تجيد حتى مخاطبة الجماهير الثائرة ، وذهب بعض معممين السياسية فيما مضى في مجالسهم الخاصة بوصف المتظاهرين بانهم عاطلين عن العمل موهومين ويصرحون بكل فخر ان السلطة لهم ثابت مقدس وان المنطقة الخضراء اقدس من الدم العراقي النازف في الشوارع بكل مدن العراق. هذا ان دل على شيء يدل على انهم لم يقرأوا التاريخ ولم يعرفوا ارادة الشعوب وما جرى ويجري من حولهم من متغيرات . حتى بعد اقتحام المنطقة الخضراء وسقوط كل رموز الدولة العراقية. الامر المضحك ان رئيس الجهورية فؤاد معصوم حامي الدستور يدعو قادة الكتل الهاربة من الجماهير لاجتماع والشارع يغلي بثورة سلمية بيضاء ولم تراق بها قطرة دم ولله الحمد.
يبدو ان الرئيس كان في قيلولة اوغاط بنوم لا إرادي ولم يشاهد ما يحدث من حوله قرب قصره الرئاسي من اقتحام لاسوار المنطقة الخضراء التي تشبه تحصينات سجن الباستيل وبسقوطها سقطت السلطة الغاشمة التي حولت العراق الى سجن وتحصنت في قصورها داخل هذه المنطقة التي اغتصبها النظام السابق من قبلهم.
تعللوا فالثورة علل..
ان ماجعل دموعنا تترقرق "نحن المفجوعون في الوطن والمشدودون باحبال الحلم والامل" المسمرة عيوننا على صفحات التواصل الاجتماعي وشاشات التلفار قول احد الشباب المتظاهرين داخل اسوار الخضراء بمواجهة بناية مجلس النواب
لقد حرمونا حتى من الهواء والنهر
اقول لذلك الثائر النجيب نعم تعلل فالهوا علل وعشق العراق فينا خبل.. كل العراق بجباله وصحاريه واهواره.. نعم لايوجد مخلوق مصاب بخبل العشق للارض والوطن والناس اكثر من العراقي. لقد سرق ذئاب المنطقة الخضراء كل شي حتى الاحلام والامال، بمختصر العبارة لقد سرقوا االله والعباد والوطن ولم يبقوا شيء فاحذروا.. اوكما تنبأ العظيم مظفر النواب.
{بمختصر العبارة
انه عهر تركب فوقه دجل
طباق اوجناس .. او مراحل
كلها حيل فان لم تقدحوا نارا
فكيف يراكم الامل
فان قدحت كونوا لهبا
فتظل تشتعل
ففي ليل كهذا تكثر الضوضاء .. والجمل
وما نظروا هذا الحضيض
وهذه العلل
قضيتنا وان عجنوا .. وان نزلوا
لها شرح بسيط واحد .. حق
لم الهبل
لماذا الف تنظير
ويكثر حولها الجدل
قضيتنا لنا وطن
كما للناس في اوطانهم نزل
واحباب.. وانهار.. واجداد}
حذارنا من الساسة الاوغاد لقد عودونا على الاعذار الغبية والمسوغات العفنة لتبرير فشلهم وغيهم وفسادهم وعهرهم. ماذا انجزوا غير النهب والعمالة للغرباء. ان منظر هروبهم من المنطقة الخضراء حفاة مرعوبين يلوذون بالفرار ومع ذلك يصرحون بكل صلافة لانهم استمرأوا الذل والعبودية لاسيادهم من رؤوساء الكتل والدول. للفقراء والمهمشين جاء اليوم لان تتمردوا على احزانكم وآلالامكم وماعاد الجناس والطباق وتنظير المنابر ينفع. غادروا البكائيات واشعلوا ثورة يطرد لهبها الظلام والظلاميين. ببساطة شديدة دون عجن ولف ودوران العراقي اليوم يحتاج الى استرداد وطنه من هؤلاء الفاسدين والسفاحين والارهابيين مهما بلغت التضحيات وكلف الامر والشعب العراقي مجرب ومشهود له عبر التاريخ وهذا مالم يقرأه الساسة لانهم اغبياء بامتياز وفاشلين . لايوجد على طاولة الحوار بين الفرقاء الحاكمين افكار او مشاريع لنقاشها بل عهر ودجل وطائفية مصطنعة لبقاءهم اطول فترة على سدة السلطة ويلحنون بنفس خطاب الدجل منذ 13 عام بعد ان ولتهم امريكا على البلاد والعباد.. لكن الساعة آتية لاريب فيها ليكون الشعب سيد نفسه.