تفنن العالم بالحرب على سورية الحبيبة، وتكالبت لغة الشر، من القاصي والداني، وارتفعت الأصابع منددة ومتوعدة دون النظر إلى إرثها الحضاري، إما بالقتل وإما بالتهجير القسري، وإما وإما وإما، يجتمعون كلما سنحت لهم الفرصة للاجتماعات يتحلقون بمقر الأمم المتحدة صنيعة أمريكا على مقاس أسلوبها لقتل الشعوب وتدميرهم، يقررون عما يجب أن يكون عليه الوضع في سورية، وكأن الشعب السوري هو الحاضر الغائب، أليس فينا رجل رشيد ليقرر، بعدما كان السوري يسود العالم قبل قرون ونيف.
بريطانيا التي دللت الإخوان المسلمين وفتحت أمامهم المجال وها هو واحد منهم الدكتور روبرت لامبرت يؤكد فى مجلة "نيو استيتسمان" فى 5 ديسمبر 2011، كاشفًا عن علاقات لندن "الأزلية" بجماعة الإخوان منذ نشأتها، وإلى عامنا الحالي، الذى يهرع فيه قادة الإخوان بمساعدة من قطر للجوء إليها.
ويمكن تتبع علاقة لندن بالجماعة من خلال عدة تواريخ مفصلية، توضح، بجلاء، أن الجماعة صناعة بريطانية 100%، ولا مجال لذكر التواريخ ومن يحب أعطيه المقال كاملا هذا بتصريح أوربي، كما ولخص العميل البريطانى والمؤلف الشهير "جون كولمانحقيقة الإخوان بالنسبة للغرب بكلمات قاسية، قال فيها:
"الإخوان طائفة ماسونية سرية نشأت بدعم من رواد المخابرات البريطانية، من أمثال تى إى لورنس وبرتراند راسل وسانت جون فيلبى، بهدف "الإبقاء على منطقة الشرق الأوسط متخلفة حتى يتمكنوا من نهب مواردها النفطية".
أما "القاعدة" بكل تصنيفاتها فقد قال عنها خالد العتيبي "هي بالأساس صناعة أمريكية هوليودية بغباء عربي إسلامي واستغل أعضاؤها بعلمهم أو بدون علمهم لتنفيذ مهام تخدم أعداء "الاسلام المعتدل" واستغلتها الصهيونية أحسن استخدام ومنها زجهم دون علمهم بتنفيذ تفجيرات 11 سبتمبر المُخَطَّط لها صهيونيا لحشد الامريكان ضد العرب والمسلمين وتشويه صورة "الاسلام المعتدل" واستغلال الحادثة لشن الحروب على الدول العربية والتي تحمل الأفكار التحررية والمستقلة".
طبعا مع الفوضى الخلاقة التي ابتدعتها سالومي العصر لقطع الرؤوس العربية وتقديمها على طبق من ذهب لإسرائيل البنت المدللة، كما فعلت سالومي مع النبي يحيى عليه السلام حين نهاها عن الخطيئة دبرت له المكيدة، صيغت برامج الشقاء العربي والزفت العربي لكسر الدول القوية، وتأسيس شرق أوسط جديد بقطع الرؤوس، وتهجير الشعوب.
ومن رحم القاعدة والفوضى الخلاقة خرجت "داعش" الذي تكلمت عنها ست الحسن والجمال وزيرة الخارجية البريطانية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في كتابها الأخير "خيارات صعبة" إن الإدارة الأمريكية هي من قام بتأسيس الدولة الإسلامية في العراق والشام" لتدمير بلدين قويين بجانب اسرائيل ونهب ثرواتهما وتدمير حضاراتهما، واللتان تعدان أكبر حضارة في التاريخ القديم والحديث على امتداد الشرق الأوسط.
لذلك صمت الأمريكيون والأوربيون على هذا التنظيم الإرهابي وعدم مواجهته منذ البداية مما يدل على تورطهم في حسابات خاطئة، ومع ذلك كانت مقاومة التنظيم خجولة لأنها صنيعتهم يريدون كسر الشعبين السوري والعراقي وإذلاله. وبعدما "بلغ السيل الزبى" من القتل والتدمير والتهجير على مدى خمس سنين، في سورية الياسمين، انتفض الدب الروسي وجاء بكامل عدته وعتاده وحطَ رحاله على الشواطئ السورية حتى يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود بقرارة نفسه، لكن الدب الأمريكي مع التابع الأوربي تبين لهم أن "حساب الحقل لا ينطبق مطلقا على حساب البيدر" فأعدوا العدة للنهش من الكعكة السورية اللذيذة ليتم تقسيمها بين أنياب العالم، ومن قاعات الأمم المتحدة صاغوا القرارات الصهيوأمريكية وكل ما تريده اسرائيل لضمان أمنها واستقرارها بالمنطقة.
عالم مزيف، بلا أخلاق صمت دهرا ونطق كفرًا، ومارس عهرا سياسيا حتى الرمق الأخير، ولو على حساب أطفال سورية والعراق بإعلام رخيص، من طفل على شواطئ تركيا إلى حدود هنغاريا، يتباكون جميعا على اللاجئين بعد أن صدّروا لنا الإرهاب بكل ما يملكون من قوة، أخرجوا معظم مجرمي أوربا من السجون ليطلقوها أوغادا مسلحين لقتل البشر وحرقهم وقطع رؤوسهم، والتباهي بتصويرهم تصويرا هولويديا لا يمت بصلة إلى الأخلاق ولا إلى الحس الإنساني الذين يتباهون به بل يتباكون مثل دموع التماسيح.
أوقفوا دواعشكم ومسلحيكم، وأغلقوا حدود أتاتورك السفاح الذي يردد مثل الببغاء بعد أوربا وأمريكا دون أن يرفع اصبعه ليهدد ويتوعد بلا رادع ولا ضمير، ليقتسم من الكعكة السورية اللذيذة ويكون له موطئ قدم بعد أن عاث فسادا بحلب الشهباء وهجّر أهلها، ودمر إرثها التاريخي الجميل.
نهشوا كروا فروا بقرارات جهنمية من الهيئة الدولية متناسين أن هناك شعب له حرية اختيار مصيره، لأن كل دولة ترى مصلحة سورية من وجهة نظرها هي، ومصالحها هي وليس من وجهة نظر الشعب السوري ولا من مصلحته، لأنه لا أحد يحب السوريين، لا أحد.