د. سناء الشعلان، أديبة وناقدة أردنية من أصول فلسطينية، وهي إعلامية ومراسلة صحفية لبعض المجلات العربية وناشطة في قضايا حقوق الإنسان والمرأة والطفولة والعدالة الاجتماعيّة، تعمل أستاذة في الجامعة الأردنية، حاصلة على درجة الدكتوراة في الأدب الحديث ونقده بدرجة امتياز، عضو في كثير من المحافل الأدبية مثل رابطة الكتّاب الأردنيّين، واتّحاد الكتّاب، وجمعية النقاد الأردنيين، وجمعية المترجمين الدوليين وغيرها.
حاصلة على نحو50 جائزة دولية وعربية ومحلية في حقول الرواية والقصة القصيرة والمسرح وأدب الأطفال والبحث العلمي، كما لها الكثير من المسرحيات المنشورة والممثّلة والحاصلة على جوائز. حاصلة على درع الأستاذ الجامعي المتميز في الجامعة الأردنية للعامين 2007 و2008 على التوالي كما حصلت مسبقاً على درع الطالب المتميّز أكاديميّاً وإبداعيّاً للعام2005 ولها 46 مؤلفاً منشوراً بين كتاب نقدي متخصص ورواية ومجموعة قصصية وقصة أطفال إلى جانب المئات من الدّراسات والمقالات والأبحاث المنشورة، فضلاً عن الكثير من الأعمدة الثابتة في كثير من الصحف والدوريات المحلية والعربية، كما لها مشاركات واسعة في مؤتمرات محلّية وعربيّة وعالميّة في قضايا الأدب والنقد والتراث وحقوق الإنسان والبيئة إلى جانب عضوية لجانها العلميّة والتحكيميّة والإعلاميّة، وممثّلة لكثير من المؤسسات والجهات الثقافيّة والحقوقيّة، وشريكةٌ في كثير من المشاريع العربية الثقافية. تُرجمت أعمالها إلى الكثير من اللغات، ونالت الكثير من التكريمات والدّروع والألقاب الفخريّة والتمثيلات الثقافيّة والمجتمعيّة والحقوقيّة. وكان مشروعها الإبداعي حقلاً لكثير من الدّراسات النقدية ورسائل الدكتوراة والماجستير في الأردن والوطن العربي. كما لها الكثير من الإسهامات في أدب الطفل العربيّ؛ فقد صدر لها كلّ من :" زرياب: معلّم الناس والمروءة:، و "هارون الرّشيد: الخليفة العابد المجاهد"، و"الخليل بن أحمد الفراهيدي: أبو العروض والنّحو العربيّ"،" الليث بن سعد: الإمام المتصدّق"، و" العزِّ بن عبد السّلام: سلطان العلماء وبائع الملوك"، و"عباس بن فرناس:حكيم الأندلس"، و " زرياب: معلّم الناس والمروءة"،و" صاحب القلب الذهبي"،"وزينب تحبّ شعرها"،ورواية "بيت ديمة"، وعدد كبير من المسرحيّات والقصص المنشورة في المجلات المتخصّصة. وللوقوف على إسهامات الاديبة المبدعة الدكتورة سناء الشعلان في مجال أدب ومسرح الطفل كان لنا هذا اللقاء لتسليط الضوء على أدب الأطفال واليافعين لما يشكله من أهميّة استثنائيّة في بناء المجتمع؛لأنّ الطّفل هو حجر الأساس لمستقبل أيّ أمّة تريد النهوض وبناء مجتمع تنويري وثقافي يعتمد على تنشيط الخيال العلمي والإبداعي والقيمي.
وللدكتورة سناء الشعلان إسهامات جليلة في مسرح الطفل والمسرح التعليمي وللحديث عن تجربتها الغنية بهذا المجال كان لنا هذا اللقاء،وهو الحلقة الأولى من سلسلة حلقات تسلط الضوء عن تجربة حفرت اسمها عميقا في المشهد الإبداعي والأدبي بحروف الماسية، وتوّجت بألقاب لا تُعدّ ولا تُحصى، منها:سيدة القصّة العربية،سيدة أدب العشق وشمس شموس الأدب العربيّ وأميرته.
س1 – كيف ترين أهميّة أدب الأطفال؟
- أدب الأطفال قضية أولويات حيوية، فالمستقبل مرهون بالطفل العربي لاسيما في ضوء واقع مأزوم بالتحديات والعقبات، وأمتنا تتعرّض لتحديات مصيرية، وعلينا أن نحسن إعداد رهان المستقبل، وهو رهان الإنسان، ثم أنّ الطفل العربي له خصوصيته شأنه شأن أيّ طفل في العالم، ومن الواجب أخذ هذه الخصوصية بعين الاعتبار عندما نكون في معرض تقديم أدب له.
س2: ما هي أسباب فشل أدب الطفل العربي في استلهام الموروث الثر للحكايات ذات المعاني العميقة التي وردت في التراث العربي الضخم على سبيل المثال "كليلة ودمنة" وتناول شخصيات مكررة من قبل كتاب آخرين في أقطار الوطن العربي؟
- أعتقد أنّ انقطاع الكاتب العربيّ عن اتّصاله بلغته وتاريخه، وتصدّي الكثير من خاملي الموهبة أو معدوميها للكتابة في حقل أدب الأطفال هو المسؤول الأساسي عن هذا الحال المزري.
س3: ما هي أسباب عدم مواكبة أدب الطفل في الوطن العربي للتقنيات الحديثة وابتكار شخصيات كارتونية مختلفة تستنبط البيئة والثقافة العربية؟
- كيف يمكن للمبدع العربيّ أن يواكب التّقدم العلميّ وهو ابن بلدان لا تنتج الحضارة في الوقت الحاضر؟! من ينتج الحضارة هو من يكتب عنها، ونحن الآن على ذمة التّاريخ لم نقم بثورة معرفيّة تعيدنا إلى مكان الصّدارة في الحضارة،وتحوّلنا من منتجي الحضارة بدل مستهلكين لها.
س4: ما هو دور المؤسّسات المعنية بثقافة الطفل في الدول العربيّة؟
- تلكم المؤسّسات في الغالب متعثّرة،ولا يقوم بالدّور المؤمل لها إلاّ القليل منها،ومعظمها غارق في إرباكات الشلليّة والعصابات واحتكارات تجّار المناصب، أو تعاني من نقص الميزانيات. والنتيجة النّهائيّة المحزنة هي التّقصير في عملها،وفيما تقدّمه من خدمه لأدب الطّفل.
س5: ماهو دور المناهج التعليمية والتربوية الجافة في نشوء تخلف القراءة عند الطفل والتجهيل بأهمية الثقافة بسبب عدم اعتماد المختصين في هذا المجال ورسم خطط استراتيجية مرافقة للمناهج؟
- جميعها مسؤولة عن التّقصير، وهناك حاجة وطنيّة حضاريّة لأجل تغير سياسة المناهج العربيّة كافّة لتقديم إبداع عربي ضمن مناهج حضاريّة ترفع من كفاءة الطفل وإبداعه، وتحرّضه على التفكير،لا مجرد مناهج مثقلة بالملل والحفظ والاستلاب.
س6: هل غدا الطّفل العربيّ أسير أدب الآخر؟ وما السبيل للخروج من هذا الأسر؟
- في ظلّ غياب أدب الأطفال الجاذب للطّفل العربيّ،بات يتّجه لأدب الآخر الذي يسمّمه فكره بأفكار غريبة عنّا وعن حضارتنا وعن مجتمعنا وقيمنا وديننا،بل إنّه يقدّم له النّموذج الهابط ليكون بطله وقدوته في الحياة.ولا سبيل للخروج من هذا الأسر المأساوي الذي يهدّد مستقبلنا سوى بتقديم ترسانة أدبيّة عربيّة بديلة قادرة على أن تسرق الطّفل العربيّ نحو منظومتها،وذلك لا يكون إلاّ بتقديم أدب عريق ناضج مقنع.
س7: ما مدى تقصير دور النشر المتخصصة في توظيف التقنيات على صعيد التصميم والطباعة ودعم الرسامين وتطوير المنتج الإبداعي الخاص بالأطفال من خلال الأقراص المدمجة والمواقع الإلكترونيّة؟
- تقصيرها كبير وواضح الأثر السّيء،وذلك سببه أنّ معظم هذه الدّور هي تنطلق وتُدار من قبل سمسارة وتجّار من العيّار الخفيض،لا من قبل مفكرين أو مثقفين أو مبدعين. وهؤلاء يسعون في الغالب إلى الرّبح الكبير بأيّ شكل من الأشكال دون أن ينطلقوا من هدف تربويّ أخلاقي وطنيّ.
س8: ما سبب تراجع المجلات المتخصصة بأنواعها المتخصصة بأدب الطفل؟ فمنذ عقود كانت هناك تجارب رائدة تراجعت لسبب أو لأخر في العراق مثلاً.ولكن هذه المجلات انحسرت،وكثيراً منها توقّف عن الصّدور.
- أعتقد أنّ الأوضاع السّياسيّة القلقة في المشهد العربيّ قد حطّمت الكثير من المنجزات الإبداعيّة العربيّة،لاسيما في مجال أدب الأطفال.ولذلك لابدّ من تدخلي حكومي وطني داعم بشكل حقيقيّ وكامل لأجل أن تقف هذه المؤسّسات على أرجلها من جديد.
س9: هل هناك خطة للتغلب عن سوء التوزيع وانعدام التكامل العربي في مجال كتب ومطبوعات الأطفال؟
- خطّة بهذا الشّكل يجب أن تكون خطّة وطنيّة،وحتى الآن لم نسمع عن خطّة بهذا الشّكل.كلّ ما نسمعه هي وعود تذهب أدراج الرّيح.
س10: هل أنتِ راضية على حصة الطّفل في السينما والمسرح من مجمل الإنتاج الثّقافيّ والفنيّ في المشهد العربيّ؟
- بالتأكيد أنا لست راضية عنها،فهي حصّة قليلة وهزيلة إلى درجة كارثيّة تعكس مدى تقصيرنا في إعداد النّاشئة العربيّ.
س11: ما هو آخر عمل لسناء الشعلان للأطفال؟ وما موضوع هذا العمل؟
- هو رواية للأطفال بعنوان "بيت ديمة"،وهي رواية تطرح إشكاليّات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة،وتضع خطة مفترضة لدمجهم في المجتمع بكلّ عادلة.
* لقد اختصرت د. سناء الشعلان الاجوبة التي عبرت عن الواقع الحقيقي والمشكلة الحقيقية التي يعاني منها أدب الأطفال في الوطن العربي.