كلمة الاصلاح واجتثاث البعث وسائل اتخذها ساسة العراق للتمويه على النهب والفساد والسرقة وايهام الضحايا والفقراء والمعدمين
الكل يعرف ويعترف ان العملية السياسية الطائفية في العراق التي فرضتها امريكا بإشراف المندوب السامي “بول بريمر” أنتجت مؤسسات حكم فاسدة مافيوية ودستور مشوه وجنرالات من الأميين وخدمة جهادية وحكومات ملائكية منزلة وباتت ثابت مقدس، أكثر قداسة من الدين والانسان.
هي عملية عبثية مهما حاول البعض التمسك بها والتبرير لها كأمر واقع وقدرنا ان نتعايش معه، ونحن دخلنا العقد الثاني من الخراب والانحطاط بكل مفاصل الحياة والمجتمع.
ومن دون اتخاذ خطوات عملية وجدية والشروع بمعالجات جديدة تماما وازالة هذا العبث والقضاء عليه ولو تدريجيا لم يكن هناك إصلاح ولا يحاول ان يتفلسف كائن من كان.
كاتب نفعي انتهازي او تكنوقراط طائفي، انهم يريدون علاج المرض بقتل المريض.
العلاج الحقيقي والإصلاح الحقيقي هو البدء بقانون جديد للانتخابات المحلية والبرلمانية وانتخابات مبكرة بضمانات اممية ونحن على ابواب انتخابات مجالس المحافظات.
هذا الحل العقلاني والمنطقي بحاجة الى ارادة شعبية وشفافية.. بحاجة الى رجال مبادئ لا شعارات واقوال وخطب جمعة على االفضائيات ومنابر القاعات خمس نجوم.
الحديث عن الاصلاح باستبدال وجوه الوزراء وابقاء الفاسدين في الدولة كمن يغير لون سيارته ويريد ان يقنع العالم بأنها أصبحت مركبة فضائية ويمكن ان تصلنا الى المريخ او القمر .
بكل تأكيد ما افضت اليه السنوات العجاف والدموية وما لحق بالشعب العراقي من ظلم وتعسف وضياع هو بسبب العبث الذي فاق تصور اي مراقب للمشهد العراقي بسبب ممارسات واداء صبيان السياسة والمحاصصة الطائفية والحزبية ودعم دول الجوار لهذا الطرف اوذاك.. ان الوضع العبثي في العراق غير مسبوق وغير متخيل ولا يمكن تخيله.
ان الحل العملي والمخرج المنطقي القاطع الذي تطورت به البشرية هو الاحتكام للقانون والعدل واجتثاث الهمجية والعبث وقطع دابر التميز بين المواطنين على أساس طائفي ومذهبي وحزبي واشاعة التسامح مع من يثبت عدم تلطيخ يديه بدم الابرياء بقانون عفو عادل بعيدا عن التأويلات التي تصدرها الاحزاب الحاكمة كدعاية انتخابية مبكرة.
اما الحل الاقناعي بالإصلاحات لما هو قائم من جهاز حكومي فاسد وحكومة افسد وقضاء مهلهل هو تدوير لنفس عناصر الفشل والعبث والتيه بتغير اشخاص من نفس الاحزاب الحاكمة والمتهمة بملفات فساد كبيرة.
لا احد يريد إلغاء كل شيء دفعة واحدة وهذا غير ممكن بطبيعة الاشياء والدول والتغيير، بل للشروع بتأسيس بدائل غير مريضة وتغيير الاوضاع والسلوكيات لتساعدنا على مقاومة عاصفة الخارج ومعالجة الفساد في الداخل الذي نخر كل مفاصل الدولة والمجتمع.
الكل يصرخ “ نكون او لا نكون” “معركتنا معركة وجود” دون ان نعرف العدو الحقيقي او السبب الذي جلب لنا كل هذه الوحوش الكاسرة داعش في الموصل والخضراء وانتشار الجريمة المنظمة في كل مناطق العراق.
ووصل العراق اسفل قائمة الدول العشرة الاكثر فسادا في العالم منذ الاحتلال ليومنا.
بتنا كعراقيين نخجل من سلوك الطبقة الحاكمة التي قضت على كل مؤسسات الدولة واصبحنا في ظل هذا غياب القانون والعدالة نحارب طواحين الهواء.
كل مشاكل العراق من فساد السياسيين ولا نستثني طيف او لون معين.
كل ما لحق بالشعب العراقي من حيف وجوع وفقر وعسكرة وجهل بسبب هؤلاء.
هم والفساد صنوان، حتى اولئك الذين صدعوا رؤسنا بكتلة الاصلاح البرلمانية سكتوا حفاظا على الاستمرار بمواقعهم والاحالة على التقاعد بعد قضاء الدورة البرلمانية الحالية.
ان الكرامة والنزاهة بحاجة الى الى تفوق على النفس ونكران الذات والنهوض بالواقع المنحط بحاجة الى معالجات علمية نزيهة وليس القفز على الواقع بالتمنيات والوعود الكاذبة واستخدام مطية الدين "لا يمكن للكذب ان يصدق الا بعمامة الدين لذلك ارتداها في بلدي الكثيرون!!!!"
يقول نابليون:
لولم توجد البابوية لوجدتها.
لاستخدامها بفرض هيمنته ودعم سلطانه.
كان نابليون يكره البابوية.
ونابليون قد اشرف على التعليم والنهضة العلمية في فرنسا والمستعمرات بنفسه فكان قائد عبقري عظيم رغم كل حروبه وغزواته.
اما ساسة العراق يستخدمون الدين "البابوي" للكسب السريع وتجهيل المجتمع والسيطرة على العقول وارضاخها والهاء الشعب في حروب لها اول مالها آخر.