الحب والبغض كلمتان متضادتان... ان تحب شخصا يعني انك لا تبغضه، لان الحب والبغض لا يجتمعان على شخص واحد.. نعم تحب شخص وتكره اخر ... والحب بدوره يتشعب ويأخذ ادوارا ومستويات مختلفة..
Storge love
Philia love
Eros love
Pragma love
Ludus love
Mania love
Agape love
ثم يصل الحب الى مرحلة التسامي ويتجاوز حاجز الجسد... هكذا تحدث فلاسفة اليونان عن الحب.
وهكذا دافع افلاطون عن الحب... ودفاعه يكمن في اخلاقية الحب، لان العلاقة التي تتجاوز الجسد هي محور الاخلاق لانك من خلال الارتقاء بالحب ستكتشف حقيقة انسانيتك... لاننا بني البشر مجموعة اشكال لم تصل الى جوهرها فكيف نصل الى جوهر الاخر وهو شرط الحب. ولكي نصل الى كياننا ونتجاوز اشكالنا يتعين علينا تجاوز الحب المنغمس بتفاصيل الجسد وهو الموصل الى الحب الحقيقي.
واقول موصل لانه جادة لا مناص من التوغل فيها ومن خلالها نعبر التفاصيل الى الجوهر. حالة الانجذاب لبعضنا البعض حالة صحية تفرضها الطبيعة البشرية، ننجذب للاشكال التي نرغب بها كلون العيون او طريقة تصفيف الشعر او تناسق الملبس، او التي نفقدها لنكمل بها نقصنا كطول القامة ان كنت افقدها، او للرومانسية اذا كنت بحاجة اليها.
لكن هذه العلاقة لكي تنمو وتشرق بحاجة الى توافر الظروف لتصل الى الحب بمعناه الحقيقي، ظروف التناغم مع الاخر وليس الالفة والعشرة فقط، ظروف الاستيعاب وحب ما يدور حولك هي التي تجعل العلاقة الشكلية تشرق وتصل الى معناها الحقيقي. ومن دون النمو والشروق للعلاقة يجعلها رتيبة ومملَة ومليئة بالمفارقات احيانا.
اذن الحب الحقيقي هو نتاج للحب الشخصي، حيث يبتدء شكليا ثم ينمو ويشرق.. وان لم يحدث ذلك الاشراق فقد ضيعت شيئأ وستظل تبحث عنه. وهذا على كل مستويات العلاقة حتى العائلية منها كعلاقة الابوين بالابناء مثلا.
ومن هنا تنتاب العلاقات الاسرية نوبات من التشنج. الاغراق في ضوضاء التفكير، والرجوع الى متاهات الماضي ونبش احداث ووقائع وحوارات حدثت وترتيب الاثار عليها، كل ذلك غشاوة تفسد علينا حالة الاستيعاب للاشياء والعيش في عمق جمالها... حينئذ سنتحول الى اناس محبين فنحب كل ما نراه، نعشق الوردة الحمراء ونستنشق رحيقها، ننجذب للون البشرة السوداء كأنجدابنا الى شقر الشعر وتجعده، وعندما نقدر كل شئ حولنا ونشعر بجماله هذا هو الحب الحقيقي.
ومن اجل هذا الهدف السامي اقدس اللحظة التي توصلني الى الحب ومن اجل هذا الهدف السامي احتفل بكل يوم يذكرني بالحب ايّن كان مصدره... دّيس او شيخ ايَ ديانة تنشد الى الحب هي ديانتي اي نبي يدعو الى الحب نبيي.
ايَ لحن ينشد للحب يرقصني
وبما ان الحب والبغض كلمتان متضادتان
فاني اكره اللحظة التي تبعدني عن الحب
واحزن لكل يوم ينسيني الحب
واكفر بديانة تنشد الى الكره
واجحد بنبي يدعو الى الكره
فلحن الكره لا يطربني.