بين السيدات والسادة الذين فازوا بعضوية مجلس النواب أكثر من عشرين صديقاً وصديقة ببغداد والمحافظات والإقليم.
بعض منهم مَن كانت الصداقة معه تقترب من الأخوة، صداقات وفاء ومحبة وإخلاص على مدى عقود، وبعض آخر جمعتنا علاقات صداقة واحترام برغم البعد، فيما قليل منهم كانوا أصدقاء اللقاء عبر "ميديا" التواصل الاجتماعي بما وفرته من فرص تعارف طيبة وصداقات
يعتز بها المرء.
الأصدقاء الفائزون أهديهم أحر التهاني وكلي ثقة بسمو دوافعهم الوطنية والانسانية للترشح، وهو حتماً مما ساعد على تأهلهم لبلوغ قبة البرلمان.
للقريبين منهم أقول: إن هذه الصداقة ستكون مستمرة، لكن مع وقف التنفيذ والعمل، خلال سنوات وجودهم في البرلمان.
لا فضل لي على أحد منكم، سواء بدعاية أو بانتخاب، أساساً لم أنتخب أحداً في هذه الدورة. وقبل هذا أنا رجل ضعيف بتقاليد الدعاية حتى لنفسي، وغالباً ما أكون من أشد منتقدي هذا النفس، والنفس أحياناً أمارة
بالسوء.
لكنكم بتّم شخصيات عامة وبوضع المسؤولية عن تقرير الكثير مما يمس مصالح الناس والبلد.
هذا ما يجعلكم بوضع المراقبة والنقد والتقويم.
أفهم أن النقد والاختلاف والاعتراض لا يجرح من الصداقة شيئاً، بل هو مطلوب كلما كانت الصداقة حقة وكلما كان النقد ضرورة للتقويم والتنبيه.
أنتم ستكونون أكثر عرضة من سواكم للنقد. أعرف أن كثيرين غيركم بلغوا مجلس النواب من دون استحقاق، وسيختبؤون لأربع سنوات متنعمين صامتين. حصل هذا في جميع دورات البرلمان.
الثقة بكم، وبنبلاء ونبيلات سواكم من زملائكم، هي ما توجب النقد والمراقبة، وهذا ما يقتضيه الإخلاص لكم وللعراق والعراقيين.
لا ينبغي خداعكم وزملائكم بمجاملات وتربيت على الأكتاف.
لستم سيئي الحظ، بل ربما من حسن حظكم أنكم في هذه الدورة المقبلة، وهي دورة ستكون الأكثر عرضة للمراقبة من قبل رأي عام غاضب كما لم يغضب من قبل. هذا ما سيساعدكم على أن تكونوا في الموضع الصحيح، بالعمل من أجل ما يريده منكم شعبكم وما
تنتظره البلاد.
لقد بلغتم البرلمان في ذروة القطيعة ما بين الشعب وبين قوى العملية السياسية. ربما لم تفصح نتائج الانتخابات بما يكفي عن صدى هذه الأزمة، لكن المصير الذي انتهى إليه كثير ممن توهموا أنهم من (كبار) العملية السياسية يكفي وحده للتعبير عن سوء عاقبة إهمال الرأي العام.
هذه خبرة وُضعت أمامكم بالمجان، لكن ما دُفع من أجلها كان ثمناً باهظاً؛ فقد أهرقت به المليارات وأهدرت الدماء، وتهدّمت المدن، وتخربت الأحوال.
ستكونون أوفر حظا كلما تنامى الرأي العام المحتج والناقم. غضب الناس هو دليلكم إن احتجتم إلى دليل لبلوغ الصواب.
لا أكرم من الإصغاء إلى صوت الحق، ولا أنبل من مسعى لتحقيق العدل.تمنياتي لكم بالنجاح، وبالكثير من سعة الصدر، والمزيد من الشعور بالمسؤولية.