في الطريقِ وأنا أبحث ُعني ، تشاءُ الصُدَف - التي يُقالُ عنها أنها من نسجِ الأقدار ، أن لا أجدُني، لكن عوضاً عن ذَلِك، أجدُ ما يكادُ أن يشبهُني - ام تُراهُ يشبهُني أو هل هو أنا؟
لا أعرفُ كان كائناً من ضبابٍ، التُرابُ رأسهُ - لا ملامحَ تكادُ أن ترسمهُ، أراهُ يحملُ ميزاناً - نشرهُ بين جبلين.
فاختة ٌ يُضاجعُها نِسرٌ .
جبلٌ أعرج: يتعكزُ على فيل ٍ قد أنكسر عمودهُ الفقري، أقدامهُ مُنغرزة ٌ في الأرض ِ - تجذَرَت الى ثمارِ بطاطا وأنبثقَ منها للأعلى - نبتة ُ صُبار.
أنهارٌ: تَصرخُ بالعطش، أسمعُها تتوسلُ عَطفَ غيوم ٍ - باعت ضميرها لريحٍ ألقت بالتحية عليّ قبل قليل.
لا زالَ ما يشبهُني مُنشغلٌ بميزانه، يَلتفتُ يميناً وشِمالاً - أحياناً يرمقُ السماء ويظلُ مصعوقاً كهُدهُد ٍ راى عفريتاً فتجمَدَ في مكانهِ (قد كُنتُ رأيت هذا الهُدهُدِ في الواقع وهو شبهُ ميت ينظرُ الى عفريتٍ لا أراه).
أستريحُ قليلاً، تحت ظلِ أنكسار العمود الفقري للفيلِ، أنزعُ لا وعيي عني، اُخرجُ منهُ رغيفُ خُبز ٍ - تعفَن َمن طولِ النسيان، لا أستسيغُ مذاقَهُ - أرميهِ للفيلِ، فيلتهمهُ بشراهة - أنزعُ جلدي المُتعرق، من جراءِ حرارةِ شَمس ٍ لا أراها، لكنها تلسعُني بشدة ٍ - وأنشرهُ على نبتة ِالصُبار.
الفيلُ : يبحثُ في لاوعيي عن رغيفِ خُبز ٍأخر- لا يجدُ إلاّ أشباحاً وذاكِرَة ٌ تُدخن ُ السجائرَ، مثلَ عَجوز ٍ تتذكرُ أيام صِباها.
ألتفتُ الى ذاكَ الذي يكادُ أن يشبهُني، أسألَهُ
- متى أجدُني؟
- عندما تتوازنُ كفتيّ ميزاني هذا.
النُعاسُ يغزوني، أتركُ لعينيّ اللِجام - أحلمُ أني قد وجدتُني والأنهارُ أرتوت ولم تَعُد تتملقُ الغيوم، وأرى الفيل، يرقصُ بحُرية ٍ، بعيداً عن ذاك الجبل الأعرج والريحُ أرجعت للغيومِ ضميرها فأمطرت على كفتيّ الميزان ِ حتى أعتدلا - وتبولَ عليَّ - الذي يكادُ أن يشبهُني، وهو يصرخُ قتلتني يا هذا حين وجدتَ نفسك، تباً لك.
الفاختة ُ رفعت قضية ضد النِسر وكانت هي الشاهدُ والقاضي - كسَبَت القضية وحكَمَت على النسرِ - بالزواجِ منها، فتحولَ بُقدرة ِقادر، الى عصفور ٍمكسور ِ الجناح.
صحوتُ من حُلمي - وجدتني لا زِلتُ أغطُ في نومتي الأولى - ولم أجدُني لحد الأن، قرَصتُنيّ، فتحتُ عينيّ، رأيتُ الذي يكادُ أن يشبهُني ،
لا زالَ مُنشغلاً بميزانهِ وكُلُ شيء ٍ على سيرتهِ الأولى.
أخذتُ لا وعيي ولبستُ جلدي - بعد أن جفَ جيداً - ورحلتُ عن هذا الجحيم، أبحثُ عني من جَديد.
الهُدهُدُ: كان يطيرُ باحثاً عني أيضاً.
هل صادفني أحدكم؟.