حينينطق الجمال يجب أن يصمت هدير الحرب، ويخمد نار لهيبها، ويزهر الياسمين كي نصيغه عقودا نزين به جيدنا، ويورق الراسقي إيذانا بعودة العُراق، شامخا بموروثه الثقافي هذا ما قدمته الفنانة التشكيلية العراقية فريال الأعظمي هي والشاعر السوري لؤي طه، في احتفالية رائعة بين صالات صرح أكاديمي "جامعة عفت" في عروس البحر الأحمر جدة، برعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على جامعة عفت، بحضور سعادة الدكتورة هيفاء جمل الليل رئيس جامعة عفت، وسعادة الدكتورة مرفت الشافعي عميدة كلية عفت للعمارة والتصميم مع لفيف من أساتذة الجامعة والإعلاميين والفنانين التشكيليين.
الفنانة التشكيلية فريال الأعظمي جمعت الياسمين مع الراسقي حين التقى الفن العراقي بالحرف السوري وأنتجا منجزا إبداعيا رائعا في معرض ضم مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية التي تعجُّ بالحرف العربي شعرا ونثرا، وتقلّب بين عشق الوطن وعشق الأم.
أجل إنه منجزٌ تغنى بالحرف الشامي الذي حرّك مياهه الراكدة الشاعر السوري لؤي طه وصبّ كل إبداعاته في ذاك الفن الرائد والجميل، لؤي طه الذي كرّس كل حروفه من ياسمينة الأرض الندية، ومن مهد الحضارات الدمشقية.
لتنثرها الفنانة العراقية فريال الأعظمي لوحات للجمال.
وصلت الفنانة فريال الأعظمي من قلب الحضارة حاملة في جعبتها إرثا عظيما من موروثها العراقي.
إنها ابنة بابل وحفيدة سومر جمعت المجدَ من أطرافه ليعانق زهر الياسمين، وحضارة شام العروبة، لتنثر ما حملته على أرض الحرمين الشريفين في قلب عروس البحر الأحمر بـ "جامعة عفت".
وصلت فريال لتروي أجمل المنظومات الإبداعية الجديدة حين يثمل الحرفُ بين يديها، فتعيدُ صياغته من جديد، ليتغنى بأجمل القصائد الشعرية التي نسجتها أنامل الشعراء في العصر الحديث.
وصلت حاملة في جعبتها الجمال والسلام وأحلام كبيرة لإعادة رسم خارطة المحبة والألفة ما بين البلاد العربية والسعي إلى خلق تفاعل فني عربي مشترك على جميع الأصعدة، ما دفعها كفنانة عربية بوجه عام، وعراقية بوجه خاص، لإقامة شراكة فنية ما بين الألوان والكلمات من خلال معرضها الجميل الذي زين صالة المتحف الثقافي في جامعة عفت مشرقة تلك الأعمال مع الشاعر السوري لؤي طه صاحب الكلمة الجميلة والحرف الشامي المعطر بالياسمين.
كان لرنة حرفه موسيقى الحياة، ولكلمته الندية عمر مشبع بالجمال المضمخ بعشق الوطن والأم، تمشي أنامله على إيقاع يردد أحبك يا دمشق، بل أنا منك وإليك..
يا دمشق أعلنتُ عليك الحب..
فافتحي أبوابك السبعة..
أمام جحافل لهفتي..
أجل إنه الشاعر السوري لؤي طه الذي تربى بين أحضان الياسمين، وشرب حرفه من عذب الفرات، وتمدد عشقه على مساحة الوطن من شماله إلى جنوبه ليغني لدمشق الحضارة لدمشق الياسمين..
حاصرها بحبه وترنم باسمها..
تقاسم المنجز الإبداعي مع الفنانة العراقية فريال الأعظمي، واتحد حرفه الندي مع فنها لزرع الجمال في زمن الحرب، ونسج كلماته الإبداعية من إرث سوري حضاري وطوَّعها لفرشاة عراقية نابضة بالإبداع، لمزج الثقافات العربية وإلغاء الحدود في لون واحد يصب في محبة الوطن الجميل متجاوزين كل شيء كأمة عربية واحدة.
الشاعر السوري غنى لدمشق الحضارة، وسرحت حروفه للقدس..
يا قبلة الله الأولى..
يا وجع الزيتون..
يا برتقالة منسية..
ولم ينسى العراق الجميل حين سأله أي وطن أنت يا عراق!!!
لا تهدأ أرضك من القتل ساعة!
لأنك الرائع الجميل..
تمشي مختالا، ما بين ضفائر النخيل!!
ولمنديل الأمهات عبق مختلف حين ردد حنينه.. الشاعر لؤي
هناك سأرتمي بكل عمري..
أنثر حقائب الحنين..
أشمُّ عطر الطفولة..
من منديل أمي..
هي ذاك حروفه حنين واشتياق..
لوطن تركه منذ خمس سنوات عجاف حرقت نارها الحجر والبشر والشجر.
فما كان من الفنانة العراقية فريال الأعظمي ابنة العراق والشاعر السوري لؤي طه من حمل رسالة كبيرة على أرض الواقع، لتجسيد الشراكة في أعمال فنية كي تمتد إلى علاقات عربية عربية كبيرة.
وأن يصبح بين العالم العربي علاقات عربية لشراكات عربية لها الأثر الجميل في نشر المحبة والسلام وإنهاء التشرذم والفرقة ما بين البلدان العربية وأن يكون التآخي هو النبض الأقوى لقلوبنا جميعاً.
ضم المعرض أكثر من عشر أعمال فنية ومجسمات رائعة من حروف الضاد، يشرق اللون ويبقى قيد الجمال.
لا غاية أجمل وأنبل من أن نكون أمه واحدة ولا شيء أعظم من أن يسود بلادنا السلام، ولنزرع الجمال في زمن الحرب.