العواطف والعواصف تسير معا في ركاب منتخبنا، وتحاصر المدرب باسم قاسم من كل صوب وهو ينوي الشروع في إعداد المنتخب لمباراته المقبلة أمام السعودية ..
وحتى الآن أسجل للمدرب علامة الإعجاب الكاملة وهو يتعاطى مع الأهواء والطلبات والضغوط بإيجابية شديدة، فهو لا يرفض الرأي الآخر من داخل الاتحاد أو خارجه، لكنه لا يفتح أبواب المنتخب مشرعة أمام هذه السيل العرم من الرغبات التي تتعلق بقائمة اللاعبين ومن يستدعي ومن يستبعد، حتى تحول تدريب منتخب العراق – في نظري – إلى مهمة قاسية عسيرة فيها المخاطر الجسيمة التي تفرض على المدرب أن يتوازن بينما كل المؤشرات تختلّ من حوله!
النقطة المهمة التي أؤشرها في هذا السياق أن (الجنرال) لم يتجمد عند موقف، ولم تتحجر قناعاته عند مواقف سابقة، ويعمل بحسن التدبير، وقد أوفى بالفعل بتعهداته على هذا الصعيد بقراره منح الفرصة لعدد آخر من عناصر الخبرة المحترفة أو المغتربة التي تلعب في الخارج مثل ياسر قاسم وكرار جاسم وأحمد ياسين وغيرهم، كما أنه أبدى المرونة بحساب وعقل حين تعلق الأمر بأكثر من لاعب محلي برز وأثبت تأثيره في الدوري المحلي، وهو بهذا ينصف نفسه قبل أن ينصف الآخرين!
النقطة الأخرى التي يجب التذكير بها أن باسم قاسم لم يتوقف كثيرا عند (قضية) تجديد عقده مع اتحاد الكرة في هذا المفصل الزمني المهم، وكانت قناعته المعلنة أنه سيكمل عقده الحالي وسيكون لكل حادث حديث بموجب ما سيترتب على وضع المنتخب ونتائجه في المدة القريبة .. وقد أحسن المدرب صنعا حين أعلن عن برنامجه الإعدادي لنهائيات كاس آسيا في الإمارات بصرف النظر عن وجوده أو عدم وجوده عندها، بعد انقضاء العمر الافتراضي لعقده الحالي!
أرى في تصرف المدرب بعد نظر، وأجد لديه (سياسة) واضحة في احتواء المشكلات أو العقبات، خصوصا وأنه لم يحقق الرضا المطلوب في آخر اختبار له وللمنتخب في خليجي 23، لهذا لم يرفع سقف مطالبه، ولم يجند قدراته في خوض المواجهات مع الاتحاد أو مع اللاعبين الذين سبق استبعادهم عن المنتخب .. ولهذا، اتوقع أن مرحلة الإعداد القريبة ستحفل بشيء من الهدوء – على غير العادة - ولن يكون هنالك صخب شديد يرافق المدرب، إلا إذا أراد هذا الطرف أو ذاك وضع العصي في عجلات المنتخب حتى قبل أن يخوض مباراته الرسمية الأولى بعد دورة الخليج الأخيرة!
بعد أن طوينا صفحة المدرب الأجنبي، وثبت للجميع أنها ورقة للتداول وتبريد النقد والهمة بعد كل إخفاق، وما هي إلا (ضحك) على الذقون، علينا دعم المدرب الحالي للمنتخب .. لا بديل لنا غير هذا .. البديل أن يكون المنتخب بلا قيادة تدريبية حقيقية .. وما دام (الأجنبي) المجهول حلما بعيدا عن المتناول، فإن (المحلي) المعلوم باسم قاسم يستحق فرصة أخرى، ويستحق الدعم!