البيوتُ : تسيرُ،
الشوارعُ : تسيرُ،
إلى أين؟ لا ندري.
وحدي أقفُ كخشبة ٍ حادةِ الرأسِ صدِئة،
أنظرُ لِتلكَ المسيرة – أحملُ على كتفيّ أعباء اسئلة ٍ لا تنتهي.
وحدي أقفُ مذهولاً ، بينما الجميع - يسيرُ:
مع البيوتِ،
مع الشوارعِ،
إلى أين ؟ لا أدري .
المُفارقة: أني أرى السائرين – واقفين كعلاماتِ تَعَجُب ٍ
بينما البيوتُ والشوارعُ
هي وحدها – مَن : تسير .
أخلعُ نفسي ِمن علامةِ توقُفي
أشعرُ بقدميّ تتمزقان – لكني لا أتوقف.
السائرون / الواقفون، بالنسبةِ لي – أهمُ من قدميّ.
قدماي : تنخلعُ عني.
أجنحة ُ الريحِ : تحملُني،
يَحتَضُنَني ما لا أعرف .
يولدُ من رَحِمِ الريح ِ: طوفان.
يحملُني / يحملُ ، السائرين الواقفين.
وحدها البيوتُ : تظلُ تسير
وحدها الشوارعُ : تظلُ تُهرولُ
ووحدي اظلُ - اُقاومُ الطوفانَ لأنجو.
بينما السائرين / الواقفين – كأخشابٍ صدئة
يغرقونَ في الطوفانِ، ولا يتبقى منهم -
سوى: علاماتِ تَعَجُب.
ملايين علامات التعَجُب:
تطفو على سطح الطوفان
وحدي اسبحُ ضد ذلكَ الطوفان –
كعلامة ِ تساؤل ٍ كبيرة،
تسدُ الطريق نحو جنونَ الطوفان.
البيوتُ : تَصطدِمُ بوجهي.
الشوارعُ : تَصطدِمُ بصدري.
الطوفانُ : يخرجُ من بين قدميّ،
وهو يلهثُ من مقاومتي –
يلفظُ أنفاسهُ الأخيرة
رويدا ً رويداً،
تَتَنَفَسُ علاماتُ التعَجُبِ: خلاصها،
تَتَمرغ ُ- بوحلِ واقعِها.