خبر الفاجعة كان قاتلا على المجتمع الروسي صبيحة سقوط الطائرة الروسية في سيناء السبت 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015م بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ بمصر، وأثار الحادث قضية جدلية في الأوساط الدولية والسياسية، مما جعل رياح السمهج تثير عاصفة عالمية في ظل غموض اكتنف أسباب سقوطها لتبقى كل السيناريوهات مطروحة على الساحتين العربية والدولية.
حادثٌ كبير أشار بالبنان إلى عدة احتمالات وخاصة عندما سارعت بريطانيا إلى اتخاذ قرار سريع بإجلاء رعاياها السياح من مصر، وأماط اللثام عن بعض الحقائق بعد أن بدأت تتكشف يوما بعد يوم بأن وراء الأكمة أكمة، وأن هجوما إرهابيا فريدا من نوعه أدى إلى سقوط الطائرة الروسية بسيناء.
وبما أن الطائرة الروسية لم تسقط بصاروخ أو قنبلة أو عملية انتحارية كما وضح الكاتب خالد عبد الحميد "إلا أنها سقطت بتقنية حديثة لا تُستخدم إلا لدى أجهزة مخابرات عالمية".
هذا التصريح لم يأتِ من فراغ بل جاء بناء على المؤتمر الصحفي الذي عُقد بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون الذي انخطف لونه لمجرد سؤال من صحفي أوربي توجه إليه أماط اللثام عن طرف جريمة كل الدلائل تثبت أن المجرم الحقيقي أصبح تحت المجهر.
كثرت التصريحات، واحتار المحللون السياسيون أي تأويل يتفقون عليه، وأي جهة انفرجت أساريها معربة مسؤوليتها عن الحادث، وتأكيدات بريطانية أمريكية تعزز وجود قنبلة في قلب الطائرة تشير إلى يد الدولة الإسلامية.
لكن العقل لا يقبل بالتحليلات الواهية، ولا بالأختام المطبوعة على البصر والبصائر حين يباغت أحد الصحفيين الأوربيين بتوجيه سؤاله الصعب والمحرج للسيد كاميرون.
قال: لماذا لم تعلن أي دولة أخرى غير بريطانيا وقف رحلات طيرانها إلى شرم الشيخ؟
وهل علمت أجهزة المخابرات البريطانية مالم تعلمه أجهزة المخابرات الروسية أن سبب سقوط الطائرة الروسية هي قنبلة زُرعت داخلها كما أعلنتم؟
لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يفسح له المجال ليجاوب بعد أن تصبب عرقا وذهب ماء وجهه، وهل لهؤلاء ماء وجه بعد جرائمهم التي امتدت على مساحة العالم العربي.
قال الرئيس السيسي: منذ عشر شهور تقريبا طلب منا أصدقاؤنا في بريطانيا أن يرسلوا مبعوثين لمطار شرم الشيخ ليطمئنوا على الترتيبات الأمنية بالمطار وقد وافقتُ على هذا، فمن حق رئيس وزراء بريطانيا أن يطمئن على مواطنيه من السائحين، وقد تحدثنا هاتفيا في هذا الأمر حتى يوم سقوط الطائرة.
سؤال موجه للسيد المبجل كاميرون، أجاب عنه السيد السيسي ليضع النقاط على الحروف بطريقة ذكية وغير مباشرة تزيح الغبش، وتدل على عمل إرهابي أسقط الطائرة الروسية في سيناء، وبريطانيا منغمسة من رأسها حتى أخمص قدميها في تلك الجريمة النكراء.
طبعا لا يريدون بلدا عربيا يعمه الخير والسلام تلك هي السياسية الغربية وبمعنى آخر الصهيوأمريكية، ولا بلدا عربيا حضاريا يضج بالعلماء كما فعلوا في العراق من قبل تحت ذريعة أسلحة الدمار الشامل التي تكلم عنها المتعجرف بوش الثاني مع المجرم الآخر بلير للسطو على مقدرات العراق وتجويع أهله وسرقة حضارته بالكامل.
واستمر المسلسل القميء في كل البلدان العربية للوصول إلى سورية مهد الحضارات تمهيدا لشرق أوسط جديد الذي تغنت عنه كونداليزا رايس الشريرة وهذا ما دعاني طويلا لتحريك مشغل البحث في غوغل لإيجاد الحقيقة التي يتغافل عنها الغرب في سبيل مصالحه، وأي غرب صنع وعد بلفور ليزرع شوكة صهيونية في حلوقنا، والجريمة تكمن في روحه لا تفارقه يكررها كلما سنحت له الفرصة ليغتال قوت العالم العربي بجريمة نكراء.
ويتكرر السيناريو يوما بعد يوم في كل دولة عربية، كل من يقول للغرب لا، يحيكون له الدسائس وينسجون له المكائد، وينسفون كل تقدمه ليبقى إرهابهم يحرق الأخضر واليابس، ويرفضون أي تعزيز يأتي من دولة صديقة ليكونوا لها بالمرصاد بأي وسيلة حتى وإن كانت إراقة الدماء.
فما هي الرواية الصحيحة يا ترى بإسقاط الطائرة الروسية، هل الدولة الإسلامية لها يد بإسقاط الطائرة، أم هي محاولة غربية لتدويل قضية سيناء؟
أم أنها تهدف لضرب السياحة في مصر؟
أم بسبب مواقفها الإيجابية بالنسبة لسورية؟ وعلى مصر أن تدفع ثمن تقاربها مع روسيا"؟
كيف لمصر أن تكون ضد سورية والراحل جمال عبد الناصر كان يعتبر سورية قلب العروبة النابض؟
كيف لمصر أن تكون ضد سورية وفي عام 1960م تم افتتاح التلفزيون العربي السوري والمصري في 23 يوليو/ تموز والذي يُعتبر يوما هاما في حياة الشعبين المصري والسوري وأُعلن على الهواء "من دمشق هنا القاهرة"؟
كيف لأم الدنيا أن تكون ضد سورية والشهيد السوري جول جمال تقدم على رأس الأسطول دفاعا عن قناة السويس؟
وكيف لبريطانيا وأمريكا أن تعرف أن الطائرة الروسية أُسقطت بقنبلة قبل أن تعرف المخابرات الروسية والمصرية، ولجنة التحقيقات؟
لكن بريطانيا وأمريكا أرادت تسييس الحادث برمي الكلام على عواهنه وليكبد قطاع السياحة المصري خسائر تصل قيمتها إلى أربعة ملايين دولار يوميا استنادا إلى مصادر رسمية مصرية.
هل عرفت أمريكا يا ترى من قتل جون كنيدي قبل خمسين عاما؟
ومن اغتال مارتن لوثر كينج محرر السود من التمييز العنصري؟
هل وصلت بريطانيا إلى قاتل العميد علي شفيق مدير مكتب المشير عام 1977م؟
ومن وراء مقتل الأميرة ديانا ودودي الفايد في جنوب فرنسا عام 1997م؟
الفنانة القديرة سعاد حسني في لندن عام 2001م قضت نحبها، وأشرف مروان في قلب عاصمتها؟.
هذا الإصرار من جانب بريطانيا وأمريكا على استباق التحقيقات أماط اللثام في حادثة الطائرة الروسية، كما قالت افتتاحية الأهرام المصرية "هناك جهات ودول يحلو لها استباق الأحداث، ومحاولة الصيد في الماء العكر، بهدف إحداث بلبلة ومحاولة خلط الأوراق للإساءة إلى مصر، منتقدة الصحيفة "الاستنتاجات الخطيرة التي ذهب إليها وزير خارجية بريطانيا" حول احتمال أن يكون تنظيم الدولة وراء سقوط الطائرة.