ألتفُ حول جَسَدي -
مثلُ أفعى جائعة!
وكأني أدرسُ خارطةَ تفاصيلِهِ -
لأولِ مرة، كأني أكتشفُ زواياهُ وأركانهُ
وكأني كُنتُ غريباً عَنهُ طِوالَ: 44 سنة
أجدُ : صحراء -
سهلٌ وجبل
أجدُ : غاباتَ -
لهيبٍ مجنون
وأجدُ : ينبوعَ كلماتٍ وشلالٍ -
يهدرُ بما لا أعرف
أجدُ : أحلاماً -
مُرتبةٍ على رفوفٍ بيضاء تنتظرُ: الغيبَ
أجدُ : الأفَ النساء - يفعلنَ ما يشتهين
وأجدُ ما يشبهُني - جالسٌ على صخرة،
يَعدُ : نجومَ الظهيرةِ، ويكتبُ، اسماء،
من يُلقونَ بالتحيةِ عليه،
ملوكٌ وصعاليك، غجرياتٌ وأشباح- يُعمدَهم بالحكمةِ والشِعرِ،
وأجدُ، في أقصى اليمينِ - من خارطةِ جَسَدِي :
طِفلٌ ، يلهو بطائرةٍ ورقية -
قُربهُ امرأةٌ: تَنسجُ أحلامَها
ينقطعُ الخيط -
تهربُ الطائرة، في فضاءِ: غاباتُ صدري،
تتعلَقُ بأقصى الجهةِ اليُسرى مني،
قريباً وجداً من قلبي
أذهبُ إليها -
لأُعيدها لِذاكَ الطفلِ: أسمعُ همهمة
أفتحُ قلبي -
أجدُ: امرأة َكُرةِ الصوفِ، نائمة ٌ تَحلمُ بي، وسادتُها: نبضي
أخُذُ الطائرة َ -
أجدُ فيها: وجه المرأةِ والطفلِ
المرأة ُ : تَبتَسمُ لي
والطفلُ : يضحكُ، من - براءتي
أقلبُ وجهَ الطائرةِ
أرى فيها : معركة ًحامية،
بين الملوكِ والصعاليكِ -
الغجرياتُ والأشباح
أنظرُ إليهم جيداً : كُلهم أنا - يا ويلي
أُعيد الألتفافَ حول جسدي
عكسَ سيرتي الأولى: هارباً
أجدُ نفسي:
أجلسُ في الشرفةِ، ماسِكاً قلمي وأنا أكتبُ هذا النص
وطائرَة ٌ ورقية: حطت على الشرفةِ -
إنقطعَ خيطُها للتوِ من يدِ طفل،
كان يلهو بها وقطة ٌ قُربي:
تلهو،
بكُرة ٍ من الصوف.