في وسعي أن أكتب عن إنجاز القوة الجوية الآسيوي الكبير المبهر.
وفي الذهن تفاصيل تكفي لتأليف كتاب عن الرحلة التي أفضت إلى الاحتفاظ باللقب، بما تنطوي عليه التفصيلات من كواليس وأسرار وخفايا وخبايا ثم وعذابات وحوادث، حتى كاد كل فرد في الوفد يدفع حياته ثمنا للسفر الاضطراري على طائرة عسكرية خاصة!
في وسعي كل ذلك، وسأجد الركائز الفنية والإدارية التي سأستند إليها بحكم المهنة كإعلامي عاش كل التفاصيل والمشاهد بأم العين، لكني سأعجز حينها عن العثور على كلمة ايجابية واحدة بحق المسؤول الرياضي أو الأولمبي أو الكروي في العراق وذلك الدور الغائب أو المفقود تماما في بلورة هذا الإنجاز الصعب الذي تجسّد بعد مخاض طويل لا يعرف كواليسه إلا أصحاب الشأن الحقيقيون وهم اللاعبون والمدرب حسام السيد والمدرب الذي سبقه باسم قاسم والطواقم التدريبية والإدارية والطبية والإعلامية التي عملت من داخل نادي القوة الجوية ..
ومن داخل النادي فقط، من أجل رسم خارطة طريق توصل إلى الاحتفاظ بالكاس الآسيوية! بكلمة واحدة أقول : لا وجود للمسؤول الرياضي أو الأولمبي أو الكروي العراقي في إنجاز نادي القوة الجوية ..
هذه حقيقة صارخة ومؤلمة، تعني أول ما تعني أن النادي كان يعمل لوحده، وكان يكدّ ويكابد، ويبحث عن حلول لمشكلاته الإدارية والمالية واللوجستية من دون أن تمتد إليه يد واحدة من هذه الجهات الثلاث التي تتحدث آناء الليل وأطراف النهار عن دورها في دعم الحركة الرياضية وفي رفد أنديتنا ومنتخباتنا بكل صنوف الدعم المتيسرة، لكن هذه الجهات – في واقع الأمر – لا تتحرك إلا عبر المكينة الإعلامية .. بمعنى أنها تجيد فقط (لعبة) ركوب الموجة وتدارك أخطائها الفادحة وإهمالها المزمن، فتحاول في الأمتار الأخيرة أن تتصدر المشهد لتعلن عن الدعم أو السؤال أو الاهتمام أو التكريم!
هذه، باختصار، لعبة كانت تنطلي على قطاع واسع من جمهورنا الرياضي، ومنه جمهورنا الكروي بالذات، كما أنها كانت (تمرّ) على جانب من زملاء المهنة، لكن الأمر صار مفضوحا إلى درجة باتت فيها محاولات (تجيير) الإنجاز فجة وممجوجة ومكشوفة ولا لون لها!
رحلة الصقور إلى اللقب الآسيوي تشريف لهم وحدهم، والنصر تم على أيديهم، وبفكرهم، وبأقدامهم، وحسن تدبيرهم .. وهنا تكمن قيمة اللقب (الناديوي) الصرف الذي تغيب فيه الجهات الرسمية أو الرياضية أو الكروية.. وعجبا لأن يكون تعاملنا مع فريق بصدد الاحتفاظ بلقب آسيوي عزّ علينا كثيرا، بهذا الاسلوب الذي يوحي بالاستغفال والإيحاء بأن كل الجهات الرياضية والكروية كانت ساندة للفريق في ظروف عصيبة عاشها، وتحمل وزرها، وكانت عزيمته أشد مضاءً من التصريحات النارية التي تجري وراء الإنجاز، كي تقتطع جانبا منه لحساب هذه الجهات التي تتثاءب وتتفرج في مراحل المخاض، وتنطلق وتسهب في حديث الدعم عند الولادة!